- فرنسا تعرب عن استعدادها لتمويل بنية تحتية لنقل الكهرباء من الصحراء الغربية إلى الدار البيضاء، في إطار سعي المغرب لإنتاج 52% من كهربائه من مصادر نظيفة بحلول 2030.
- تشكيل فريق عمل مشترك لدراسة التعاون في مجال النقل بالسكك الحديدية، بما في ذلك تطوير خطوط فائقة السرعة، وسط توقعات بتسريع مشروعات النقل استعدادًا لمونديال 2030.
يسعى المغرب وفرنسا إلى إرساء "تعاون جديد" في الطاقة النظيفة والنقل بواسطة السكك الحديدية، وفق ما أعلن وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، مؤكداً استعداد باريس لتمويل بنية تحتية لنقل الكهرباء من الصحراء الغربية، في وقت تشهد المملكة اهتماماً استثمارياً في الآونة الأخيرة لإقامة مشروعات كبرى في الطاقة.
وقال لومير عقب اجتماع مع نظيرته المغربية نادية فتاح العلوي في الرباط، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس، مساء الجمعة، "نريد تدشين مرحلة تعاون جديدة في ميدان الطاقة الخالية من الكربون (...) سوف تشمل الهيدروجين الأخضر والطاقة الريحية والشمسية". وفي وقت لاحق أكد الوزير الفرنسي أمام المشاركين في منتدى لرجال الأعمال المغاربة والفرنسيين "سوف تنتجون الطاقة في جهة الداخلة (الصحراء الغربية) وستحتاجون لنقلها إلى الدار البيضاء (شمال)، يتعين إذن إنشاء شبكة خطوط كهربائية لنقل هذه الطاقة.. أؤكد لكم أننا مستعدون لتمويل هذه البنية التحتية".
المغرب وفرنسا نحو تعاون أكبر في قطاع الطاقة
ومنذ اعتراف الولايات المتحدة أواخر عام 2020 بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، تضغط الرباط للحصول على موقف مماثل من فرنسا. والجمعة أعلن الوزير الفرنسي أيضاً أنه "اقترح" على نظيرته المغربية "تعاوناً في مجال الطاقة النووية يشمل مفاعلات صغيرة ومتوسطة الحجم". ولا يملك المغرب حالياً محطات نووية لإنتاج الطاقة، فيما اكتفت الوزيرة المغربية بالإشارة إلى أن قطاع الطاقة النظيفة "يعبّر تماماً عن (...) فلسفة هذه الشراكة المتجددة" مع فرنسا.
وتطمح المملكة إلى إنتاج 52% من الكهرباء النظيفة في أفق عام 2030. غير أن الطاقات الأحفورية ما تزال تشكّل نحو 90% من استهلاكها الحالي، وتعتمد فيها على الخارج. ومطلع مارس/ آذار الماضي أعلنت الحكومة المغربية أن نحو 100 مستثمر محلي وأجنبي "أبدوا اهتماماً" بإطلاق مشاريع لصناعة الهيدروجين الأخضر، وتخصيص 300 ألف هكتار (الهكتار يعادل 10 آلاف متر مربع) لها في مرحلة أولى.
من جانب آخر أفاد لومير بأن الطرفين اتفقا على تشكيل فريق عمل لدراسة التعاون في مجال النقل بواسطة السكك الحديد بما فيه "الخطوط فائقة السرعة". وحظيت فرنسا بصفقة إطلاق أول قطار فائق السرعة في أفريقيا، يصل منذ عام 2018 إلى مدينة طنجة بالدار البيضاء (شمال) على مسافة 350 كيلومتراً.
مونديال 2030 يزيد الاهتمام بمشروعات النقل
ويرتقب أن يسرع تنظيم المغرب لمونديال 2030 لكرة القدم، مع إسبانيا والبرتغال، إطلاق مشروع ضخم لتوسعة هذا الخط على نحو 600 كيلومتر حتى مدينة أكادير (جنوب المملكة)، وفق وسائل إعلام محلية. وأعلن مكتب السكك الحديد المغربي في فبراير/ شباط فوز شركة صينية بإعداد دراسة أولية لمشروع الخط فائق السرعة بين مراكش وأكادير (جنوب).
لكنه نفى أن تكون صفقة إنجاز المشروع في حد ذاته قد رست على شركة صينية، في سياق حديث وسائل الإعلام المحلية عن منافسة بين باريس وبكين للفوز بهذه الصفقة. وكان لومير قد وصل إلى المغرب الخميس في سياق زيارات متعددة لوزراء فرنسيين، منذ مجيء وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه إلى المملكة أواخر فبراير/ شباط الماضي، وذلك لإعادة الدفء لعلاقات المغرب وفرنسا بعد توترات في السنوات الأخيرة.