انخفاض أسعار النفط رغم مخاوف الصراع في الشرق الأوسط

01 أكتوبر 2024
أسواق النفط تحت ضغط نمو الطلب الأضعف من المتوقع/ شاندونغ الصينية 6 ديسمبر 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انخفاض أسعار النفط وتأثيرات الطلب العالمي: تراجعت أسعار خام برنت بأكثر من 2% إلى حوالي 70 دولارًا للبرميل بسبب ضعف نمو الطلب العالمي، خاصة في الصين.
- تأثير التوترات في الشرق الأوسط على سوق النفط: التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط زادت من احتمالات تعطيل صادرات النفط، لكن السوق أكثر قلقًا بشأن ضعف الطلب.
- استئناف إنتاج النفط في ليبيا: تستعد ليبيا لاستئناف إنتاج النفط بعد تعيين محافظ جديد للمصرف المركزي، مما سيعيد الإنتاج إلى مستوياته الطبيعية.

انخفضت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، مع احتمال زيادة المعروض في السوق وسط نمو ضعيف للطلب العالمي مما عوض المخاوف من أن الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط قد يعطل الصادرات في منطقة الإنتاج الرئيسية. وانخفضت أسعار خام برنت بأكثر من 2% إلى حوالي 70 دولارا. وذلك بعد أن زادت العقود الآجلة لخام برنت للتسليم في ديسمبر/ كانون الأول 13 سنتا أو 0.18% إلى 71.83 دولارا للبرميل في التعاملات المبكرة عند الساعة 00.50 بتوقيت غرينتش. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي للتسليم في نوفمبر /تشرين الثاني 11 سنتا أو 0.16% إلى 68.28 دولارا للبرميل.

وكانت أسواق النفط تحت ضغط نمو الطلب الأضعف من المتوقع هذا العام، وخاصة في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم. وتعززت مخاوف الطلب أمس الاثنين، بعد أن أظهرت البيانات انكماش نشاط التصنيع في ثاني أكبر اقتصاد في العالم للشهر الخامس في سبتمبر/ أيلول.

واختتمت العقود الآجلة لخام برنت سبتمبر أمس على انخفاض 9%، وهو تراجع للشهر الثالث وأكبر انخفاض شهري منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2022. وهوت 17% في الربع الثالث في أكبر خسارة فصلية لها في عام. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط 7% الشهر الماضي وهوى 16% في الربع الثالث.

وعلى الرغم من مخاوف الطلب، فإن التوتر المتصاعد من جراء الحرب الإسرائيلية على لبنان وتصاعد الصراع مع حزب الله، زاد احتمالات جر إيران بشكل مباشر إلى الصراع وربما تعطيل صادرات النفط من المنطقة. وإيران منتج رئيسي للنفط وعضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء، إنه بدأ مداهمات محدودة ومستهدفة لأهداف تابعة لحزب الله في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان.

 من جانبه، عبر توربيورن تورنكفيست رئيس مجلس إدارة شركة جونفور عن ثقته في أن الصراع بالشرق الأوسط لن يؤثر على إمدادات النفط، وأضاف أن الأسعار الحالية أظهرت أن السوق أكثر قلقا بشأن ضعف الطلب. وقال تورنكفيست عندما سئل عن التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط: "أنا واثق جدا من أن هذا لن يكون له أي تأثير على الإطلاق على إمدادات النفط".

وأوضح في منتدى أسواق الطاقة في الخليج في الفجيرة: "لدينا وضع في البحر الأحمر واليمن، ولكن بشكل عام هو ليس أكثر من إزعاج، ولكن ليس مخيفا بأي شكل من الأشكال". وأوضح تورنكفيست أن سوق النفط لديها ما يكفي من الطاقة الاحتياطية وأن توقعات الطلب تبدو ضعيفة، مما يقلل التقلبات. وأضاف: "الأمور ستعود إلى طبيعتها". 

وتوقع استطلاع أجرته وكالة رويترز أمس، أن تنخفض مخزونات النفط الخام والوقود الأميركية الأسبوع الماضي بنحو 2.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 27 سبتمبر/أيلول. 

ومن المقرر أن ترفع أوبك+، التي تضم أعضاء أوبك وحلفاء مثل روسيا، الإنتاج 180 ألف برميل يوميا في ديسمبر /كانون الأول. وتقرير عن احتمال أن تتخلى السعودية عن سعر النفط المستهدف عند 100 دولار للبرميل. إضافة إلى أنباء عن احتمال استئناف ضخ نصف مليون برميل من صادرات النفط الخام الليبية مع حل أزمة مصرف ليبيا المركزي.

ليبيا تستعد لاستئناف ضخ النفط

في السياق، قال مهندسان في حقلين للنفط لوكالة رويترز اليوم الثلاثاء، إن ليبيا تستعد لاستئناف إنتاج الخام المتوقف منذ أواخر أغسطس/ آب بعد التوصل إلى اتفاق لتعيين محافظ جديد للمصرف المركزي. وقال مهندس من حقل جالو 59 النفطي: "نحن الآن في انتظار الأوامر من المؤسسة (المؤسسة الوطنية للنفط) لإعادة الإنتاج بمستوياته الطبيعية". وأوضح مهندس بحقل الفيل أنهم استغلوا فترة الإغلاق لإجراء صيانة.

ونشبت الأزمة عندما اتخذ محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي قرارا باستبدال محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، مما دفع الحكومة الموازية بشرق البلاد إلى إصدار أمر بوقف تدفق الخام من الحقول احتجاجا على القرار.

ووافق مجلس النواب ومقره بنغازي والمجلس الأعلى للدولة ومقره طرابلس أمس الاثنين على تعيين ناجي محمد عيسى بلقاسم محافظا جديدا لمصرف ليبيا المركزي ومرعي مفتاح رحيل البرعصي نائبا له. وأدى بلقاسم والبرعصي اليمين أمام مجلس النواب اليوم الثلاثاء خلال جلسة بثها التلفزيون.

وتقع جميع حقول النفط الليبية تقريبا في منطقة الشرق الخاضعة لسيطرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وقالت المؤسسة الوطنية للنفط يوم 28 أغسطس/ آب إن إنتاج الخام تراجع بأكثر من نصف مستوياته المعتادة. ولم تعلن أي بيانات جديدة منذ ذلك الحين. 

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون