تراهن الخطوط الملكية المغربية على استعادة جزء كبير من عافيتها في الصيف المقبل، عبر خطة لتوفير ستة ملايين مقعد لتأمين رحلات نحو ثمانين خطاً جوياً في القارات الأربع.
وأكدت الناقلة الوطنية المغربية، اليوم الثلاثاء، أنها تنوي تغطية 90 في المائة من شبكة الوجهات التي كانت تؤمنها في 2019، قبل أن تعيق جائحة فيروس كورونا تطورها وتوقفها عن التحليق بسبب إغلاق الحدود الجوية.
وستحظى أوروبا بأكثر من 36 في المائة، أي حوالي 2.2 مليون مقعد، جزء كبير منها نحو فرنسا التي سيخصص لها 890 ألف مقعد. وينتظر أن تخصص الناقلة الوطنية 900 ألف مقعد لأفريقيا، و500 ألف مقعد لأميركا الشمالية و200 ألف مقعد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بزيادة بنسبة 25 في المائة مقارنة مع عرض الصيف لعام 2019.
وقرر المغرب استئناف الرحلات الجوية اعتبار من فبراير/ شباط الماضي، بعد الارتباك التي طاولها من جراء الفيروس، ما انعكس على أداء الناقلة الوطنية التي تضررت كثيراً، إذ تخلت عن جزء من موظفيها.
وقررت الناقلة الوطنية لتنفيذ برنامج الصيف المقبل استئجار طائرات من شركات دولية، كما أعلنت عن ذلك، اليوم، خاصة أنها عمدت في ظل الجائحة وما تكبدته من خسائر إلى اتخاذ قرار ببيع عدد من طائراتها.
وأدى إغلاق الحدود اعتباراً من مارس/ آذار 2020 إلى بلورة خطة من أجل الخروج من الأزمة بهدف تعبئة الإيرادات، حيث قررت تسريح 858 من موظفيها من بين 5000 موظف، والتخلي عن ثلث أسطولها عبر بيع 10 من طائراتها من بين 60 طائرة.
وقد أكد وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، أمس بمجلس النواب، أن الأزمة الصحية، بما نجم عنها من توقف حركة الطيران لمدة عامين، دفعت الشركة إلى اعتماد محطة للتحكم في نفقاتها بهدف ضمان استمراريتها وتنافسيتها، حيث قررت بيع جزء من أسطولها وإطلاق عملية مغادرة مجموعة من المستخدمين.
واستطاعت الشركة الصمود بفضل دعم الدولة التي تساهم بنسبة 53.94 في المائة في رأس مالها، بينما يساهم صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بنسبة 44.1 في المائة.
وعمق تعليق الرحلات صعوبات الشركة، حيث تدخلت الدولة من أجل إسعافها بتوفير أكثر من 600 مليون دولار للناقلة. وكانت الحكومة قد ربطت الحصول على دعم مباشر إضافة إلى ضمانة الدولة للقروض المصرفية، بمخطط لإعادة الهيكلة، يتضمن التخلي عن ثماني عشرة طائرة من أسطول الشركة.
ويعتبر الاقتصادي محمد الشكر أن الدولة حرصت على دعم الناقلة الوطنية التي تعد من الشركات الاستراتيجية إلى أن تعود إلى نشاطها العادي بعد تراجع الجائحة، مؤكداً أنه حتى في ظل الصعوبات التي أفضت إلى إفلاس شركات عالمية حرصت الدولة على دعم الخطوط الملكية المغربية.
وصرح الرئيس المدير العام للشركة محمد عدو، اليوم الثلاثاء، بمناسبة إطلاق البرنامج الجديد، بأن الشركة عبأت شبكتها التي تضم أكثر من ألف وجهة عبر العالم، لصالح القطاع السياحي الوطني عبر تكثيف الربط مع الأسواق المصدرة للسياح، والمساهمة في إنعاش السياحة.