الشركات الأميركية تنحني لترامب... وتبرعات بملايين الدولارات لحفل تنصيبه

14 ديسمبر 2024
الشركات الأميركية تترقب دخول ترامب إلى البيت الأبيض/نيويورك/26يونيو2024(Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حضر الرئيس المنتخب دونالد ترامب احتفال "شخصية العام" في بورصة نيويورك، حيث تواجد العديد من الرؤساء التنفيذيين من شركات كبرى مثل فيزا وميتا بلاتفورمز.
- تسعى الشركات الأميركية لبناء علاقات قوية مع ترامب لتحقيق أهداف مشتركة مثل تخفيض الضرائب وتخفيف القيود التنظيمية، وقد بدأت بعض الشركات في تقديم تبرعات لصندوق تنصيبه.
- رغم التوترات السابقة، تسعى الشركات لإعادة بناء الجسور مع ترامب للمشاركة في تشكيل سياسات الإدارة الجديدة والتأثير في صنع القرار.

يوم الجمعة الماضي، ذهب الرئيس المنتخب دونالد ترامب لقرع جرس الافتتاح في بورصة نيويورك (NYSE) احتفالًا بتسميته "شخصية العام" من قبل مجلة "تايم" للمرة الثانية، فاصطف العشرات من الرؤساء التنفيذيين المؤثرين لرؤيته، فيما وصفه البعض بأنه صفحة جديدة تسعى الشركات الأميركية لفتحها مع الرجل الذي يحمل مستقبل أعمالهم بين يديه.

وقف كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات مثل فيزا وميتا بلاتفورمز وغولدمان ساكس وتشارلز شواب وسيتادل خلف الحبال المخملية الحمراء، وفقًا لما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال عن أشخاص كانوا حاضرين. وظهر في الحشد أيضًا قطب العقارات والطيران روبرت بيغيلو، والمستثمر بيل أكمان.

وبينما كان يقف أمام صورة له على غلاف مجلة "تايم"، التي منحته هذا الأسبوع لقب "شخصية العام"، قال ترامب: "أعتقد أن الاقتصاد سيكون قويًّا جدًّا". وتأمل الشركات الأميركية الكبرى أن يكون ترامب محقًّا، لكنها لا تترك شيئًا للمصادفة، الأمر الذي دفعها للسعي، منذ إعلان فوزه في الانتخابات، لإقامة علاقات جيدة معه.

ومنذ الانتخابات، تلقى ترامب ومستشاروه سيلًا من الاتصالات من المديرين التنفيذيين الذين يتطلعون إلى الحصول على لقاء مع الرئيس المنتخب وفريقه في منتجع مار-لاغو الخاص في فلوريدا، حيث تُجرى معظم ترتيبات الفترة الانتقالية للولاية الثانية. وينصح مستشار أعمال مقرب من ترامب العملاء بالتواصل معه بأي طريقة ممكنة وإبراز الأهداف المشتركة، مثل التغييرات في الضرائب والتنظيمات. ويعمل العملاء بالفعل على حجز أماكن في أي لجان استشارية تجارية قد يشكلها الرئيس الجديد.

وحتى الآن، تبرعت شركة ميتا بلاتفورمز (فيسبوك) التابعة لمارك زوكربيرغ بمليون دولار لصندوق تنصيب ترامب، وتخطط شركة أمازون لجيف بيزوس لتقديم تبرع مماثل، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام أميركية.

وعشية عيد الشكر، تناول زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي الملياردير، العشاء مع الرئيس المنتخب على شرفة في مار-لاغو. وفي لحظة ما، وقف زوكربيرغ وباقي الحضور، واضعين أيديهم على قلوبهم، بينما عزفت نسخة من النشيد الوطني الأميركي سجلها متهمون في أحداث الشغب في الكابيتول في 6 يناير 2021، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر. ومن المتوقع أن يلتقي بيزوس وترامب الأسبوع المقبل في لقاء يحمل أهمية خاصة في علاقتهما.

وشهدت علاقة ترامب مع كبرى الشركات تحولًا كبيرًا بعد أن قاطعته العديد منها إثر أحداث الشغب في الكابيتول، احتجاجًا على نتيجة انتخابات عام 2020 التي خسرها ترامب. ومع ذلك، فإن قادة الشركات أصبحوا الآن يسارعون إلى إعادة بناء الجسور مع ترامب، نظرًا إلى تأثيره المتوقع في السياسة الاقتصادية والتنظيمية في الفترة المقبلة.

وتبرر الشركات الأميركية التحول الحادث في تعاملها مع ترامب، رغم رفض أغلبها لأحداث السادس من يناير/كانون الثاني باتفاقها مع رؤيته الاقتصادية، التي تركز على تخفيض الضرائب، وتخفيف القيود التنظيمية، ودعم الابتكار المحلي. وقال العديد من قادة الشركات الأميركية إن العمل مع الإدارة الجديدة يمكن أن يسهم في تحقيق هذه الأهداف المشتركة، ما ينعكس إيجابيًّا على أرباحهم وأسواقهم.

وعلى الرغم من هذه الجهود، تواجه بعض الشركات تحديات في علاقتها مع ترامب، خاصة تلك التي دخلت في صدامات معه خلال فترة رئاسته الأولى. وعلى سبيل المثال، واجهت أمازون صعوبات بسبب انتقادات ترامب المتكررة لجيف بيزوس، مؤسس الشركة ومالك صحيفة "واشنطن بوست"، إلا أن تقارير صحافية حديثة أشارت إلى أن بيزوس بدأ بتحسين علاقته مع ترامب من خلال لقاءات مع أفراد عائلته مثل ابنته إيفانكا ترامب، وزوجها غاريد كوشنر.

وصرح المتحدث باسم فريق الانتقال، برايان هيوز، بأن أجندة ترامب تشمل سياسات اقتصادية وتنظيمية تهدف إلى استعادة هيمنة الولايات المتحدة في مجالات الابتكار والتكنولوجيا. كما أكد أن ترامب يحيط نفسه بقادة صناعيين ومجموعة من رؤساء الشركات الأميركية البارزين، مثل إيلون ماسك، لدعم هذه الرؤية.

ويتوقع أن يلعب كبار قادة الشركات الأميركية دورًا بارزًا في تشكيل سياسات الإدارة الجديدة، سواء من خلال اللجان الاستشارية التي قد يُعلنها ترامب، أو من خلال المساهمات المالية لحملاته السياسية ومشاريعه. ويعكس هذا التوجه وعيًا بأهمية التأثير في صنع القرار بدلاً من مواجهته، على النحو الذي حدث خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، وسبّب تصعيد المشكلات بين تلك الشركات وساكن البيت الأبيض وقتها.

المساهمون