استوردت دولة الاحتلال الإسرائيلي نحو 220 ألف برميل يومياً من النفط الخام منذ منتصف مايو/ أيار المنصرم، وفقاً لما نقلت "بلومبيرغ" عن بيانات شركة التحليلات "كبلر Kpler" التي أوضحت أن 60% من هذه الكمية قُدمت من دولتي كازاخستان وأذربيجان، وهما من الأغلبية المسلمة، بينما يُعد منتجو غرب أفريقيا، خاصة الغابون، من كبار بقية الموردين.
ومع أن إيران حثّت الدول الإسلامية على فرض حظر نفطي على دولة الاحتلال، إلا أن سوق النفط العالمية يمنح إسرائيل مجالاً واسعاً للتغلب على مثل هذا الإجراء، حتى لو شاركت الدولتان في تنفيذ حظر من هذا النوع.
وكشفت "بلومبيرغ" في تقرير الجمعة، أن ناقلة نفط متجهة نحو ميناء إسرائيلي يطل على البحر الأبيض المتوسط غيّرت بوصلتها، لتذهب بدلاً من ذلك إلى ميناء آخر مطل على البحر الأحمر نادراً ما يُستخدم في تسليم الخام، بعدما تعطلت محطة الاستيراد الإسرائيلية الرئيسية المطلة على البحر المتوسط، نتيجة القصف الآتي من قطاع غزة على يد المقاومة الفلسطينية، رداً على العدوان الوحشي المستمر على الفلسطينيين.
وتُبرز الشحنة قدرة دولة الاحتلال على مواصلة استقبال شحنات النفط رغم القتال الدائر على بعد أميال قليلة من عسقلان، التي تحتضن ميناء الاستيراد الرئيسي المطل على البحر المتوسط.
وتشير بيانات تتبع سفن جمعتها "بلومبيرغ" إلى أن الناقلة "سي فايولت " Sea violet البالغ طولها 900 قدم، تنقل أكثر من مليون برميل نفط من أذربيجان، وتتجه رسمياً نحو العقبة في الأردن، فيما ذكر متداولون أن شركة التكرير الإسرائيلية "باز أويل Paz Oil " اشترت الشحنة التي ستُسلَّم عبر ميناء إيلات المطل على ساحل البحر الأحمر.
ولم تستخدم إسرائيل ميناء إيلات لاستقبال واردات النفط الخام منذ سنوات، بحسب "كبلر"، علماً أن شركة "يوروب إيشا بايب لاين" Europe Asia Pipeline المعروفة اختصاراً باسم "EAPC" تدير خط أنابيب بطول 163 ميلاً يمتد من الميناء عبر إسرائيل إلى عسقلان، بما يسمح بتسليم النفط الخام إلى مصفاة "أشدود" القريبة لتكرير النفط.
أما رصيف تفريغ النفط في عسقلان "فيعاني من هجمات صاروخية متواصلة"، بحسب تصريح صادر عن "نادي حماية وتعويض السفن البريطاني P&I" الأربعاء الماضي، نقلاً عن مراسلين محليين في المنطقة، علماً أن النادي بمثابة شركة تأمين دولية للسفن التجارية ضد المخاطر بما فيها تسريبات النفط. ورغم أن ميناء عسقلان "مفتوح" رسمياً، فإنه "مغلق عملياً".