تشير أحدث البيانات الرسمية إلى أن قطاع السياحة الأردني في تراجع مستمر منذ الربع الأخير من العام الماضي، بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وارتفاع المخاطر في المنطقة، مع احتمالات توسع نطاق العدوان، إضافة إلى اضطرابات البحر الأحمر.
وكانت الحكومة تتوقع نتائج إيجابية استثنائية لقطاع السياحة خلال العام الماضي في ضوء المؤشرات التي تحققت قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي موعد بدء العدوان، ما أدى إلى عزوف السياح العرب والأجانب وإلغاء الحجوزات السياحية.
ا
لخبير الاقتصادي حسام عايش قال لـ"العربي الجديد" إن مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي ستتراجع بشكل واضح خلال الربع الأول من العام الحالي، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واضطرابات البحر الأحمر، والأعمال العسكرية التي يشهدها.
وأضاف عايش أن كثيراً من المجموعات السياحية المتجهة للأردن ألغت حجوزاتها، بسبب العدوان، وارتفاع درجة المخاوف لديهم ما يستدعي اتخاذ إجراءات لمساعدة القطاع على تجاوز الظروف الراهنة، وتحفيز السياحة الداخلية، وخاصة إلى مدينة العقبة ذات المناخ الدافئ في فصل الشتاء، وتوفر المرافق والمنشآت السياحية.
ووفقاً لبيانات البنك المركزي الأردني، فقد سجل الدخل السياحي خلال العام الماضي ارتفاعاً بنسبة 27.4% وبلغ حوالي 5.3 مليارات دينار، بما يعادل 7.4 مليارات دولار، وارتفاع عدد السياح بنسبة 25.8%، ووصل إلى حوالي 6.4 ملايين سائح من جنسيات مختلفة.
وتلك النتائج تحققت خلال الثلاثة أرباع الأولى من العام الماضي وكان يتوقع أن تزيد عن ذلك، لكن فترة الثلاثة أشهر ونصف الأخيرة من 2023 تراجعت لمستويات كبيرة، وألغيت الحجوزات والمجموعات السياحية، وحتى السياحة الداخلية وصلت إلى حدود متدنية جداً.
الدخل السياحي المتحقق خلال ديسمبر/ كانون الأول الماضي انخفض بنسبة 3.4% وبلغ 359.3 مليون دينار، وتراجعت أعداد السياح بشكل كبير.
وكمؤشر أساسي لتراجع السياحة، فقد تراجعت نسبة إشغال الفنادق والمنتجعات السياحية في مدينة العقبة البحرية جنوب الأردن بشكل واضح وغير مسبوق منذ سنوات طويلة.
وكان رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف حميدي الفايز، قد قال إن السياحة الخارجية تقلصت في العقبة بنسبة لا تقل عن 80%.
وأضاف أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أدى إلى وقف السياحة الخارجية في بداية موسمها، عقب فترة من الانتعاش السياحي في البلاد.
وأضاف الفايز أن السياحة الداخلية تراجعت بشكل كبير أيضاً حتى وصلت نسبة الإشغال في أحد الأشهر إلى 16 بالمئة فقط، وهذا مؤشر مخيف على التراجع السياحي منذ أكتوبر الماضي وحتى الآن.
وبين أن هنالك تنسيقاً مع الجهات المعنية في القطاع السياحي داخل العقبة لأجل تحفيز السياحة، ومن ذلك منح تخفيضات على مختلف المنشآت والمرافق السياحية والسياحة الداخلية.
وأشار إلى أن المستهدف حالياً رفع نسبة الإشغال في الفنادق داخل المدينة إلى ما نسبته 44% من خلال حملة ترويجية وتحفيزية جرى إطلاقها منذ بداية العام الحالي، كما سيجري بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة تفعيل برنامج "أردنا جنة".
وزير السياحة والآثار الأردني، مكرم القيسي، قال إن "استمرار الحرب في قطاع غزة سيكبّد القطاع السياحي في الأردن خسائر تتراوح ما بين 250 و281 مليون دولار شهرياً، مع ارتفاع إلغاء الحجوزات إلى نحو 60%. وإذا ما أردنا أن نعكس هذا الرقم بما يتعلق بعدد الزوار فنحن نتكلم عن نحو 200 ألف إلى 250 ألف زائر".
وأضاف أنه إذا استمر هذا الوضع فستكون هناك خسائر للاقتصاد الكلي بقدر كبير، يعني في كل شهر سيكون هناك إلغاءات في حجوزات الفنادق، مع انخفاض عدد الزوار، بنسبة تصل إلى 60 أو 70%.