ارتفعت أسعار الشحن العالمية بشكل كبير وسارعت الشركات لتجنب أي تعطيل للشحنات بعدما عرقلت هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر حركة المرور عبر قناة السويس، الشريان الرئيسي لحركة التجارة العالمية.
وأجبرت هجمات شنتها جماعة الحوثي اليمنية على السفن المتجهة إلى إسرائيل في الأيام القليلة الماضية شركات شحن رائدة مثل "ميرسك" على تغيير مسار سفنها واتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح لتجنب المرور في قناة السويس التي تعد أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا.
وتستهدف جماعة الحوثي السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من إسرائيل وإليها لدى مرورها إلى البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب "تضامنا مع قطاع غزة"، الذي يتعرض لحرب متواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأعادت الهجمات إلى الأذهان ما حدث في عام 2021 عندما جنحت سفينة الحاويات "إيفر غرين" في القناة، ما أدى إلى تعطيل حركة العشرات من سفن الحاويات لمدة 6 أيام.
وقد يتسبب الاضطراب الحالي في ارتفاع تكاليف الشحن بشكل حاد لكن هذه المعدلات لا تزال أقل بكثير من مستويات ذروة جائحة كوفيد-19.
وشكلت شركة "إلكترولوكس" السويدية، أكبر شركة في العالم لتصنيع الأجهزة المنزلية، فريق عمل لإيجاد طرق بديلة أو تحديد عمليات التسليم ذات الأولوية، في حين حذرت مجموعة "إنتر إيكيا" ومقرها هولندا من نقص محتمل في بعض المنتجات.
وقال إيتان بوشمان، كبير مسؤولي التسويق في شركة "فريتوس"، وهي منصة لنظام الحجز والمدفوعات للشحن الدولي، إن سعر شحن حاوية من الصين إلى البحر المتوسط مرورا عبر البحر الأحمر بلغ اعتبارا من الثلاثاء 2413 دولارا بعدما ارتفع 44% في ديسمبر/كانون الأول الماضي بسبب التعطل.
وكان قد وصل إلى مستوى منخفض بلغ 1371 دولارا في وقت سابق من هذا العام.
لكن هذا المعدل لا يزال أقل بكثير من أعلى مستوى بلغه في فترة الجائحة في يناير/كانون الثاني 2022 وهو 14158 دولارا عندما تأخرت شحنات البضائع لعدة أشهر بسبب نقص سفن الحاويات المتاحة.
ومع تراجع الطلب الاقتصادي العالمي وخاصة في الصين لم يتمكن أصحاب السفن من ملء السفن بالحاويات.
وقالت "إلكترولوكس"، أول من أمس الاثنين، إنها تتوقع أن يكون أي تأثير على عمليات التسليم محدودا. وعملت المجموعة السويدية مع شركات شحن مثل "ميرسك" و"سي.إم.إيه".
وقالت شركة "إنتر إيكيا" في بيان، الثلاثاء، إنها تبحث عن خيارات نقل بديلة لقناة السويس التي تعد طريقا رئيسيا للشركة الرائدة في صناعة الأثاث.
وأضافت أن "الوضع في قناة السويس سيؤدي إلى تأخيرات وقد يتسبب في قيود على توفر بعض منتجات إيكيا"، ويعبر من قناة السويس حوالي 12% من حركة الشحن في العالم.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستقود عملية متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر.
بينما تعهد الحوثيون بتحدي المهمة البحرية التي تقودها الولايات المتحدة وبمواصلة استهداف السفن في البحر الأحمر دعما للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
ومع توفر المزيد من قدرات الشحن الآن، لا يرى محللون وخبراء أن الأزمة شديدة لكنهم يتوقعون ارتفاع أسعار الشحن.
وستتكلف الرحلة الأطول ما يصل إلى مليون دولار إضافية من الوقود لكل رحلة ذهابا وإيابا بين آسيا وشمال أوروبا، وفقا لتقديرات مؤشر زينيتا للشحن.
ومن المرجح أن ينقل تجار التجزئة والمصنعون التكاليف المرتفعة إلى المستهلكين، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة التضخم خلال أزمة تكاليف المعيشة الطويلة.
وقال بيتر ساند، كبير المحللين في مؤشر زينيتا للشحن: "هذه كلفة ستنتقل في نهاية المطاف إلى المستهلكين الذين يشترون السلع".
وقال الخبراء إن السفر عبر جنوب القارة الأفريقية سيطيل مدة الرحلة من آسيا إلى شمال أوروبا وشرق البحر المتوسط حوالي عشرة أيام.
وتستغرق الرحلة عادة حوالي 27 يوما للإبحار من شنغهاي في الصين إلى ميناء روتردام الهولندي.
وقالت شركة "موزاييك" الأميركية للأسمدة، الاثنين، إنها غيرت مسار سفينتين متجهتين إلى الولايات المتحدة لتمرا عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
وقالت شركة الألبان العملاقة "دانون" إنه تم تحويل مسار معظم شحناتها، وهو ما يؤدي إلى زيادة أوقات العبور.
وقال متحدث باسم المجموعة إنه إذا استمر الوضع لأكثر من شهرين إلى ثلاثة أشهر فسوف تقوم المجموعة بتفعيل خطط التخفيف من المخاطر بما في ذلك استخدام طرق بديلة عبر البحر أو البر حيثما كان ذلك ممكنا.
وأحجمت شركة "وول مارت"، أكبر مستورد أميركي عبر سفن الحاويات، عن التعليق.
(رويترز، العربي الجديد)