- استُخدمت الشبكة من قبل كارتل "كيناهان" الأيرلندي لتهريب الكوكايين وتمويل عمليات تجسس روسية. كشفت العملية عن ضلوع الشبكة في عمليات عبر أكثر من 30 دولة، مما أدى إلى تزايد استخدام العملات المشفرة.
- تم الكشف عن الشبكة أثناء جائحة كوفيد 19، حيث قدمت "Smart" و"TGR" حلاً باستخدام العملات المشفرة. تم توقيف 84 شخصاً وفرضت عقوبات أميركية على خمس شخصيات مرتبطة بالشبكة.
كشف الموقع الإلكتروني لجريدة فاينانشال تايمز البريطانية عن مخطط لغسل الأموال بمليارات الدولارات، يُدار من لندن وموسكو ودبي، ويستهدف "مساعدة الجواسيس الروس ومهربي المخدرات الأوروبيين على التهرب من العقوبات باستخدام العملات المشفرة". وبحسب الموقع فإن الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة (NCA) أكدت اليوم الأربعاء أن تحقيقها المسمى "عملية زعزعة الاستقرار" ركز على شركتين هما "Smart" و"TGR"، اللتين تعملان باعتبارهما مركزا ماليا للمجرمين الدوليين الأثرياء والأفراد الخاضعين للعقوبات خارج النظام المصرفي التقليدي، باستخدام العملات المشفرة.
ووفقًا لتقرير الوكالة، استُخدمت هذه الشبكة من قبل عملاء مثل كارتل "كيناهان"، وهي مجموعة تهريب كوكايين أيرلندية مرتبطة بعمليات قتل مدفوعة الأجر، إلى جانب تمويل مجموعات برمجيات الفدية الإلكترونية و"عمليات تجسس روسية" في الفترة بين أواخر 2022 وصيف 2023.
وأشار التقرير إلى أن العملية التي قام بها فريق دولي، تحت قيادة المملكة المتحدة، كشفت عن ضلوع الشبكة في عمليات تمت عبر أكثر من 30 دولة، حيث دفعت العقوبات الاقتصادية دولًا مثل روسيا للبحث عن طرق جديدة للتعامل مع الغرب. وأوضح أن هذا التحقيق يكشف تزايد استخدام العملات المشفرة من قبل الأفراد والكيانات التي تجد نفسها مقطوعة عن النظام المصرفي العالمي.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية BBC إن العملية التي اتخذت من موسكو مركزاً لإدارتها كانت تأخذ أموالاً قذرة من عصابات الجريمة مقابل رسوم، وتسمح لهم باستبدالها بعملات مشفرة لا يمكن تعقبها، بهدف التغطية على أرباح عمليات تهريب المخدرات، وتوفير التمويل لشبكات التجسس التابعة للدولة الروسية.
ووصف "روب جونز"، المدير العام للعمليات في الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة، التحقيق بأنه "أهم عملية لمكافحة غسل الأموال" قامت بها الوكالة على الإطلاق. وقال: "نستهدف شبكة غسل أموال تجمع بين النقد والعملات المشفرة على نطاق واسع". وقالت الوكالة إنه تم توقيف 84 شخصاً، منهم 71 في المملكة المتحدة.
ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية، تم رصد المسار الذي أدى إلى الكشف عن الشبكة الضخمة والمعقدة أثناء فترة الإغلاقات المرتبطة بجائحة كوفيد 19 عام 2021، حيث كافحت عصابات المخدرات في جميع أنحاء أوروبا لنقل أكوام من النقود من مبيعات الشوارع إلى الاقتصاد الشرعي، الأمر الذي صعب عليهم شراء المزيد من المخدرات من أميركا الجنوبية.
وأوضحت الوكالة أن شبكتين للعملات المشفرة مقرهما موسكو، هما Smart و TGR، قدمتا حلاً، حيث كانت كلتاهما تحتفظان بكميات كبيرة من العملات المشفرة من هجمات برامج الفدية. واستخدمت الشركتان الأرباح من تلك الهجمات في عقد صفقة مع شبكات المخدرات البريطانية، مما منح الأخيرة طريقة شبه فورية لتحويل أموال الشوارع القذرة إلى أصل قابل للاستخدام.
وفي مقابل تحمل مخاطر تلقي النقود، فرضت الشبكة التي تقودها روسيا، كما تقول الوكالة، عمولات ضخمة، فكانت تغسل الأموال، وتدفعها عبر شركات مشروعة، مثل شركات البناء في المملكة المتحدة وأماكن أخرى، أو تنقلها ضمن الأمتعة إلى دبي، لتعود النقدية في نهاية الأمر إلى الاقتصاد، من خلال حسابات مصرفية كأرباح مشروعة.
وتكشفت خيوط العملية الأولى عندما أوقفت الشرطة فؤاد سعيدي، وهو ناقل لأرباح المخدرات، في عام 2021، كما تقول هيئة الإذاعة البريطانية، وكان يحمل 250 ألف جنيه إسترليني في سيارته. واعترف لاحقًا بتنسيق نقل 15.6 مليون جنيه إسترليني من الأموال القذرة، وتم سجنه لأكثر من أربع سنوات.
واستخدمت الشبكة أيضاً ناقلين لجمع النقود من المجرمين في دول مثل المملكة المتحدة، مقابل تحويلها إلى عملات مشفرة مثل "تيثر"، التي أصبحت العملة المفضلة للمجرمين نظرًا لارتباطها بالدولار، وهو ما يضمن استقرار قيمتها.
وأوضحت الوكالة أن Smart، المملوكة من قبل "إيكاترينا زهدانوفا"، تعاونت مع TGR لتحويل أكثر من 2 مليون جنيه إسترليني لصالح عميل روسي، مما سمح لهم بتجاوز عمليات التحقق لشراء عقارات في بريطانيا. وقالت "فاينانشال تايمز" إن الوكالة صادرت 20 مليون جنيه إسترليني نقدًا وعملات مشفرة.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إن وزارة الخزانة الأميركية فرضت، اليوم الأربعاء، عقوبات اقتصادية على خمس شخصيات مرتبطة بالشبكة، وعدة شركات أخرى، مشيرة إلى أن العملية تمت بمشاركة من وكالات أميركية، مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وإدارة مكافحة المخدرات (DEA)، إلى جانب الشرطة الفرنسية والأيرلندية.
وقال نائب وزير الخزانة الأميركي، والي أدييمو، في وقت سابق من هذا العام إن "المجموعات الإرهابية والجهات الخبيثة الأخرى" تستخدم العملات المشفرة "للتحايل على عقوباتنا". كما صرح مدير "MI5" كين ماكالوم بأن روسيا وإيران تستخدمان "المجرمين وسطاء" لتنفيذ عمليات تخريب وتجسس واغتيالات في المملكة المتحدة.