استمر انقطاع إمدادات الماء والكهرباء لأكثر من 24 ساعة في مناطق متفرقة من العاصمة السودانية الخرطوم، مع نقص في الدواء وصعوبة تقديم الرعاية الصحية منذ بدء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقبع عدد من الموظفين والمواطنين في مقار عملهم بسبب الحصار المفروض عليهم من القوى المتقاتلة، من دون ماء أو كهرباء أو غذاء ليومين كاملين، قبل أن تتدخل الأمم المتحدة وتطلق سراحهم باتفاق بين الجيش السوداني والدعم السريع، وذلك عبر فتح ممرات آمنة لإخراجهم.
وباتت العاصمة الخرطوم شبه خاوية من الخدمات بعد أن أغلقت المحال التجارية أبوابها في ظل استمرار القصف المدفعي بين الطرفين مع تحليق الطائرات الحربية على مدار اليوم.
وعانت أجزاء من الخرطوم وأم درمان من انقطاع في الكهرباء والمياه معا لأكثر من 24 ساعة دون تدخل من السلطات المحلية بسبب حالة القتال الدائرة والتي أعاقت حركة فرق الصيانة.
وأرجعت مصادر بمياه ولاية الخرطوم تحدثت لـ"العربي الجديد" تأثر شبكات المياه بسبب الآليات العسكرية الثقيلة، كما أن انقطاع شبكات الكهرباء يؤثر تلقائيا على توليد المياه النيلية أومن مياه الآبار.
فيما قال بعض مهندسي الكهرباء لـ"لعربي الجديد" إن الاشتباكات سببت سقوط أسلاك الضغط العالي وتلف الكابلات التي تغذي بعض الشبكات الرئيسة ما تسبب في تعطيل إمدادات الكهرباء، كما أن إطلاق النار بصورة عشوائية تسبب في انقطاع عدد من الخطوط وخروجها كليا عن الخدمة.
وحذّر المهندسون من أنّ فرق الهندسة لن تستطيع ممارسة عملها إن لم تتوقف الحرب العشوائية الدائرة والتي امتدت إلى داخل الأحياء.
ونفى المهندس عبد الله إسحاق لـ"العربي الجديد" وجود عجز في الإمدادات، مرجعا الانقطاعات إلى الضربات العشوائية والتي طاولت أسلاك وكابلات الكهرباء في مناطق رئيسية.
ومع اشتداد الأزمة المعيشية وعدم قدرة المواطنين الخروج للتسوق اعتذر تطبيق "دكاني" وهو أشهر تطبيق إلكتروني لتوصيل الطلبات في الخرطوم عن تقديم خدماته للمنازل بسبب القتال الدائر حاليا.
وقال القائمون على التطبيق إن الطلبات تفوق طاقته الاستيعابية، كما أن المخزن الرئيسي يوجد جنوب العاصمة الخرطوم التي تشهد عمليات قتال مستمرة.
واقترح المشرفون على التطبيق تحويل الطلبات إلى محال تجارية أخري، قيد العمل، وأن يكون توزيع الطلبات حسب المناطق. وأكدوا أن الاقتراح محاولة للمساعدة في تسهيل وصول المواد الغذائية للمواطنين في منازلهم.
وقالت زينب بابكر، ربة منزل، لـ"العربي الجديد"، "إننا نشترى المياه الساخنة من البقالات للإفطار لعدم وجود كهرباء".
كما أكد المواطن إبراهيم الزين من سكان جنوب أم درمان لـ"العربي الجديد" أن سعر برميل المياه وصل إلى 4000 جنيه، في الوقت الذي لا يبدو فيه أفق لحل الصراع العسكري الدائر حاليا.
من جهتها، وجهت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، نداء عاجلا للمنظمات الإنسانية العاملة في السودان والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، بضرورة التدخل العاجل لإخلاء المرضى والجرحى الذين تم علاجهم في مستشفيات وسط الخرطوم، إذ تعاني تلك المستشفيات من انعدام المعينات على الحياة كالأكل و الشرب.
وفاقمت أعمال الاقتتال من الوضع الإنساني، إذ أعلن برنامج الأغذية العالمي، الأحد، وقف جميع عملياته مؤقتا في السودان، جراء مقتل ثلاثة من موظفيه السبت.
وذكر البرنامج التابع للأمم المتحدة، أنه أُجبر على وقف عملياته مؤقتاً، في وقت تقوم فيه بمراجعة تطورات الوضع الأمني. وأعلن مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تأييده نداء برنامج الغذاء العالمي بشأن حماية العاملين في المجال الإنساني.