تتواصل خسائر إسرائيل من عملية "طوفان الأقصى" وما تلاها من العدوان على قطاع غزة، وكان أكبر ضحاياها سوق العقارات الإسرائيلية التي كانت تعاني بالفعل من الركود بسبب أسعار الفائدة المرتفعة وهروب المستثمرين وكبار موظفي الشركات من تل أبيب بعد التعديلات التي أجريت على النظام القضائي.
وحسب تقرير بنشرة "غلوبس" الاثنين، كانت سوق العقارات في إسرائيل، تعاني من الركود حتى قبل عملية "طوفان الأقصى"، وشهدت تباطؤاً كبيراً بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، كما كان هناك بالفعل مخزون قياسي من الشقق غير المباعة. ولكن التباطؤ بات أكثر حدة وتحول إلى تجمد في السوق العقاري بعد "عملية طوفان القدس".
وتحدثت "غلوبس" مع الشركات العقارية لفهم ما يحدث حالياً في السوق، وما إذا كان الناس يشترون المنازل بالفعل خلال الحرب، وما إذا كان يتم تسليم منازل جديدة، وما الذي يحدث مع الإجراءات لدى السلطات، وما إذا كانت مناقصات تسويق الأراضي تجرى حتى الآن. وقالت جميع المصادر التي تحدثت إليها "غلوبس"، إن القتال أدى إلى توقف تام في السوق وانخفاض حاد في الأسعار. في هذا الصدد، قال المالك والرئيس التنفيذي لشركة "ريزدور يازامونت"، ياكي ريزنر: "لا توجد صفقات الآن، إلا تلك التي أبرمت قبل الحرب وحدد صاحبها موعداً للتوقيع، لكن لم تنفذ صفقات جديدة".
ويعترف رايزنر، بأن توقف المبيعات لم يبدأ مع الحرب، مضيفا "يمكنني القول إنه في شهر أكتوبر كان هناك أشخاص مهتمون يأتون إلى مكاتب المبيعات قبل الحرب وقمنا بحملة قبل العطلات وأنفقنا مئات الآلاف من الشواكل على الإعلانات الرقمية وكان هناك مئات العملاء المحتملين الذين كان من المقرر التعامل معهم بعد ذلك ولكن حدثت الحرب. وتابع: "في الوقت الحالي، بعد 30 يومًا من القتال، بدأنا في إعادة التفكير، وسنبدأ اعتبارًا من الأسبوع المقبل في إرسال رسائل للتعرف على الوضع".
من جهته، قال نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة كاتا، أوز كاتا، لـ"غلوبس": في البداية لم نرد على مكالمات الزبائن حتى على الأشخاص الذين تركوا رسائل، لأن الناس كانوا في الجنازات وفي حالة حداد. وفي الأسبوع الثاني، بدأنا في تلقي بعض المكالمات والاستفسارات الفردية، كما أجرينا عملية شراء واحدة. وأضاف أن "الناس يبحثون عن شقق سكنية مع غرف أمنية، وليس للاستثمار، ويشعرون الآن أنهم غير مستعدين لخوض حرب أخرى في شقق غير محمية".
في السياق، يتوقع الرئيس التنفيذي لشركة أزوريم العقارية، رون أفيدان، في حال عودة السوق إلى المبيعات بعد الحرب أنه سيكون هنالك تدافع على الشقق الآمنة في المناطق التي يكون فيها الوقت للوصول إلى المنطقة المحمية عسكرياً قصيرًا. ويقول: "من الطبيعي أن تنخفض المبيعات بشكل كبير. وأضاف هنالك مبيعات في مشاريع في نهاريا وبئر السبع ونتانيا".
ويتابع "بشكل عام، نحن نهدف إلى العودة إلى النشاط أثناء استمرار الحرب، ولكن من الواضح لنا تماماً أن المبيعات لن تتم إلا بعد انتهاء الحرب. وقال أفيدان، "أتوقع أن تتعزز المبيعات في بئر السبع بسبب ما يسمى بـ"التدافع على غرف الأمن"، والاعتراف بالأهمية المطلقة والحيوية للمجمع المحمي داخل الشقة".
بدوره، يقول نائب الرئيس للتسويق والمبيعات لشركة ديمري، أمير كوهين، إن هناك القليل من الاستفسارات وهي بشكل رئيسي من قبل الأشخاص الذين يرغبون في الانتقال بسرعة إلى شقة بسبب الحاجة إلى غرفة أمنية". ويضيف أنه في مناطق الوسط "هناك عدد قليل من عمليات الشراء من قبل أولئك الذين بدأوا العملية بالفعل. ولكن لا توجد حتى الآن أي صفقات، وبالنظر إلى التجربة السابقة، أفترض أن الناس ما زالوا في حالة صدمة".
وتقول آفني ديريش، نائبة رئيس التسويق والمبيعات، حنا شوارتز: "إننا نرى اهتمامًا متزايدًا بمكاتب المبيعات، خاصة في مناطق مثل تل أبيب وكاتسرين والرملة. بعض الاهتمام يأتي من إسرائيل والبعض الآخر من الخارج في أعقاب الموجة المتزايدة من ضد اليهود".