استمع إلى الملخص
- تراجعت الواردات الهندية من النفط السعودي إلى أدنى مستوياتها في 10 أشهر بسبب زيادة أسعار أرامكو، بينما زادت الواردات الإجمالية بنسبة 5.6%، معتمدة بشكل كبير على النفط الروسي الأرخص.
- تستفيد الهند من تنويع مصادر النفط بزيادة الاستيراد من الولايات المتحدة، مما يعزز أمن الطاقة ويقلل تكاليف الاستيراد بنسبة 16%، مؤكدةً على الفوائد الاقتصادية لتنويع مصادر الطاقة.
ارتفعت واردات الهند من النفط الروسي إلى مستوى غير مسبوق بلغ حوالي 2.1 مليون برميل يومياً في مايو/أيار، مدفوعة بتوسيع الخصومات التي تحصل عليها بسبب انخفاض الطلب من الصين. وقد أدى هذا الارتفاع إلى دفع حصة روسيا في سوق النفط الهندية إلى ما يقرب من 41%، مما عزز مكانتها باعتبارها أكبر مشتر للنفط الروسي وثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، وفقاً لتقرير نشرته "أويل برايس" اليوم الجمعة.
وعلى العكس من ذلك، انخفضت الواردات من المملكة العربية السعودية إلى أدنى مستوى لها منذ 10 أشهر، ويعزى ذلك إلى قرار أرامكو السعودية رفع أسعار الخامات للشهر الثاني على التوالي في مايو/أيار الماضي. وارتفع إجمالي واردات الهند النفطية في مايو/أيار بنسبة 5.6% مقارنة بإبريل/ نيسان، لتصل إلى حوالي 5.1 ملايين برميل يومياً، مع ارتفاع واردات الهند من النفط الروسي وحده بنسبة 14.7% عن الشهر السابق، ما يعادل زيادة سنوية تناهز 5.9%.
وبحسب "أويل برايس"، استفادت شركات التكرير الهندية من الخام الروسي الرخيص، الذي أصبح أكثر جاذبية اقتصادياً من الخامات المماثلة القادمة من الشرق الأوسط. وقد دفعت التداعيات الجيوسياسية لغزو أوكرانيا العديد من الدول الأوروبية إلى تقليل اعتمادها على النفط الروسي، مما سمح للهند بتأمين هذه الإمدادات بأسعار أرخص. ولا يضمن هذا التحول الاستراتيجي إمدادات مستقرة للهند فحسب، بل يساعد أيضاً في تقليل تكاليف الاستيراد.
ومن المثير للاهتمام أن استراتيجية الهند الأوسع لاستيراد النفط تتضمن زيادة المشتريات من الولايات المتحدة. واعتباراً من السنة المالية 2023-2024، تستورد الهند المزيد من الخام الأميركي، وتنوع مصادرها وتعزز أمن الطاقة. ويأتي هذا التنويع بميزة اقتصادية كبيرة للشركات الهندية. ودفعت الهند فواتير نفطية أقل بنسبة 16% مقابل الكمية نفسها من النفط مقارنة بالسنة المالية السابقة، مما يؤكد الفوائد المالية لتنويع مصادر استيراد النفط.