- الاجتماع بين الرئيسين الروسي والصيني والنقاش حول عملة بريكس الجديدة يعززان ارتفاع أسعار الذهب، إلى جانب التضخم المرتفع والديون الأمريكية الضخمة التي تفوق 32 تريليون دولار.
- يشير المحللون إلى أن الظروف الحالية، بما في ذلك الجيوسياسية والتضخم والديون الكبيرة، تخلق بيئة مثالية لارتفاع أسعار الذهب، مع تزايد الاهتمام العالمي بالمعدن كوسيلة للتحوط من التضخم.
واصلت أسعار الذهب اتجاهها الصعودي اليوم الجمعة، وسط الاختراق الحاسم فوق سقف 2400 دولار للأونصة بعد وقت قصير من الساعة 10 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ويتجه للتحليق أكثر وفق بعض الخبراء.
وتقول مجموعة "سيتي غروب" المصرفية، في تقرير، إن الذهب يلمع "مثل الماس"، ويمكن أن يصل إلى 3000 دولار. وواصلت أسعار الذهب ارتفاعها، حيث عززت التوترات في الشرق الأوسط الطلب، مدعومًا بجاذبية السبائك كملاذ آمن. ويربط محللون بين اجتماع الرئيسين الروسي والصيني، فلاديمير بوتين وشي جين بينغ، في بكين، وبين ارتفاع الذهب، حيث يدرس الرئيسان عملة بريكس التي جرى الإعلان عنها في جوهانسبورغ في اجتماع سابق للتكتل.
ومن بين الأسباب الأخرى التي تدفع المستثمرين من مؤسسات وبنوك مركزية نحو شراء الذهب، التضخم المرتفع والديون الأميركية الضخمة التي تفوق 32 تريليون دولار، وإغراق السوق العالمية بالدولارات، وظروف التوتر الجيوسياسي والحروب.
وقال آدم باتون، رئيس استراتيجية العملات في Forexlive.com، إن هذه الخطوة الأخيرة هي استمرار للارتفاع الأوسع، ويقودها نفس السبب.
ووفق تقرير "سيتي غروب"، قال باتون: "هذا الارتفاع بدأ في الصين، والصين مستمرة في الظهور"، مضيفًا أن البيانات الأخيرة تظهر أن تركيا ومعظم دول الشرق الأوسط تشتري السبائك أيضًا. وأشار إلى أن الاجتماع الذي عقد هذا الأسبوع بين الرئيسين الروسي والصيني كان أيضًا متفائلًا للغاية بالنسبة لأسعار الذهب. وشدد: "إذا كنت ثوراً ذهبياً، فإن صورة شي وبوتين وهما يتعانقان هي أفضل ما يمكن (..) إنهم يحاولون خلق عالم متعدد الأقطاب، ولا يمكنك القيام بذلك إذا كنت تعتمد على الدولار".
الذهب والدولار
وقال شون لوسك، المدير المشارك للتحوط التجاري في Walsh Trading، لـKitco News، إن الجمع بين التضخم المرتفع وإصدار الديون الضخمة وطباعة العملة المركزية الجامحة يدفع المشاركين في السوق إلى المعادن الثمينة والسلع الأخرى.
وشدد لوسك: "لقد طبعنا للتو الكثير من النقود، والآن ترون نتيجة ذلك (..) أين يضعون كل الأموال؟ وبصرف النظر عن شراء الأسهم المنخفضة، فإن الأموال الكبيرة تذهب إلى المعادن كوسيلة للتحوط من التضخم. وليس نحن فقط، بل حتى الاقتصادات في جميع أنحاء العالم تفعل الشيء نفسه. إنهم يزيدون حيازاتهم من المعدن الثمين، ولا أحد يعرف أين سيكون".
وقال لوسك إنه لا يستطيع تخيل وضع أفضل لارتفاع أسعار الذهب من الوقت الراهن، مبرزا: "إنها عاصفة كاملة من الاتجاه الصعودي. لديك مخاوف جيوسياسية، وكان لديك الوباء. وماذا تفعل حكومتنا بعد ذلك مباشرة؟ تطبع المزيد لجميع مشاريع التمويل التي لم تبدأ بعد. أنت الآن في عام حملة (الانتخابات الرئاسية الأميركية)، لذا فإن كل هذه الأشياء، من حيث صلتها بالذهب، تخلق المزيد من الشكوك في الأسواق". وأضاف: "إن الأمر يعود إلى القول المأثور القديم، في أي وقت نقوم بإنشاء المزيد من شيء ما، فإن قيمته تقل"، وذلك في إشارة إلى العرض والطلب، وزيادة الكتلة النقدية من الدولارات.