وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير الصحة والسكان خالد عبد الغفار، بالعمل على زيادة معدلات الاستثمار في مجالات الرعاية الصحية لتقديم الخدمات العلاجية، وتوسيع أوجه الشراكة مع القطاع الخاص بما يؤدي إلى تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، لا سيما ما يخص عدداً من المستشفيات الرئيسية، مثل أم المصريين وهليوبوليس ومبرة المعادي والمستشفى القبطي.
واطلع السيسي، في اجتماع حضره مستشاره للصحة والوقاية محمد عوض تاج الدين، الإثنين، على مستجدات الموقف التنفيذي للمدينة الطبية في العاصمة الإدارية الجديدة، وإنشاء مستشفى جديد بأحدث المعايير العالمية بسعة 300 سرير، إلى جانب جهود تطوير إدارة المعامل المركزية في مدينة بدر، شرقي العاصمة القاهرة، وتطوير مرفق الإسعاف العام للتوسع في الخدمات الإسعافية.
وحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، تطرق الاجتماع إلى مبادرات الصحة العامة، وتطوير الخدمات الصحية في وحدات الرعاية الأساسية على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى آليات تطوير منظومة تقديم الخدمات الصحية في وحدات الرعاية الأساسية بهدف زيادة معدلات التشغيل، ورفع كفاءتها الإنشائية، ودعم الخدمات المقدمة فيها.
ووجه السيسي بتزويد وحدات الرعاية الأساسية بالأدوية والأجهزة اللازمة لأداء دورها، وإضافة عيادات تخصصية لخدماتها على مستوى الجمهورية، بما يساعد على تغطية تقديم الخدمات الصحية الخاصة بالشباب المقبلين على الزواج، ومتابعة مرضى الأمراض المزمنة، ورعاية كبار السن، ودراسة تقديم خدمات منزلية لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
وكانت وزارة الصحة المصرية قد أعلنت عن طرح 5 من أكبر مستشفياتها العامة للبيع أمام القطاع الخاص رسمياً، وهي المستشفى القبطي في شارع رمسيس الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1926، ومستشفى العجوزة في محافظة الجيزة (1936)، ومستشفى هليوبوليس (1950)، إضافة إلى مستشفى شيراتون في حي مصر الجديدة، ومستشفى الجلالة في محافظة السويس.
وفي الأعوام الثلاثة الأخيرة، شهدت مصر زيادة وتيرة الاندماجات والاستحواذات في القطاع الصحي الخاص، الذي أصبح جاذباً بشكل كبير لمستثمري الخليج، نتيجة الأرباح والعوائد الضخمة التي تحققها المستشفيات الخاصة، لتحتل الاستحواذات المالية في هذا القطاع المرتبة الثانية من إجمالي القطاعات الاقتصادية المصرية.
ويتزايد القلق بشأن التكتلات الاحتكارية في القطاع الطبي الخاص، الذي يشكو أغلب المصريين من انفلات أسعار خدماته، إثر استحواذ شركة "أبراج كابيتال" الإماراتية على مجموعة من المستشفيات الكبرى، مثل كليوباترا والقاهرة التخصصي والنيل بدراوي، وأكبر سلسلتين من معامل التحاليل في البلاد، وهما "البرج" (926 فرعاً و55 معملاً بيولوجياً) و"المختبر" (826 فرعاً).
أما مجموعة علاج الطبية السعودية، فاستحوذت على 9 مستشفيات كبرى، منها الإسكندرية الدولي وابن سينا التخصصي والأمل والعروبة، بالإضافة إلى معامل "كايرو لاب" للتحاليل الطبية واسعة الانتشار في مصر، ومراكز "تكنو سكان" للأشعة التي تمتلك بدورها 24 فرعاً في محافظات مختلفة.