أرجأ قاضي التحقيق الأول في بيروت بالإنابة شربل أبو سمرا جلسة الاستماع إلى شقيق حاكم مصرف لبنان، رجا سلامة، ومساعدة الحاكم ماريان الحويك، التي كانت مقرّرة اليوم الثلاثاء، إلى الأربعاء 2 أغسطس/آب المقبل، بعد تعذّر استجوابهما نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن قصر العدل.
واستمع القاضي أبو سمرا إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الأسبوع الماضي في جلستين متتاليتين، بينما حدّد جلسة لاستجواب شقيقه رجا ومساعدته ماريان الحويك اليوم، وذلك في ملف الادعاء اللبناني، بجرائم الرشوة والتزوير واستعمال المزوّر وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتهرّب الضريبي.
وتقدّمت الدولة اللبنانية، بادعاء شخصي بحق كل من سلامة وشقيقه رجا، ومساعدته ماريان الحويك، وكلّ من يظهره التحقيق، وذلك تبعاً لادعاء النيابة العامة الاستئنافية في بيروت بموجب ورقة الطلب المقدّمة إلى القاضي شربل أبو سمرا، بالجرائم المذكورة أعلاه.
وطلبت الدولة اللبنانية ممثلة برئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر في وقتٍ سابقٍ إلقاء الحجز الاحتياطي على ممتلكات سلامة وشقيقه ومساعدته، ووافقت دائرة التنفيذ على طلبها، كما طلبت في مارس/آذار الماضي، توقيفهم جميعاً ومصادرة أملاكهم.
وكمثل سائر مؤسسات الدولة والإدارات العامة، يعاني قصر العدل في بيروت من غياب ادنى مقومات العمل ومشاكل من شتّى الأنواع، سواء انقطاع التيار الكهربائي، وانقطاع المياه، وغيرها من المشاكل التي تعيق وتعرقل سير المعاملات الإدارية والمحاكمات وعمل القضاة والمحامين والموظفين.
وتعكس قصور العدل اللبناني صورة البلاد وإداراتها التي تغيب عنها أبسط الخدمات الأساسية، وأدنى مستلزمات العمل، وقد تفاقمت المشاكل بفعل الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد أواخر عام 2019 من دون قيام السلطات الرسمية بأي تدخل للحدّ من الانهيار والقيام بالإصلاحات اللازمة المطلوبة للنهوض بالبلد اقتصادياً.
وفي السياق، يعاني لبنان من أزمة كهرباء حادة، أدخلت البلاد بعتمة شاملة في فترات كثيرة، قبل أن "تنعم" الدولة على المواطنين بساعات تغذية كهربائية لا تتخطى الأربع ساعات يومياً، الأمر الذي يجبرهم على دفع فواتير باهظة لأصحاب المولدات الخاصة الذين يستغلون الوضع الراهن، لفرض تعرفات بالدولار وبأسعار تفوق قدرة المواطن على التحمّل، علماً أن وزارة الطاقة رفعت تعرفة "كهرباء الدولة" اضعافاً أيضاً بذريعة تطبيق خطة شاملة تزيد من خلالها التغذية الكهربائية لأكثر من 10 ساعات، الوعد الذي لم يترجم ميدانياً حتى اللحظة.