واصلت الليرة التركية تراجعها اليوم الإثنين، لتناهز 18 ليرة مقابل الدولار، بعدما تخطى سعر اليورو 18.4 ليرة ليسجل ثاني أعلى سعر مقابل الليرة، بعد سعر 20 ديسمبر/كانون الأول 2021 عندما تراجعت إلى 18.3674 مقابل العملة الأميركية واقتربت من 19 ليرة إزاء العملة الأوروبية الموحدة.
ويرى اقتصاديون أتراك أن رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة الأسبوع الماضي وتصميم تركيا على تثبيت سعر الفائدة هما السبب المباشر الوحيد لاستمرار تراجع سعر الليرة، لأن المؤشرات الاقتصادية التركية بمجملها مشجعة هذا العام، خاصة السياحة، حيث رفعت حكومة العدالة والتنمية التوقعات لجذب نحو 40 مليون سائح، والصادرات التي زادت الآمال، بعد بيانات الربع الثاني، في بلوغها 300 مليار دولار.
لكن قرارات لجنة الاستقرار المالي الأسبوع الماضي، التي ركزت على كسر حدة التضخم وبحث وضع المصارف، استبعدت تحريك أسعار الفائدة، "وهو على الأرجح سبب تراجع سعر صرف الليرة"، حسب ما قال الاقتصادي التركي مسلم أويصال لـ"العربي الجديد".
ويتوقع أويصال أن يستمر تراجع سعر الليرة ليلامس الدولار 20 ليرة هذا العام، لكن ذلك لا يعني ضعف أداء الاقتصاد التركي أو تراجع نسبة النمو، بل الأسباب برأيه خارجية تتعلق بأزمات اقتصادية، يأتي في مقدمتها تضخم الأسعار الذي طاول كبرى الاقتصادات العالمية.
ويشير الاقتصادي التركي إلى أن تثبيت سعر الفائدة "هو قرار متفق عليه بين الحكومة والمصرف المركزي"، ضمن السياسة المالية والاقتصادية التي تهدف لتوظيف المدخرات في "الاقتصاد الحقيقي" وليس تجميدها في خزائن المصارف.
وخسرت الليرة التركية هذا العام نحو 35% من قيمتها، بعد أن تراجعت من 13.3 ليرة مقابل الدولار مطلع العام، إلى نحو 18 ليرة اليوم، في أعقاب خسارتها أكثر من 42% العام الماضي، لتصنف واحدةً من أسوأ عملات الأسواق الناشئة أداء أمام الدولار الذي يتحسن سعره بفضل توقعات رفع الفائدة الأميركية.
ووفق نهج الحكومة وتأكيدات الرئيس رجب طيب أردوغان "بشأن التزام البلاد سياسة الفائدة المنخفضة"، تستمر تركيا بسياسة تثبيت سعر الفائدة المصرفية عند 14% وللجلسة السابعة على التوالي للمصرف المركزي، رغم بلوغ التضخم 78% وهو الأعلى منذ 24 عاما.
في المقابل، افتتحت بورصة إسطنبول، اليوم، بارتفاع عن إقفال أمس، ناهزت نسبته 0.52%، ليسجل مؤشر BIST 100 مستوى 2605.8 نقاط. وسجل مؤشر البنوك زيادة بلغت 0.24% وارتفع مؤشر القابضة 0.88%.
ومن بين المؤشرات القطاعية، كانت الرياضة الأكثر ربحا بنسبة 2.59%، والاستثمار العقاري الأكثر خسارة بنسبة 0.24%.