يعود إنتاج الكهرباء ليطرح بقوة في الفترة الأخيرة في ظل ارتفاع أسعار الفحم والغاز، حيث يدعو خبراء طاقة إلى المضي أكثر في تسريع إدماج الطاقات المتجددة في منظومة الطاقة المغربية.
يحذّر الخبراء من شتاء بارد في المغرب هذا العام مثل أوروبا، بسبب مشكلة التزود بالغاز. فالخبراء في المغرب يؤكدون أن ذروة الطلب على الكهرباء تحدث في الصيف، كما أن المملكة استطاعت تحقيق جزء من الخطة الرامية إلى تنويع مصادر الطاقة بين الأحفورية والمتجددة.
غير أنه رغم تأمين المغرب حاجياته من الكهرباء، إلا أن أسعار الفحم الذي يتدخل بشكل كبير في توفير الكهرباء في المغرب، تضاعفت بحوالي ثلاث مرات، حسب ما أكده رئيس الفيدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيك والطاقات المتجددة، علي الحارثي، في ندوة حول الكهرباء أول من أمس في الدار البيضاء.
ويعتبر الحارثي أن الاعتماد على الفحم بشكل كبير يجنّب المملكة الارتفاعات التي كانت ستحدث في تكاليف إنتاج الكهرباء، لو كان المغرب يعتمد على الغاز، كما هو الشأن بالنسبة لأوروبا.
وكان المغرب قد حل مشكلة تزويد محطتي تهدارت وعين بني مطهر اللتين تعملان بالغاز، وذلك عبر التزود من السوق الدولية بعد توقف الغاز الجزائري.
ويشير المهندس يونس عامر إلى أن سعر الكهرباء في المغرب مازال منخفضا نسبيا مقارنة بالتكاليف التي يتحملها المكتب الوطني للماء والكهرباء (حكومي)، الذي يوفر الكهرباء بأسعار مدعمة للمستهلكين والمصنّعين.
ويؤكد عامر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن المكتب الذي يوفر الكهرباء للموزعين يعاني ماليا لأنه يقدم طاقة مدعمة، حيث إن المكتب سيتكبد خسائر في العام الحالي تتجاوز ملياري دولار من دون تدخّل الدولة من أجل دعم شراء الطاقة.
ويعتبر الحارثي أن هناك فرصة كبيرة لتسريع الانتقال الطاقي في المغرب، من أجل الاستفادة أكثر من الطاقات المتجددة في إنتاج الكهرباء.
ويشير الخبير في الطاقة، أمين بنونة، إلى أن هناك ربطا كهربائيا مع أوروبا عبر كابل بـ1400 ميغاوات، يتيح استعمال استيراد الكهرباء، كما حدث في يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين، غير أنه يتصور أنه لو تم تسريع مشاريع الطاقات المتجددة لتم تأمين الحاجيات من الكهرباء.
ويعتبر أن الطلب على الكهرباء يرتفع في المملكة في الصيف وليس في فصل الشتاء، غير أنه يلاحظ أن البعض كان انتقد أسعار الطاقة التي توفرها محطات الطاقة الكهربائية التي تأتي من الطاقات المتجددة، غير أنه ينبه إلى أن تلك الطاقة كانت الأرخص في العام الحالي.
يشير المهندس يونس عامر إلى أن سعر الكهرباء في المغرب مازال منخفضا نسبيا مقارنة بالتكاليف التي يتحملها المكتب الوطني للماء والكهرباء (حكومي)
ولاحظ الخبير في الطاقة، أن استهلاك الكهرباء في المغرب ارتفع في العام الحالي مقارنة بحجم الاستهلاك المسجل قبل انتشار الفيروس.
واعتبر أن هذا النمو عادي، حيث يأتى ذلك بفضل الطاقة المتأتية من المصادر الأحفورية والروحية، بينما تراجعت مساهمة المصادر المتأتية من الطاقة الشمسية.
غير أنه إذا كان الخبراء يؤكدون أن أمن المغرب الطاقي في الجانب المتعلق بالتزود بالكهرباء غير مهدد، إلا أنهم يطرحون مسألة ارتفاع الكلفة وضرورة التحول إلى الطاقات النظيفة.
وشددت الخبيرة في الطاقة والمناخ، أسماء جراندي، أن المسألة تتعلق بالكلفة، حيث يتم شراء الفحم بثمن مرتفع، ما ينعكس على الميزان التجاري المغربي، الأمر الذي يفرض التوجه نحو الطاقات المتجددة الأقل كلفة.