حققت الصين فائضاً ضخماً في الحساب الجاري خلال الربع الثاني من العام الحالي 2020، وذلك بعد أن سجلت عجزاً في الربع الأول بسبب الأضرار الاقتصادية التي خلفها تفشي فيروس كورونا الجديد آنذاك.
وأظهرت بيانات صادرة عن المصلحة الوطنية للنقد الأجنبي، أوردتها وكالة "شينخوا"، اليوم السبت، أن فائض الحساب الجاري وصل إلى 110.2 مليارات دولار في الفترة من إبريل/نيسان حتى نهاية يونيو/حزيران، مقارنة بعجز قدره 33.7 مليار دولار في الفترة من يناير/كانون الثاني حتى مارس/آذار.
ويشمل الحساب الجاري، كل المعاملات المالية الخارجية للدولة، بما فيها الميزان التجاري، الذي يحوي قيمة صادرات السلع والخدمات والواردات كذلك.
ووفق تقرير المصلحة الوطنية للنقد الأجنبي، سجلت تجارة السلع فائضاً بقيمة 161.3 مليار دولار، بينما شهدت تجارة الخدمات عجزاً بلغ 29.5 مليار دولار.
كما أظهرت البيانات أن الصين حققت في النصف الأول من هذا العام فائضاً في الحساب الجاري بلغ 76.5 مليار دولار، أي ما يمثل 1.2% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وتوقعت المصلحة تحقيق فائض معتدل في الحساب الجاري للعام بأكمله، مع استقرار فائض تجارة السلع وتضييق عجز تجارة الخدمات.
وأشارت إلى أن المستثمرين الأجانب زادوا من حيازاتهم للأوراق المالية الصينية في النصف الأول من العام، حيث تفتح البلاد سوق رأس المال فيها بشكل أكبر، موضحة أن سوق الأوراق المالية شهدت تدفقات صافية من الأموال الأجنبية بقيمة 64.3 مليار دولار ، بزيادة % على أساس سنوي.
وبنهاية يونيو/حزيران، بلغ إجمالي قيمة السندات والأسهم التي يمتلكها المستثمرون الأجانب 737.5 مليار دولار، أي ما يعادل 3.2 ضعف ما سُجّل في نهاية عام 2015، حسبما ذكر التقرير.
وتوقعت المصلحة استقرار استثمارات الأوراق المالية من المستثمرين الأجانب في النصف الثاني من العام الجاري حيث تدفع الدولة الانفتاح المالي.
وسرعان ما طوقت الصين تداعيات فيروس كورونا، وأعادت الاقتصاد إلى عجلة الإنتاج، بينما كان أول من تعرض للإغلاق، بعد أن بدأ الوباء في الظهور خلال ديسمبر/ كانون الأول 2019.
لكن بكين أعلنت الانتصار على الوباء في مارس/ آذار، حيث أعيد فتح المصانع وأبراج الشركات ومراكز التسوق، وأصبحت أول اقتصاد يعود إلى النمو بنحو 3.2% في الربع الثاني من العام مقابل انكماش بنسبة 6.8% في الربع الأول.
وأمس السبت، افتتح معرض بكين للسيارات، وهو أول حدث مبيعات رئيسي تحضره الجماهير لأي صناعة منذ بدء الجائحة، في إشارة إلى أن الحزب الشيوعي الحاكم واثق من احتواء الصين للمرض.
وعرضت شركات "فورد" و"بي إم دبليو" و"جنرال موتورز" وعلامات تجارية عالمية أخرى لأول مرة سيارات الدفع الرباعي الكهربائية والطرازات الفاخرة. ويبث البعض الفعاليات عبر الإنترنت للوصول إلى جمهور أوسع.
وتعافت صناعة السيارات في الصين إلى حد كبير منذ أن أعلن الحزب الحاكم التغلب على المرض قبل نحو ستة أشهر وسمح للمصانع والوكلاء بإعادة الفتح.
وفي أغسطس / آب الماضي، ارتفعت مبيعات السيارات في الصين بنسبة 6% عن نفس الفترة من العام الماضي، بينما انخفضت في الولايات المتحدة بنسبة 9.5% عن مستويات ما قبل الوباء، وتراجعت في أوروبا بنسبة 17.6%.
تعد معارض السيارات الرئيسية في الصين، التي تقام في بكين وشنغهاي في سنوات متناوبة، من أكبر الفعاليات في الصناعة، حيث تجتذب كل صانع سيارات عالمي وعشرات من العلامات التجارية الصينية الجديدة والطموحة.
وشارك في معرض بكين الأخير للسيارات في عام 2018 نحو 1200 عارض من 14 دولة و820 ألف زائر، وفقا للمنظمين.
ويأتي حدث هذا الشهر، الذي تم تأجيله من مارس/ آذار، في أعقاب معرض سيارات أصغر في يوليو/ تموز بمدينة تشنغدو غرب البلاد، الذي حضره 120 عارضاً وكان بمثابة تجربة لإجراءات مكافحة الفيروس.
(العربي الجديد، شينخوا)