استمع إلى الملخص
- استراتيجيون من بنوك كبرى مثل جي بي مورغان وغولدمان ساكس يتوقعون ارتفاع الدولار بنسبة تصل إلى 7%، مدعومين بسيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ، مما يجعله العملة الأكثر جاذبية في ظل المخاطر العالمية.
- اليورو معرض للخطر أمام الدولار بسبب اعتماده على التصدير وضعف النمو الاقتصادي في أوروبا، مع توقعات بفرض رسوم جمركية من قبل إدارة ترامب، مما يزيد الضغط عليه.
شهد الدولار موجة ارتفاع قوية بعد أسبوع من فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، ليسجل أعلى مستوياته في عامين، ما أثر بشكل سلبي على العملات الأخرى ودفع استراتيجيي وول ستريت لنصح المستثمرين بالتأهب لتحقيق مكاسب إضافية.
وارتفع مؤشر بلومبيرغ للعملة الخضراء في السوق الفورية يوم الثلاثاء إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حيث انخفض اليورو إلى أدنى مستوى له خلال عام، وتأثرت العملات الأخرى، بما فيها اليابانية والكندية، مقتربة من مستويات نفسية مهمة. وقالت هيلين غيفين، متعاملة في العملات الأجنبية لدى شركة Monex لتداول العملات لـ"بلومبيرغ"، إن هناك فرصة كبيرة لتحقيق مكاسب كبيرة للدولار خلال العام المقبل وربما حتى عام 2026، مشيرة إلى أن سياسات إدارة ترامب من المتوقع أن تتضمن إنفاقاً ضخماً وسياسات تجارية حمائية.
وفي وول ستريت، اتفق استراتيجيون من بنوك كبرى، شملت جي بي مورغان تشيس وغولدمان ساكس وسيتي غروب، على توقعات بارتفاع الدولار، خاصة مع اقتراب سيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ. وكتب استراتيجيون في بنك جي بي مورغان بقيادة ميرا تشاندان: "تعزز نتائج الانتخابات ما يُعرف بتميز الدولار الأميركي"، حيث يرون أن لا عملة أخرى تملك ما تملكه العملة الأميركية من احتمالات نمو أقوى وعوائد أعلى وصفات دفاعية في وقت ارتفاع المخاطر.
وأشار البنك، الذي يعد الأكبر في الولايات المتحدة من حيث حجم الأصول والربحية، إلى أن تأثير فوز ترامب يمكن أن يعزز الدولار حتى دون إعلان رسمي للرسوم الجمركية. وتوقعوا ارتفاع العملة الخضراء بنسبة تصل إلى 7% في الأشهر المقبلة، ما قد يدفع اليورو إلى الاقتراب من التكافؤ معها (أي أن تتساوى قيمة العملتين)، بينما قد ينخفض سعر اليوان إلى 7.40 مقابل الدولار.
وفي بنك غولدمان ساكس، يرى استراتيجيون بقيادة كاماكشيا تريفيدي أن مقترحات السياسة هي التي ستغذي القوة المحتملة للدولار، مشيرين إلى أن قوة العملة الأميركية ليست مضمونة على طول الخط، حيث إن حجم المكاسب قد يعتمد على الإجراءات المضادة من دول أخرى. ويعتقد استراتيجيون في بنك باركليز أن قوة الدولار ستستمر بسبب جدول سياسات ترامب والنمو الاقتصادي القوي للاقتصاد الأميركي، وهو ما جاء في صالح الدولار، خاصة بعد تراجع التوقعات بخفض كبير لأسعار الفائدة الفيدرالية.
وقال أندرياس كوينغ، رئيس إدارة العملات في "أموندي" في مذكرة: "حالياً، من الصعب تقديم حجة ضد الدولار"، مشيراً إلى أنه زاد مركزه الاستثماري في الدولار بعد الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي. وأضاف أن نتائج هذه الانتخابات كانت إيجابية للولايات المتحدة والدولار وسلبية لباقي الدول، خاصة أوروبا.
ويعتبر اليورو من أكثر العملات تعرضاً للخطر أمام الدولار بسبب اعتماده على التصدير، وارتباطه الاقتصادي بالصين وضعف النمو الاقتصادي في المنطقة. وأشار تقرير حديث عن توقع خسائر لصادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة بنحو 150 مليار دولار، حال فرض ترامب رسوما جمركية على واردات بلاده من أوروبا، بنسبة تتراوح بين 10%-20%. وخفضت عدة بنوك توقعاتها لليورو منذ إعلان نتائج الانتخابات الأميركية، متوقعة انخفاض اليورو إلى مستوى التكافؤ مع الدولار العام المقبل.
وضعف اليورو بنسبة 0.5% يوم الثلاثاء إلى 1.0596 دولار، وهو أدنى مستوى خلال عام، في حين تراجع الين بنسبة 0.7% ليصل إلى 154.8 مقابل الدولار. كما انخفض الدولار الكندي لليوم الثالث على التوالي، مقترباً من أضعف مستوياته منذ أربع سنوات.
وبشر كل هذا الضعف في أسواق الصرف الأجنبي بزيادة قوة الدولار، حيث تشير بيانات تداول الخيارات والتمركزات الأخيرة إلى أن المتداولين يراهنون على المزيد من المكاسب للدولار، بينما يُظهر الشعور الإيجابي تجاه الدولار أقوى حالاته منذ يوليو/تموز الماضي.
وزادت صناديق التحوط انكشافها الصافي للدولار قبل الانتخابات، وفقاً لبيانات لجنة تداول السلع الآجلة. وبالنسبة لـ"سيتي غروب"، فإن هذا الموقف القوي يعتبر سبباً للشراء عند حدوث تراجع في سعر الدولار بدلاً من الاندفاع لملاحقة العملة الأميركية عند ارتفاعها.
وقالت سكاي لار مونتغومري كونيغ، استراتيجية العملات لدى بنك باركليز في نيويورك، في مذكرة: "الأساسيات للولايات المتحدة هي نمو قوي وبنك مركزي أقل ليونة، ما يشير إلى قوة الدولار التي يضيف إليها ترامب". وأضافت أن اتجاه الدولار نحو القوة واضح، وأن حجم هذه القوة سيعتمد على مدى تنفيذ السياسات المعلنة.