أظهر مسح أجرته "رويترز" أن السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، قد تخفض أسعار خاماتها التي تبيعها لآسيا للشهر الرابع على التوالي في مارس/ آذار، وسط استمرار المخاوف من وجود فائض في الإمدادات رغم توقعات بتعافي الطلب في الصين.
وأوضح المسح، الذي شمل أربعة مصادر في شركات تكرير، أن أرامكو الحكومية السعودية قد تخفض سعر البيع الرسمي لخامها العربي الخفيف بنحو 30 سنتا للعملاء الآسيويين، للشحنات التي سيجرى تحميلها في مارس.
ومن شأن هذا أن يقلص الفارق الإجمالي لنحو 1.50 دولار للبرميل فوق متوسط تسعير بلاتس دبي والخام العماني ببورصة دبي للطاقة، وهو الأدنى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.
وقال أحد المشاركين في المسح من سنغافورة: "الطلب الإجمالي على النفط متوسط الدرجة في آسيا لا يزال فاترا، واستهلاك الصين قد لا يعود على المدى القريب".
ومن المتوقع أن تشهد الصين، أكبر مستورد للنفط، انتعاشا في الطلب على الوقود، بعدما تخلت بكين عن استراتيجية صفر كوفيد الصارمة في مكافحة المرض، إلا أن مسار التعافي قد يكون وعرا بالنظر إلى ارتفاع حالات الإصابة في البلاد.
ولا يزال فائض الإمدادات يخيم على السوق الآسيوية، فيما تواصل الصين والهند شراء النفط الروسي بأسعار مخفضة.
ومن المقرر أن يحظر الاتحاد الأوروبي واردات المنتجات النفطية الروسية اعتبارا من الخامس من فبراير/ شباط، الأمر الذي من المتوقع أن يحد من عمليات تكرير النفط الروسي ويؤدي إلى مزيد من صادرات النفط الخام.
ومن المرجح أن تبقي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها ضمن تحالف أوبك+ على السياسة الحالية لخفض الإنتاج بمليوني برميل يوميا، وسط مخاوف من ركود عالمي.
وتوقع المشاركون في المسح أن تشهد أسعار درجات الخام الأثقل، وهي الخام العربي المتوسط والعربي الثقيل، تخفيضات أكبر مع ضعف هوامش تكرير زيت الوقود.
وترسم أسعار البيع الرسمية للخام السعودي المسار لأسعار خامات إيران والكويت والعراق، ما يؤثر على حوالي تسعة ملايين برميل يوميا من الخام المتجه إلى آسيا.
وتحدد أرامكو السعودية أسعار خامها بناء على توصيات العملاء، وبعد حساب التغير في قيمة نفطها خلال الشهر السابق، استنادا إلى العوائد وأسعار المنتجات.
وينتهج مسؤولو أرامكو سياسة عدم التعليق على سعر البيع الرسمي الشهري لخامات المملكة.
(رويترز)