الذكاء الاصطناعي يهدد 200 ألف من الوظائف في بنوك وول ستريت

09 يناير 2025
متعاملون في بورصة نيويورك للأوراق المالية، 2 يناير 2025 (سبنسر بلات/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتوقع "بلومبيرغ إنتليجنس" أن تخفض البنوك العالمية في وول ستريت ما يصل إلى 200 ألف وظيفة خلال السنوات المقبلة، مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في المهام الروتينية، مما يعرض وظائف المكاتب الخلفية والمتوسطة للخطر، بينما قد ترتفع أرباح البنوك بفضل تحسين الإنتاجية.

- أشار تقرير "بلومبيرغ" إلى أن 3% من القوة العاملة قد تُخفض، مع توقعات بانخفاض حاد بين 5% و10% في بعض البنوك الكبرى مثل "سيتي غروب" و"جي بي مورغان".

- رغم المخاطر على الوظائف، فإن التحول التكنولوجي سيغير الأدوار بدلاً من استبدالها، حيث يزيد الذكاء الاصطناعي الإنتاجية وتوليد الإيرادات بنسبة 5% على الأقل.

تتوقع خدمة "بلومبيرغ إنتليجنس" أن تخفض البنوك العالمية التي تتخذ من وول ستريت مقراً ما يصل إلى 200 ألف من الوظائف في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، مع احتلال الذكاء الاصطناعي مهام يقوم بها الموظفون البشر حالياً، حيث إن تطور هذا الذكاء يعرّض الأدوار في المكاتب الخلفية والمتوسطة للخطر، في حين أنّ أرباح البنوك قد ترتفع بسبب تحسن الإنتاجية.

وقد أشار كبار مسؤولي المعلومات والتكنولوجيا الذين استطلعت "بلومبيرغ" آراءهم إلى أنهم يتوقعون في المتوسط خفضاً صافياً 3% من القوة العاملة معهم، وفقاً لتقرير نُشر اليوم الخميس. ومن المرجح أن تكون المكاتب الخلفية والوسطى والعمليات هي الأكثر عرضة للخطر، وفقاً لكبير المحللين في "بلومبيرغ إنتليجنس" لتوماش نوتزيل الذي كتب التقرير.

ومن المتوقع أن تشهد خدمات العملاء تغييرات حيث تدير الروبوتات وظائف العملاء، في حين أنّ واجبات معرفة العميل ستكون أيضاً عرضة للخطر، وفقاً لنوتزيل الذي قال إنّ "أي وظائف تنطوي على مهام روتينية متكررة معرضة للخطر. لكن الذكاء الاصطناعي لن يقضي عليها تماماً، بل سيؤدي إلى تحوّل في القوى العاملة".

كما تشير توقعات نحو رُبع المستجيبين البالغ عددهم 93 إلى انخفاض حاد يتراوح بين 5% و10% من إجمالي عدد الموظفين، فيما تشمل المجموعة المماثلة، التي يغطيها تقرير "بلومبيرغ"، "سيتي غروب" (Citigroup Inc) و"جي بي مورغان تشايس أند كو" (JPMorgan Chase & Co) و"غولدمان ساكس غروب" (Goldman Sachs Group Inc).

وتشير النتائج إلى تغييرات بعيدة المدى في قطاع البنوك تتغذى على تحسين الأرباح. ففي عام 2027، قد تشهد البنوك أرباحاً قبل الضريبة بنسبة 12% إلى 17% أعلى مما كانت لتكون عليه بخلاف ذلك، بما يضيف نحو 180 مليار دولار إلى صافي أرباحها المجمعة، حيث يعمل الذكاء الاصطناعي على زيادة الإنتاجية، وفقاً لـ"بلومبيرغ إنتليجنس".

ويتوقع ثمانية من كل عشرة مستجيبين أن يزيد الذكاء الاصطناعي التوليدي من الإنتاجية وتوليد الإيرادات بنسبة 5% على الأقل في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، علماً أنّ البنوك التي قضت سنوات في تحديث أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها لتسريع العمليات وخفض التكاليف في أعقاب الأزمة المالية، قد هرولت لتبنّي الجيل الجديد من أدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تعمل على تحسين الإنتاجية أكثر.

وكان مصرف سيتي غروب قد ذكر، في تقرير يعود إلى يونيو/ حزيران الماضي، أنّ الذكاء الاصطناعي من المرجح أن يحلّ محلّ المزيد من الوظائف في جميع أنحاء الصناعة المصرفية أكثر من أي قطاع آخر. وفي ذلك الوقت، قال "سيتي" إنّ نحو 54% من الوظائف في القطاع المصرفي لديها إمكانية عالية للأتمتة (المكننة).

لكن على الرغم من هذه المخاطر على فرص العمل، فقد أكدت العديد من الشركات أن التحول سيؤدي إلى تغيير الأدوار بواسطة التكنولوجيا، بدلاً من استبدالها تماماً. فقد قالت تيريزا هيتسينريثر التي تشرف على جهود الذكاء الاصطناعي في "جي بي مورغان"، في نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، إنّ تبني البنك للذكاء الاصطناعي التوليدي كان حتى الآن يزيد من الوظائف.

المساهمون