سجلت العملة اليمنية انهياراً جديداً اليوم الاثنين، بعد أن كسر الدولار الأميركي حاجز 900 ريال، وذلك بالتزامن مع ارتفاع حاد في أسعار السلع الغذائية في البلد، الذي يعاني أغلب سكانه من الفقر في ظل الحرب المستمرة منذ نحو سبع سنوات.
وقال مصرفيون في عدن، لـ"العربي الجديد"، إن أسعار الصرف في غالبية المدن، الخاضعة لنفوذ الحكومة المعترف بها دولياً، سجلت 902 ريال أمام الدولار الواحد، وذلك بزيادة 18 ريالاً عما كانت عليه قبل 48 ساعة فقط.
وذكرت المصادر أن أسعار الصرف شهدت قفزة أكبر في محافظة مأرب التي تدور على تخومها معارك عنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين، وذلك بعد تسجيل 907 ريالات أمام الدولار الواحد، و238 أمام الريال السعودي.
وفي صنعاء والمناطق الخاضعة لنفوذ الحوثيين، والتي تعيش أزمة سيولة نقدية حادة، شهدت أسعار الصرف تراجعا محدوداً، وذلك بعد تسجيل 605 ريالات أمام الدولار الواحد، وفقا لمتعاملين.
وكان أكبر انهيار قياسي للريال اليمني قد تم تسجيله منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وذلك بواقع 930 ريالاً أمام الدولار الواحد، لكنه تلقى دفعة معنوية كبيرة بعد تشكيل الحكومة الجديدة وعودتها إلى عدن، حيث استقرت الأسعار عند 650 ريالاً للدولار الواحد.
وعجزت الحكومة الجديدة عن المحافظة على المكاسب التي تحققت، حيث عاود الريال الانهيار تدريجياً، وسط عجز البنك المركزي عن كبح التهاوي الجديد، وهو ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع.
وقال سكان في مدينة تعز، لـ"العربي الجديد"، إن عبوة 10 كيلوغرامات من مادة الأرز ارتفعت إلى 10 آلاف ريال (11.1 دولارا)، فضلا عن ارتفاع سابق جراء الانقسام النقدي بين مناطق الحكومة المعترف بها ومناطق الحوثيين، حيث تمنع السلطات الحوثية تداول الطبعة الجديدة من النقود التي طبعها البنك المركزي في عدن.
واتهم مواطنون الحكومة اليمنية بمضاعفة المعاناة الإنسانية، وذلك بعد إقرارها زيادة جديدة في أسعار مواد البنزين والديزل والغاز المنزلي بواقع 30%، وهو ما انعكس على الاحتياجات الأساسية، وارتفاع أجور النقل وتكاليف خدمة الكهرباء من القطاع الخاص.
وأشاروا إلى أن الشركات الكهربائية قامت برفع سعر الكيلوواط الواحد من خدماتها إلى 370 ريالاً، بزيادة 80 ريالاً عما كان معمولا به قبل شهر، كما ارتفعت أسعار صهاريج المياه الجوفية سعة 3 آلاف ليتر إلى 9 آلاف ريال (10 دولارات).