تواجه السفن التجارية مخاطر القراصنة الأفارقة في المسارات الجديدة، وذلك بعد أن حولت العديد من شركات الشحن البحري مسارها من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا، على خلفية هجمات الحوثي على السفن المارة في الممر البحري وعبر مضيق باب المندب.
وبحسب تقرير لنشرة "أويل برايس" المتخصصة في الطاقة والسلع، مساء الأحد، تجددت الهجمات من نقاط القرصنة الساخنة في أفريقيا، ما أثار قلق شركات الشحن بشأن المسار الجديد.
ودعا الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، أرسينيو دومينغيز، شركات الشحن البحري إلى أن تكون في حالة تأهب قصوى تحسباً للقرصنة بعد الاستيلاء على سفن في خليج غينيا وقبالة الساحل الصومالي.
وحث دومينغيز، الشركات على العودة إلى المستويات الأمنية الصارمة التي كانت سائدة في أزمة القرصنة السابقة، قائلاً: "إنهم في حاجة إلى أن يكونوا أكثر تيقظاً مع ما كانوا عليه في الفترة من 2008 إلى 2012 قبالة سواحل الصومال. وأضاف "نحن نجري محادثات لخلق الوعي حول خليج غينيا، ومع زيادة حركة المرور في المنطقة، يجب علينا تجنب أي تصعيد جديد أو زيادة حوادث القرصنة"، وفق التقرير.
وكانت إحدى السفن اختطفت في ديسمبر/كانون الأول قبالة الساحل الصومالي، في حين استولى القراصنة لفترة وجيزة على ناقلة بضائع أخرى في الشهر التالي قبل أن تحررها البحرية الهندية.
يذكر أن جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) هاجمت يوم الجمعة الماضي، سفينة شحن كانت مسافرة عبر خليج عدن وأضرموا فيها النار. وفي الشهر الماضي، اختطف قراصنة طاقم ناقلة قبالة غينيا الاستوائية.
وفي 19 فبراير/شباط الجاري، اضطر طاقم سفينة نقل بضائع جافة تبحر في المياه الصومالية إلى ترك السفينة بعد هجوم صاروخي. ويقول مالك السفينة ومقره بيروت، وفق "أويل برايس"، إن السفينة كانت تواجه خطر الغرق، وتعمل شركة الشحن مع شركة لإنقاذ السفينة وسحبها إلى جيبوتي.
ويعتبر خليج غينيا وخليج عدن في الصومال، من أخطر مناطق القرصنة بالنسبة لشركات النفط والبحارة الآخرين، إذ بلغت موجة القرصنة ذروتها في عام 2018.
وما يجعل هذه الأماكن معرضة للخطر خاصة، هو الافتقار إلى المعدات، وكذلك القوى العاملة الكافية، وفق "أويل برايس".
يذكر أن خليج غينيا غني بالنفط والغاز، فضلاً عن وجود ميليشيا مدربة تدريباً جيداً نسبياً صقلت مهاراتها القتالية في إطار الحركة الانفصالية في الدلتا. وفي الماضي، استهدف القراصنة العاملون في خليج غينيا بعض السفن واختطفوا طاقمها.
ويقول التقرير إن خليج المكسيك يظل نقطة سوداء أخرى للقرصنة البحرية، بسبب وفرة موارد النفط والغاز، على الرغم من أن القراصنة هناك يرتبطون في الغالب بمجموعات إجرامية محلية.
وبحسب تقارير دولية، فإنه من غير المرجح، أن يؤدي تصاعد أعمال القرصنة في المياه الأفريقية إلى إقناع شركات الشحن بالعودة إلى البحر الأحمر، في أي وقت قريب بسبب ارتفاع خطر مواجهة هجمات الحوثيين، وكذلك بسبب أقساط التأمين الباهظة التي يتم فرضها على السفن التي تبحر في البحر الأحمر والتي ارتفعت بنسبة كبيرة.
وبدأت شركات التأمين العالمية في فرض رسوم إضافية على السفن المرتبطة بشركات أميركية وبريطانية وإسرائيلية تصل إلى 50% في أقساط مخاطر الحرب للسفن التي تبحر عبر البحر الأحمر.
وتبلغ الآن أقساط مخاطر الحرب لرحلات البحر الأحمر نحو 1% من قيمة السفينة، ارتفاعاً من حوالي 0.7% سابقاً، مع بلوغ التكاليف الإضافية إلى مئات الآلاف من الدولارات لرحلة تستغرق سبعة أيام. ونقلت "أويل برايس" عن الرئيس العالمي للشحن البحري والشحن في شركة مارش، ماركوس بيكر، قوله: "السفن التي واجهت مشكلات حتى الآن، جميعها تقريباً لديها بعض عناصر الملكية الإسرائيلية أو الأميركية أو البريطانية".