استمع إلى الملخص
- تمثل هونغ كونغ 45% من تعرض البنك لقروض العقارات التجارية، مقارنة بـ18% في المملكة المتحدة، مع قفزة في القروض المتعثرة من 576 مليون دولار إلى 3.2 مليارات دولار.
- تراجعت إيجارات المكاتب الرئيسية بأكثر من 35% منذ 2020، مما زاد من الضغط على المقترضين في ظل ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ الاقتصاد الصيني.
أظهرت بيانات مالية أن قروض العقارات التجارية المتعثرة التي تعرض لها بنك "إتش إس بي سي" في هونغ كونغ، ارتفعت بنحو ستة أضعاف، إلى أكثر من 3 مليارات دولار في النصف الأول من العام الجاري، مما يسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها البنك البريطاني من الركود في سوق العقارات في المنطقة الصينية.
تعتبر هونغ كونغ أكبر سوق للبنك في مجال الإقراض العقاري التجاري، حيث تمثل 45% من تعرضه لهذه النوعية من القروض، مقارنة بنحو 18% للمملكة المتحدة. وكان لدى البنك الذي يقع مقره الرئيسي في لندن 3.2 مليارات دولار من قروض العقارات التجارية المتعثرة ائتمانياً لعملاء هونغ كونغ حتى 30 يونيو/حزيران الماضي، ارتفاعاً من 576 مليون دولار فقط قبل ستة أشهر، وفقاً لتقريره المالي للنصف الأول من هذا العام.
تعكس القفزة في حالات التخلف عن سداد قروض العقارات التجارية في المركز المالي، الذي كان لسنوات أحد أغلى أسواق العقارات في العالم، مدى الأضرار التي يمكن أن تلحق بالبنوك الدائنة. فقد انخفضت إيجارات المكاتب الرئيسية بأكثر من 35% منذ عام 2020، وفقاً لما نقلت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، أمس، عن مستشار العقارات التجارية "كوشمان آند ويكفيلد".
وفي حين كانت البنوك تحت الضغط لعدة سنوات بسبب تعرضها لسوق العقارات في البر الرئيسي الصيني، يتحول التركيز الآن إلى هونغ كونغ، كما قال ديفيد وونغ، رئيس تصنيفات البنوك في شمال آسيا في مؤسسة فيتش للتصنيفات الائتمانية. وشكلت القروض المتعثرة في هونغ كونغ 9% من إجمالي قروض العقارات التجارية للبنك في المنطقة، فيما يصل إجمالي قروض العقارات التجارية العالمية للبنك 79 مليار دولار اعتباراً من يونيو/حزيران. وبموجب تعريف البنك، انتهك هؤلاء المقترضون شروط قرضهم. وقد يشمل ذلك عدم سداد المدفوعات، ولكن قد يشمل أيضاً تدابير "غير مالية" مثل عدم تحقيق نسبة القرض إلى القيمة لرقم مستهدف متفق عليه.
وقال جورج الحديري الذي أصبح الرئيس التنفيذي للبنك في سبتمبر/أيلول، في مكالمة هاتفية مع المحللين في أوائل أغسطس/آب عندما كان كبير المسؤولين الماليين، إن القروض "كانت جميعها تؤدي وظيفتها" على الرغم من تصنيف "عدد كبير" منها على أنها متعثرة ائتمانياً. ومع ذلك، قال البنك إن "بعض المقترضين سعوا إلى تأجيل السداد لاستيعاب تحديات خدمة الدين" في تقريره المالي للنصف الأول من هذا العام، والذي نُشر في 31 يوليو/تموز.
وأبلغ البنك الصحيفة البريطانية، هذا الأسبوع أن "الكثير" من المقترضين ما زالوا يدفعون الفائدة. ورفض متحدث باسم البنك تقديم أرقام عن عدد المقترضين الذين يدفعون الفائدة أو تقديم مزيد من التفاصيل حول تعليق الحديري.
وضعت أسعار الفائدة المرتفعة المقترضين في هونغ كونغ تحت الضغط في وقت انخفض فيه الطلب على المساحات المكتبية والتجزئة، مع تباطؤ الاقتصاد الصيني والحملة الأمنية الحكومية التي أثرت على ثقة المستثمرين الدوليين. كما دفعت التدابير الصارمة لمكافحة كورونا إلى هجرة العمال الأجانب أثناء الوباء.
وفقاً للبيانات التي جمعتها مجموعة يو بي إس المصرفية، خفض 11 من أكبر مطوري العقارات في هونغ كونغ قيمة محافظ العقارات الاستثمارية الخاصة بهم بنحو 23 مليار دولار منذ عام 2020.