انتقد رئيس حزب الإصلاح والتنمية في مصر محمد أنور السادات، صمت اتحادي الصناعات والغرف التجارية وجمعيات رجال الأعمال، إزاء استمرار حبس أعضاء بها، في وقت تسعى فيه جماعات ضغط تابعة لأصحاب مهن أخرى، للإفراج عن أعضائها في ظل دعوة "الحوار الوطني".
ويعتبر رجل الأعمال البارز صفوان ثابت، 76 عاماً، أشهر رجال الصناعة والأعمال في السجون المصرية حالياً.
وقبل القبض على رجل الأعمال وابنه قبل أكثر من عام ونصف، كان مسؤولون أمنيون مصريون طلبوا منهما التخلي عن أصول شركة "جُهينة"، وهي أكبر شركة لمنتجات الألبان والعصائر في مصر، وفق تقرير لمنظمة العفو الدولية صدر في سبتمبر/أيلول الماضي.
وأبدى السادات "استغرابه الشديد" من "موقف اتحاد الصناعات المصرية واتحاد الغرف التجارية وجمعيات رجال الأعمال والمستثمرين في تخليهم عن مجرد المطالبة ببحث موقف زملائهم المحبوسين احتياطياً أو على ذمة قضايا أخرى، في وقت تعد فيه الأجواء مهيأة لبحث موقف حالات كثيرة والإفراج عنهم مع انطلاق فعاليات الحوار الوطني".
وقال رئيس حزب الإصلاح والتنمية، في بيان صحافي، إن "الجميع استبشر خيراً مع بداية فعاليات الحوار الوطني والإفراجات التي تتم بشأن الأسماء المقدمة من ممثلي الأحزاب السياسية والنقابات العمالية والنشطاء والصحافيين وغيرهم، في حين لم يحرك هؤلاء ساكناً، وهناك رجال صناعة وتجارة وزملاء وأعضاء في هذه الاتحادات وجمعيات المستثمرين لهم قضايا مماثلة، لم يزوروهم في محبسهم ولم يسألوا حتى عن حالتهم وأوضاعهم أو يلعبوا دور الوساطة لإنهاء قضاياهم والاتهامات الموجهة إليهم، والمفترض أن هذه كيانات ترعى مصالح أعضائها بالقانون".
وتساءل: "أين أنتم والعالم كله يتحدث عن زملائكم، هل هو الخوف على المقاعد والتمثيل، أم أن المصالح تتصالح في النهاية؟".
وتابع: "استمراركم في مواقعكم أصبح على المحك.. ربما يأتي آخرون بدلاً منكم يدركون حجم المسؤولية ويكن لهم موقف حقيقي مشرف بالحق والقانون.. قوموا بدوركم من باب الصداقة والزمالة والإنسانية. انظروا حولكم فجميع الكيانات المماثلة قامت بدورها تجاه أعضائها فيما عدا أنتم فاعتبروا يا أولي الأبصار".
ومؤخراً، كشفت مريم صفوان ثابت، عن تدهور صحة والدها في محبسه، مشيرة إلى أن وفاة والدتها في مارس/آذار الماضي، جاءت بعد التدهور الكبير والسريع في صحتها إثر القبض على زوجها والتحقيق معها والانتهاكات بحقهم.
وأعربت مريم في منشور على حسابها في فيسبوك، عن مخاوفها على صحة والدها في السجن، وحمّلت كل المسؤولين عن حبسه "غير المبرر" المسؤولية الكاملة عن صحته وحياته في السجن.
ويُحتجز ثابت رهن الحبس الانفرادي المطوَّل منذ القبض عليه تعسفياً في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2020، ثم قُبض على ابنه سيف، 40 عاماً، بعد شهرين من القبض على والده، وتحديداً في فبراير/شباط 2021، ولا يزالان مُحتجزين رهن الحبس الانفرادي في ظروف ترقى إلى التعذيب، بحسب منظمة العفو الدولية.
وذكرت المنظمة، أن صفوان وسيف ثابت يتعرضان للعقاب لمجرد التجرؤ على رفض طلبات مسؤولين أمنيين مصريين بالتخلي عن أصول شركة "جُهينة"، المعروفة في مصر والتي تمتلك عائلتهما حصصا بها، مضيفة أنهما "أبديا شجاعةً نادرة في مقاومة محاولة المسؤولين ابتزازهما".
وأكدت أن السلطات المصرية استخدمت نفس التهم المتعلقة بالإرهاب لقمع المعارضة السياسية مع رجال أعمال، لأنهم رفضوا الإذعان للأوامر التعسفية بالاستيلاء على أصولها.