دفعت العقوبات الغربية غير المسبوقة المفروضة على روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا بالأثرياء وأصحاب المدخرات الروس نحو إنماء مشترياتهم العقارية في الدول التي لم تنضم إلى العقوبات، وفي مقدمتها تركيا والإمارات، بالإضافة إلى صعود وجهات جديدة مثل تايلاند.
وذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، اليوم الثلاثاء، أن سوق العقارات في تايلاند دخلت في السنة الحالية لأول مرة إلى قائمة الوجهات الأكثر إقبالا عليها بين المشترين الروس، مسجلة نموا بمقدار أربعة أضعاف خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام.
ورغم أن تايلاند لا تمنح جنسيتها مقابل الاستثمار في شراء العقارات، إلا أن الروس ينظرون إليها كوجهة جذابة بفضل المناخ الدافئ شتاء، وتكاليف المعيشة المنخفضة نسبيا.
وبحسب بيانات موقع "بريان" الروسي المتخصص في شؤون العقارات بالخارج، فإن مشتريات الروس للعقارات في تايلاند ازدادت بمقدار أربعة أضعاف خلال الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى أغسطس/ آب الماضيين، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.
وكشف محللو الموقع أن تايلاند دخلت في السنة الجارية لأول مرة ضمن الدول العشر الأكثر إقبالا لشراء العقارات بين الروس، بعد أن شغلت المرتبة الـ20 في العام الماضي.
وقدرت شركة "إنترمارك ريال إستيت" للعقارات هي الأخرى زيادة الطلب على العقارات في تايلاند بنسبة 50 - 60 في المائة، موضحة أن تايلاند وتركيا والإمارات أصبحت في هذه السنة هي الدول الثلاث التي ازداد اهتمام الروس بشراء العقارات فيها بشكل كبير.
وأوردت "إنترماكس ريال إيستيت" بيانات مركز معلومات العقارات التابع للبنك المركزي التايلاندي أن الروس يأتون في المرتبة الثانية بين الأجانب من جهة شراء الشقق في المملكة، وبلغت حصتهم في الربع الأول من العام 6.4 في المائة من إجمالي عدد الصفقات.
ويأتي في المرتبة الأولى مواطنو الصين (45 في المائة)، بينما بلغت حصص مواطني الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا 5.4 و4.3 و3.8 في المائة على التوالي.
وتشير تقديرات "بريان" إلى أنه قبل جائحة كورونا، كان يتم إبرام نحو 85 في المائة من الصفقات العقارية في تايلاند بهدف الاستثمار، ولكن الآن أصبح عدد المشتريات للاستثمار والإقامة متكافئا تقريبا.