مع تزايد المؤشرات على طول أمد الحرب الروسية في أوكرانيا، تتبلور ملامح جديدة لزيادة عزلة روسيا على الساحة بعد إعلان شركتي "فيزا" و"ماستركارد" العالميتين عن تعليق جميع معاملاتهما الدولية مع روسيا، مما دفع بالمصارف الروسية الكبرى للتأكيد على استمرار عمل البطاقات داخل روسيا، داعية العملاء الموجودين في الخارج إلى الإسراع في إجراء المدفوعات وسحب الأموال بواسطة ماكينات الصرف الآلي.
وبذلك، لن يتمكن حملة بطاقات "فيزا" و"ماستركارد" الصادرة من المصارف الروسية من إجراء أيّ مشتريات أو مدفوعات أو سحب الأموال من ماكينات الصرف الآلي أثناء وجودهم خارج روسيا أو عبر تطبيقي "آبل باي" و"غوغل بلاي" اعتباراً من 10 مارس/آذار الجاري، بينما لن تعود البطاقات الصادرة من المصارف الأجنبية صالحة للاستخدام في روسيا.
مع ذلك، أكد أكبر مصرف روسي "سبيربنك" أنّ قرار الشركتين العالميتين لن يؤثر على عمل بطاقات المصرف داخل روسيا.
وقال المصرف في بيان أوردته صحيفة "إر بي كا" الروسية، يوم الأحد، إنّ "ذلك ممكن، لأنّ جميع المدفوعات داخل روسيا تجري عبر المنظومة الوطنية لبطاقات الدفع، وهي مستقلة عن حلول الدفع الأجنبية".
بطاقات "مير" الروسية
ونصح "سبيربنك" عملاءه الموجودين في الخارج حالياً بالإسراع في سحب ما يكفي من الأوراق النقدية من ماكينات الصرف وسداد قيمة إقامتهم بالفنادق وتذاكر العودة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنّ هناك عدداً من الدول التي تقبل التعامل ببطاقات "مير" الروسية، بما فيها تركيا والإمارات وفيتنام وقبرص وأرمينيا وبيلاروسيا وغيرها من الجمهوريات السوفييتية السابقة.
وتستخدم بطاقات "مير" على نطاق واسع في روسيا لصرف رواتب الموظفين الحكوميين ومعاشات المتقاعدين، مما زاد من انتشارها بشكل لافت في السنوات الأخيرة.
وبدوره، وجه أكبر مصرف روسي خاص "ألفا بنك" رسالة إلى عملائه عبر تطبيق "تيليغرام" كشف فيها أنّ بطاقات "فيزا" و"ماستركارد" الصادرة منه، ستستمر في عملها بشكل طبيعي حتى مساء 9 مارس/آذار الجاري، ثم داخل روسيا فقط، ناصحاً عملاءه الموجودين في الخارج بسحب النقود من ماكينات الصرف.
وتشير بيانات اتحاد الشركات السياحية الروسية إلى أنّ نحو 150 ألف مسافر روسي كانوا موجودين خارج روسيا بحلول نهاية فبراير/شباط الماضي، بمن فيهم 27 ألفاً في الدول التي أوقفت حركة الطيران مع روسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا، مثل بلدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وحتى قبل الإعلان عن وقف عمل بطاقات الدفع الأجنبية الصادرة عن المصارف الروسية، واجه بعض السائحين الروس مشكلات في إجراء مدفوعاتهم خارج روسيا.
لكنّ هذا الوضع اقتصر حتى اليوم على حملة بطاقات المصارف الخاضعة لأشد العقوبات الغربية بما وصل إلى فصل بعضهما عن منظومة "سويفت" المالية العالمية، وفي مقدمتها ثاني أكبر مصرف روسي "في تي بي"، والتي يزيد عدد عملائها من الأفراد عن 14 مليوناً.