- نائب وزير العمل الطاجيكي أشار إلى زيادة عدد العائدين إلى طاجيكستان مقارنة بالمغادرين إلى روسيا بعد الهجوم، معتبراً الظاهرة مؤقتة وحث على عدم الاستسلام للتصريحات الاستفزازية.
- الهجوم والمضايقات أثرا سلباً على قطاع الطيران، حيث انخفضت مبيعات تذاكر الطيران من روسيا إلى طاجيكستان بشكل ملحوظ، بنسبة 30% أقل مقارنة بالفترة قبل الهجوم.
أفادت وزارة العمل في طاجيكستان أن مواطني طاجيكستان يشعرون بالذعر ويريدون مغادرة روسيا، وقد أبلغ البعض عن تعرضهم لمضايقات يومياً بعد الهجوم المسلح على كروكوس. إضافة إلى ذلك فقد أرجع الكثير من تذاكر الطيران إلى روسيا في دوشنبه من قبل المواطنين منذ الهجوم.
وفي السياق يقول روستم (مواطن طاجيكي مقيم في موسكو فضّل عدم ذكر الاسم الأخير)، لـ "العربي الجديد": "منذ الهجوم الإرهابي الذي حدث في موسكو هناك تشديد أمني، وتفتيش بشكل كبير من قبل السلطات المسؤولة عن المهاجرين غير الشرعيين في روسيا، وخصوصاً المهاجرين من آسيا".
وأضاف روستم "هناك مضايقات بالفعل من قبل المواطنين الروس للطاجيك والأوزبك، ومن قبل الشرطة الروسية، ومن الممكن أن تُحجز في قسم الشرطة لعدد من الساعات فقط لمجرد أنك مواطن من طاجيكستان، ويزعمون أنهم يتأكدون من الوثائق رغم أن الوثائق رسمية، وأنا شخصياً تعرضت لهذا الموقف".
أوضح المواطن الطاجيكي، لـ"العربي الجديد" أن "المهاجرين من دول آسيا الموجودين في روسيا كانوا يتعرضون للمضايقات والعنصرية قبل الهجوم الإرهابي في موسكو، وأعتقد أن هذا يحدث بسبب كثرة عددهم هنا، ولكن الأمر بعد الهجوم الإرهابي زاد بشكل ملحوظ"، وأضاف: "لدي أصدقاء في موسكو يخططون للعودة إلى طاجيكستان بسبب الأحداث الجارية، ومن المفترض أن يعودوا خلال الأيام المقبلة".
وقال نائب وزير العمل الطاجيكي شاهنوزا نوديري لوكالة تاس الروسية في تصريح نُشر السبت: "هناك شكاوى تأتي من قبل المواطنين الطاجيكيين الموجودين في روسيا. ليست شكاوى كثيرة حول المضايقات التي يتعرضون لها، ولكن هناك حالة من الخوف والذعر بين مواطنينا في روسيا، والكثير منهم يريد مغادرة البلاد". وأضاف نوديري: "نحن الآن نراقب الوضع، عدد الأشخاص الذين يأتون إلى طاجيكستان أكبر من عدد المغادرين إلى روسيا".
وبحسب نائب وزير العمل الطاجيكي، فإن التدفق ربما سيتوقف ليصبح ظاهرة مؤقتة، وقد حث على عدم الاستسلام للتصريحات الاستفزازية على شبكة الإنترنت التي تزرع الكراهية العرقية. وأشار نوديري إلى أن هناك حالات اضطهاد للمواطنين الطاجيكيين يومياً.
ووفقاً لوزارة الداخلية الروسية، يعمل في البلاد نحو 10.5 ملايين مهاجر من أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان، وقد يكون العدد أكبر من ذلك، بالنظر إلى المهاجرين غير المُسجلين رسمياً.
ويذكر أن الهجوم الإرهابي على كروكوس وقع مساء يوم 22 مارس/ آذار، حين اقتحم عدد من المسلحين المبنى وفتحوا النار على الناس وبدأوا في إشعال النيران. ووفقاً لأحدث البيانات، فقد قُتل 144 شخصاً وأصيب أكثر من 550 آخرين.
وفي روسيا، يشتبه في تورط 12 شخصاً في القضية، من بينهم أربعة مشاركين مباشرين في الهجوم. وتبين أنهم جميعاً مواطنون من طاجيكستان، وتم العثور على جوازات سفر طاجيكية في سيارة الرينو التي استخدمها المشتبه في مشاركتهم بالهجوم الإرهابي، وقد اعتُقل تسعة أشخاص آخرين في طاجيكستان.
وبعد الهجوم الإرهابي على موسكو، انخفضت مبيعات تذاكر الطيران من روسيا إلى طاجيكستان، حسبما صرحت شركة طيران سومون إير لصحيفة "RBK" الروسية. وأشارت شركة الطيران إلى أنه أُعيد العديد من تذاكر الطيران في الأيام الأولى بعد الهجوم الإرهابي، لكن الوضع سرعان ما استقر.
وأوضحت الشركة أنه في 25 مارس/ آذار أُرجعت 40 تذكرة، وفي 26 مارس 30 تذكرة، وفي 27 مارس 36 تذكرة. وتم استبدال التذاكر غير القابلة للاسترداد بالرحلات الجوية في نهاية إبريل/ نيسان.
وقال أحد موظفي شركات الطيران لصحيفة "RBK" الروسية: "في الوقت الحالي أصبح كل شيء طبيعياً إلى حد ما، لكن شراء التذاكر انخفض بنسبة 30%".