الصين تسبق العالم في التحول إلى السيارات الكهربائية

26 ديسمبر 2024
السيارات الكهربائية الصينية - يانتاي الصينية 2 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- من المتوقع أن تتجاوز مبيعات السيارات الكهربائية في الصين مبيعات السيارات التقليدية في 2024، مع توقعات ببيع 12 مليون سيارة كهربائية بحلول 2025، وزيادة سنوية تقارب 20%.
- يعزى النجاح إلى تطوير التكنولوجيا المحلية وتأمين سلاسل التوريد، مما خفض التكاليف، مع توقعات بأن تشكل السيارات الكهربائية 50% من المبيعات بحلول 2035، مما يهدد المصنعين العالميين.
- تواجه الشركات الصينية منافسة شديدة، مع توقع إطلاق 90 نموذجًا جديدًا في 2024، وارتفاع المشتريات في 2025 قبل فرض ضريبة شراء في 2026.

من المتوقع أن تتجاوز مبيعات السيارات الكهربائية مبيعات السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي في الصين لأول مرة العام المقبل، في نقطة تحول تاريخية تضع أكبر سوق للسيارات في العالم سنوات متقدمة عن منافسيها الغربيين، وفقاً لما نشرته اليوم الخميس صحيفة "فاينانشال تايمز". وتتوقع الصين أن تتجاوز التقديرات الدولية والأهداف الرسمية التي وضعتها لنفسها، مع نمو مبيعات السيارات الكهربائية المحلية، بما في ذلك السيارات التي تعمل بالبطاريات النقية والهجينة القابلة للشحن، بنسبة تقارب 20% سنويًا، لتصل إلى أكثر من 12 مليون سيارة في عام 2025، وفقًا لأحدث التقديرات المقدمة إلى الصحيفة البريطانية من أربعة بنوك استثمارية ومجموعات بحثية. ويمثل هذا الرقم زيادة بأكثر من 100% لمبيعات السيارات الكهربائية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم في عام 2022، حين بلغت 5.9 ملايين سيارة.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تنخفض مبيعات السيارات التقليدية بنسبة تزيد عن 10% العام المقبل لتقل عن 11 مليون سيارة، ما يعكس انخفاضًا يقارب 30% عن 14.8 مليون سيارة بيعت في عام 2022. وعلى الجانب الآخر، تباطأ نمو مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا والولايات المتحدة، ما يعكس التباطؤ في تبني صناعة السيارات التقليدية التكنولوجيا الجديدة، وحالة عدم اليقين بشأن دعم الحكومات، وزيادة الحمائية ضد الواردات من الصين.

وصرّح روبرت ليو، مدير أبحاث الطاقة المتجددة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى "وود ماكنزي"، لصحيفة فاينانشال تايمز، بأن هذا الإنجاز في الصين يعكس نجاحها في تطوير التكنولوجيا المحلية وتأمين سلاسل التوريد العالمية الموارد الأساسية اللازمة للسيارات الكهربائية وبطارياتها. وأضاف أن حجم الصناعة الكبير في الصين أدى إلى تخفيضات حادة في تكاليف التصنيع وأسعار أقل للمستهلكين. وقال ليو: "يريدون تحويل كل شيء إلى كهربائي. لا توجد دولة أخرى تقترب من الصين".

وعلى الرغم من تباطؤ وتيرة نمو مبيعات السيارات الكهربائية في الصين بعد الاندفاع الذي أعقب جائحة كوفيد-19، تشير التوقعات إلى أن الهدف الرسمي لبكين، الذي حُدّد في عام 2020، بجعل السيارات الكهربائية تشكل 50% من مبيعات السيارات بحلول عام 2035سيُحقَّق قبل عشر سنوات من الموعد المحدد.

وجاءت هذه التوقعات من بنوك استثمارية مثل يو بي إس UBS وإتش إس بي سي HSBC، بالإضافة إلى مجموعات بحثية مثل مورننغ ستار Morningstar ووود ماكينزي Wood Mackenzie. وأشارت هذه التوقعات إلى أنه خلال العقد القادم، ستصبح المصانع التي أُنشئت في الصين لإنتاج عشرات الملايين من السيارات بمحركات تقليدية بلا سوق محلية تقريبًا. كما تُظهر هذه التوقعات كيف يشكل الصعود السريع لصناعة السيارات الكهربائية الصينية تهديدًا للمصنعين الوطنيين في ألمانيا واليابان والولايات المتحدة. ومع استمرار سوق السيارات الكهربائية في الصين في تحقيق نمو سنوي يقارب 40% في عام 2024، انخفضت حصة السيارات ذات العلامات التجارية الأجنبية إلى أدنى مستوى تاريخي بنسبة 37%، ما مثل تراجعاً حاداً عن 64% في عام 2020، وفقًا لبيانات من شركة Automobility الاستشارية ومقرها شنغهاي.

وفي هذا الشهر فقط، خفّضت شركة "جنرال موتورز" قيمة أعمالها في الصين بأكثر من خمسة مليارات دولار؛ وأشارت الشركة القابضة لبورش إلى إمكانية تخفيض قيمة حصتها في فولكسڤاغن بما يصل إلى 20 مليار يورو؛ كما أعلنت منافستاها نيسان وهوندا عن اندماجهما استجابة لـ"تغير جذري في بيئة الأعمال". وتواجه الشركات المصنعة للسيارات الصينية أيضًا منافسة داخلية حادة. وقالت يوقيان دينغ، محللة في بنك إتش إس بي سي ومقرها بكين، إن السيارات الكهربائية أصبحت الآن "جزءًا استراتيجيًا مهمًا" من الاقتصاد الصيني الجديد عالي التقنية، لكن المنافسة الشديدة ستؤدي إلى خروج مزيد من اللاعبين من السوق مع تماسك الصناعة.

وأضافت: "على الرغم من أن قطاع السيارات الكهربائية المحلي في الصين يزدهر بوضوح، إلا أنه يواجه تباطؤا في النمو من قاعدة مرتفعة للغاية، وتوفرا زائدا للنماذج، ومنافسة شديدة، وحرب أسعار". وأكدت أن "الاتجاه طويل الأجل واضح، كما أن تقدم الصين في هذا المجال لا يمكن وقفه". وأشار فنسنت صن، المحلل في مجموعة الأبحاث الاستثمارية مورننغ ستار، في مذكرة، إلى أن العديد من شركات صناعة السيارات العالمية، بما في ذلك فولكسڤاغن الألمانية، لا تتوقع إطلاق نماذج جديدة رئيسية للسيارات الكهربائية في الصين حتى أواخر 2025 أو 2026.

ويقدّر بنك إتش إس بي سي أن حوالي 90 نموذجًا جديدًا من السيارات جرى التخطيط لإطلاقها من قبل الشركات المصنعة في الصين خلال الربع الرابع من عام 2024، وأن ما يقرب من 90% منها ستكون كهربائية. ومع ذلك، حذر بول جونغ، رئيس أبحاث السيارات الصينية في بنك يو بي إس، من وجود بعض عدم اليقين بشأن السياسة الاقتصادية العامة للصين مع اقتراب عام 2025، وتوقع أن تشهد السوق "بداية ضعيفة للعام" بعد أداء قوي في نهاية عام 2024. وقال لـ"فاينانشال تايمز": "نتوقع ارتفاعًا قويًا في المشتريات في نهاية عام 2025 مدفوعًا بانتهاء فترة الدعم وفرض ضريبة شراء بنسبة 5% على السيارات الكهربائية في عام 2026، مقارنة بنسبة 0% حتى نهاية عام 2025".

المساهمون