قالت وزارة الكهرباء العراقية، اليوم الثلاثاء، إنها تعول على مشروع الربط الكهربائي مع الأردن في إنعاش مناطق ومدن أعالي الفرات أقصى غرب العراق، إلى جانب تشغيل معامل الفوسفات العراقية الواقعة في مدينة القائم الحدودية.
والأسبوع الماضي، شدّد العراق على المضي باتفاقاته الاقتصادية مع الأردن ومصر خلال لقاء جمع وزراء خارجية الدول الثلاث في العاصمة الأردنية عمّان.
وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية أحمد موسى، في تصريحات للصحافيين، إن "مشروع الربط الكهربائي مع الأردن يتكوّن من ثلاث مراحل، وتم التوقيع على المرحلة الأولى لمشروع الربط الكهربائي العراقي الأردني، وبدأ تنفيذ العمل"، مبيناً أن "المرحلة الأولى ستضيف طاقة بمقدار 150 ميغاواط والثانية ستضيف بطاقة 500 ميغاواط والثالثة ستضيف طاقة 900 ميغاواط".
وأضاف أن "نظام الخط للربط الكهربائي مع الأردن سيتحول في المرحلة الثانية والثالثة إلى دائرة مزدوجة وستضيف طاقة 960 ميغاواط".
وقال إن "الربط مع الأردن سيزود مناطق القائم وحصيبة وعكاشات ومدينة الرطبة بالطاقة، بعد أن عانت هذه المناطق من دمار البنى التحتية لقطاع الكهرباء، وبالتالي هي مناطق شبه محرومة من الكهرباء سينعشها هذا الربط بشكل كبير، بالإضافة إلى أن الربط سينعش معمل الفوسفات في غرب العراق وهو مصنع مهم لإنتاج الفوسفات".
وتابع أن "مشاريع الربط الكهربائي تعتبر من المشاريع المهمة لتبادل منفعة الطاقة وتهيئ دخول العراق بسوق الطاقة، سواء كان عربياً أو خليجياً، ومن ثم تحقق استقراريه وموثوقية عالية للشبكة الكهربائية فنية".
وخلال العامين الماضيين وقّع العراق العديد من الاتفاقيات في مجال الربط الكهربائي مع دول الجوار، منها السعودية والكويت وتركيا والأردن، بهدف تعويض النقص الحاصل لديه في الطاقة والتي تصل إلى أكثر من 60 بالمائة في أوقات الصيف.
في السياق ذاته، وعد وزير الكهرباء الجديد زياد علي فاضل بتجهيز أكثر للطاقة خلال موسم الصيف المقبل 2023.
وقال فاضل في تصريح خلال زيارته البصرة: "وضعنا خطة لصيف 2023 تستهدف زيادة ساعات التجهيز للوصول إلى معدل إنتاج كهربائي مستقر وثابت وتوزيعها للمناطق بشكل عادل"، مضيفاً أن زيارته للبصرة "تهدف للاطلاع على إكمال خطط السنوات الماضية ما أسهم باستقرار كبير في الطاقة الكهربائية في المحافظة".
ولا يستقبل العراقيون بالعادة مثل هذه التصريحات بالكثير من التفاؤل، إذ إن وعود الصيف الأفضل تكررت على لسان أكثر من مسؤول في الحكومات السابقة، دون أن يكون هناك فرق واضح على أزمة نقص الطاقة التي تبدو محافظات جنوب البلاد الأكثر تأثراً بها بسبب الكثافة السكانية العالية فيها.
وبحث وزراء خارجية الأردن أيمن الصفدي، والعراق فؤاد حسين، ومصر سامح شكري، يوم الأربعاء الفائت في العاصمة عمّان، آلية التعاون بين البلدان الثلاثة في قطاعات التجارة، والصناعة، والاقتصاد، والنقل البري، والربط الكهربائي والطاقة، وتنسيق المواقف السياسية.
وشهدت العلاقات بين بغداد وعمّان والقاهرة خلال العامين الماضيين، توقيع عدة اتفاقيات مرتبطة بملفات الطاقة والنفط والتبادل التجاري والإعمار، وشهدت عقد عدة قمم بين رؤساء الدول الثلاث، كان آخرها قمة ثلاثية بين قادة الدول الثلاث نهاية يونيو/ حزيران العام الماضي 2021 في العاصمة بغداد، حضرها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى جانب رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، كما أعقبتها قمة مماثلة في أغسطس/ آب 2020، بالعاصمة عمّان.
وأبلغ مسؤول بارز في الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي، "العربي الجديد"، في وقت سابق بأن "اللجنة الوزارية المكلفة بمراجعة الاتفاقيات العراقية الخارجية المبرمة في الحكومة السابقة، أوصت على استمرارية العمل بالتفاهمات والاتفاقيات العراقية مع الأردن والسعودية والكويت ومصر ولبنان، والتي تتعلق بالغالب بملفات الطاقة والربط الكهربائي وتوريد النفط وكذلك التجارة والإعفاء الضريبي، وصولًا إلى ملفات التعاون الأمني في مجال الحرب على الإرهاب".