قالت شركة "وود ماكينزي" الأميركية لاستشارات الطاقة في دراسة عن الغاز المسال إن الولايات المتحدة تتجه لتجاوز قطر وأستراليا كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، بعد استئناف مشروع فريبورت للغاز الطبيعي المسال عملياته في الربيع المقبل.
وذكرت دراسة "وود ماكينزي" على موقعها أن شركات الطاقة الأميركية تعمل على تطوير منشآت لتصدير الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة ومصانع جديدة لتسييل الغاز بقيمة 100 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وحسب الدراسة المتخصصة، تخطط الشركات الأميركية لإنشاء مشاريع للغاز المسال يمكن أن تضيف بين 70 - 190 مليون طن سنوياً إلى كميات الغاز المسال الأميركي الحالية بحلول عام 2030 وتجعل الولايات المتحدة أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال في العالم.
لكنها ذكرت أن تضخم التكلفة والمنافسة يخلقان تحديات أمام شركات الطاقة الأميركية.
وتوقعت الدراسة أن تصل صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركية إلى 89 مليون طن متري سنوياً في عام 2023.
وقالت الشركة الاستشارية: "مع ذلك، لن يتوقف الأمر عند هذا الحد"، مشيرة إلى أن قدرة الولايات المتحدة قد تقفز في نهاية هذا العقد، مما قد يضاعف صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركية.
وتوفر أزمة الطاقة والحاجة إلى أمن الطاقة، خاصة بين المشترين الأوروبيين بعد الغزو الروسي لأوكرانيا لمطوري الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة فرصة مثالية لتوقيع عقود طويلة الأجل لمنشآت مخططة من شأنها أن تدعم قرارات الاستثمار النهائية لمشاريع تسييل الغاز.
وتستفيد الشركات الأميركية من فارق أسعار الغاز بين أوروبا وأسعارها المحلية في الولايات المتحدة.
وكانت أوروبا مترددة في السابق في الالتزام بصفقات غاز طويلة الأجل بسبب الأهداف المناخية واعتبارات الانبعاثات، ولكن الغزو الروسي أجبرها على تركيب وحدات تخزين عائمة لإعادة تحويل الغاز المسال إلى غاز بخار حتى تتمكن من استقبال بشحنات الغاز المسال التي تحلّ محل إمدادات الغاز الذي كانت تستورده عبر خطوط الأنابيب الروسية.
ووقعت شركات الطاقة الألمانية صفقات طويلة الأجل مع مصدري الغاز الطبيعي المسال في قطر وأميركا خلال العام الماضي.
وبعد مرور عام من غزو روسيا لأوكرانيا بات واضحاً أن أوروبا لن تثق بشركة غاز بروم الروسية كمورد موثوق للغاز في المستقبل.
وتمتلك ألمانيا بالفعل محطتي استيراد عائمتين، في حين أن محطة الغاز الطبيعي المسال الثالثة في برونسبوتل دخلت مرحلة التشغيل.
في هذا الشأن، قال رئيس مجلس الإدارة وكبير المحللين في شركة "وود ماكينزي"، سايمون فلاورز، الأسبوع الماضي: "لن يتم اعتبار إمدادات الطاقة من المسلمات بعد غزو أوكرانيا". و"لا يمكن لأي بلد أن يسمح لنفسه مرة أخرى بأن يعتمد على الطاقة المستوردة من مورد واحد فقط، في إشارة إلى روسيا.
وأضاف فلاورز أن أمن الطاقة سيتعلق في المستقبل بتنوع أنواع الوقود والمصادر وأولوية الموارد المحلية.