الصين تجذب الفضة... وأضرار لمنتجي الألواح الشمسية المنافسين

توقع محللون أن ترفع الصين وارداتها من الفضة في الأسابيع المقبلة، في الوقت الذي يستفيد المتداولون من قفزة الطلب التي رفعت الأسعار في السوق العالمية. وتحتل الفضة موقعاً متميزاً بفضل استخداماتها المزدوجة بوصفها معدنا صناعيا وأصلا ماليا، فهي مادة مهمة في ألواح الطاقة الشمسية، التي تواصل الصين صناعتها بكميات كبيرة، كما أنها بديل أرخص للذهب، الذي يسجل أسعاراً قياسية بسبب الطلب الصيني.

وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الفضة إلى أعلى مستوى لها منذ 11 عاماً، الأسبوع الماضي، اتسع الفارق بين الأسعار في الصين والأسعار العالمية بشكل أكبر، مما يشجع على توجيه مزيد من هذا المعدن إلى الصين، وقد يضغط على الإمدادات لدول أخرى، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية.

وقال دانييل غالي، محلل أول السلع في شركة "تي دي سيكيوريتيز" إن "موجة الواردات الموجهة إلى الصين ستستنزف المعروض الذي سيتجه إلى أسواق أخرى". وكانت الواردات الصينية قوية بالفعل في الأشهر الأخيرة، فقد بلغت أعلى مستوى لها منذ ثلاثة أعوام في ديسمبر/كانون الأول الماضي عند نحو 390 طناً قبل أن تتراجع، ثم قفزت مجدداً في إبريل/ نيسان إلى أكثر من 340 طناً. ويبلغ المتوسط ​​الشهري للواردات لأجل خمسة أعوام حوالي 310 أطنان.

تجاوزت العلاوة على الأسعار الفورية في شنغهاي بالصين 15% الأسبوع الماضي، وهو ما يتجاوز الضريبة التي تفرضها الصين على الواردات بنسبة 13%. وفي الوقت نفسه، تدهور مخزون الصين من المعدن بسبب استمرار الطلب القوي في قطاع الطاقة الشمسية خلال الأعوام الأخيرة. وأضاف غالي أن "الناس يلاحظون تراجع مخزون الفضة المحلي، وربما يُنظر إلى الفضة باعتبارها أرخص مقارنة بالذهب، وهو ما يمثل عرضاً جذاباً لمن يرغبون في الاستفادة من موجة ارتفاع المعادن النفيسة".

اقتصاد دولي

التحديثات الحية

أوروبا تطالب الصين بالمنافسة العادلة وتحذر من الإغراق

يأتي الطلب المتزايد على الفضة اللازمة لصناعة ألواح الطاقة الشمسية في الصين، في الوقت الذي تحاول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دعم صناعاتهما في هذا المجال، لمقاومة الزحف التجاري الصيني في هذا المجال، حيث فرضت واشنطن على مدار السنوات الأخيرة قيوداً متزايدة على استيراد ألواح الطاقة الشمسية من الصين، معتبرة ذلك الطريقة المثلى لدعم المنتجين المحليين داخل البلاد، كما تشكو بروكسل من إغراق دول الاتحاد بهذه المنتجات.

كان 2023 عاماً مهماً على مسار تحول أوروبا "الأخضر"، حيث زادت ألواح الطاقة الشمسية 40% عما كانت عليه في 2022، ورغم ذلك لم تستفد الصناعة المحلية من تلك الطفرة، إذ إن الصين كانت المصدر الرئيسي لواردات الألواح الرخيصة إلى القارة العجوز. ووفق بيانات حديثة صدرت عن وكالة الطاقة الدولية، جاءت الغالبية العظمى من ألواح الطاقة الشمسية من الصين، وفي بعض الحالات وصلت إلى 95%.