جنى المغرب أرباحاً قياسية من مبيعات الفوسفات ومشتقاته، مستفيداً من ارتفاع أسعار الأسمدة، التي يتوفر فيها على قدرات إنتاجية كبيرة وقدرات كبيرة على خفض التكاليف.
وتجلّى من بيانات المجمع الشريف للفوسفات، المملوك للدولة المغربية، المعلن عنها أمس الثلاثاء، أن أرباحها زادت بنسبة 72 في المائة في العام الماضي، لتقفز إلى حوالي 2.8 مليار دولار، بعدما كانت في حدود 1.6 مليار دولار في العام الذي قبله.
ويستفاد من تلك البيانات التي كشف عنها المجمع الرائد في سوق الأسمدة في العالم، أن مبيعاته قفزت إلى 11.4 مليار دولار في العام الماضي، مقابل 8 مليارات دولار في عام 2021.
وتأتّى تحقيق رقم المبيعات، حسب ما كشفت عنه المجموعة المغربية، أمس، بفعل ارتفاع بنسبة 44 في الأسمدة، التي مثلت 64 في المائة من رقم المبيعات الإجمالي، مقابل 61 في المائة في عام 2021.
وحقق المجمع، هذه النتائج، حسب مسؤوليه، في ظل ارتفاع أسعار الأسمدة الفوسفاتية إلى مستويات قياسية، في سياق اضطراب سلاسل التوريد والقيود المفروضة على الصادرات وارتفاع تكاليف المدخلات.
وقد ارتفعت أسعار الأسمدة الفوسفاتية إلى مستويات قياسية، في ظل اضطراب سلاسل التوريد المرتبطة بالحرب الروسية في أوكرانيا وانخفاض الصادرات الصينية. ويؤكد الاقتصادي المغربي علي بوطيبة أن المجمع يستفيد من ارتفاع الأسعار في السوق الدولية، في سياق دولي متسم بسعي العديد من الدول لتحقيق أمنها الغذائي مع تقلص المساحة المزروعة في العالم.
ويشير بوطيبة في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن السياسة الصناعية التي تبناها المجمع الشريف للفوسفات تتيح له تحقيق نتائج جيدة، مع ترقب مواصلة ارتفاع أسعار الأسمدة في السوق الدولية.
ويشدد على أن الخبرة التي تأتّت للمجمع الشريف للفوسفات على مدى قرن من الزمن بالإضافة إلى طبيعة المناجم التي يتوفر عليها وتطويرها لصناعة الأسمدة، تتيح له تنافسية أكبر في السوق العالمية. ويسعى المجمع إلى تأكيد حضوره في السوق عبر استثمارات مهمة والتي قفزت في العام الماضي إلى ملياري دولار، بعدما كانت في حدود 1.3 مليار دولار في العام الذي قبله، علماً أن الشركة أعلنت عن التوجه نحو إطلاق برنامج استثمار طموح في الخمسة أعوام المقبلة.
وكشف المجمع من أجل تأكيد ريادته في السوق إطلاق برنامج استثماري بقيمة 13 مليار دولار للفترة الممتدة بين 2023 و2027، حيث يستهدف زيادة القدرات الاستخراجية ورفع إنتاج الأسمدة وتحقيق الحياد الكربوني.
وأطلق المجمع الشريف للفوسفات قبل عشرة أعوام برنامجاً استثمارياً بقيمة 8 مليارات دولار، حيث أتاح ذلك مضاعفة قدرات إنتاج الأسمدة من 4 ملايين طن إلى 12 مليون طن، ليتحول إلى أكبر منتج ومصدر للأسمدة الفوسفاتية.
وتتجه الشركة في ظل توقع ارتفاع الطلب على الأسمدة في الأعوام المقبلة إلى رفع قدراتها الإنتاجية إلى 19 مليون طن، حيث ستزيد بـ3 ملايين طن في العام الحالي و4 ملايين طن في 2026. ويتوفر المجمع على هوامش كبيرة من أجل رفع قدراته الإنتاجية، بالنظر إلى التقديرات حول استهلاك القارة الأفريقية للأسمدة، التي تحتاج إلى حوالي 8 ملايين طن في العام.