ينعقد مؤتمر لوغانو في سويسرا يومي الإثنين والثلاثاء، في محاولة لرسم معالم إعادة البناء في أوكرانيا مستقبلاً.
ووصل رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال ورئيس البرلمان رسلان ستيفانشوك إلى لوغانو الأحد، على أن يلتقيا خصوصاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين لإرساء أسس "خطة مارشال" لأوكرانيا مع أن نهاية الحرب غير مرتقبة سريعا والتقديرات تراوح بين عشرات ومئات مليارات الدولار.
وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، بتقديم مساعدة دولية إلى بلاده، لإعادة إعمارها بعد الدمار الهائل الذي لحق بها إثر الحرب الروسية عليها، مضيفاً، في كلمة متلفزة: "من الضروري ليس فقط إصلاح كل ما دُمِّر، ولكن أيضاً خلق أساس جديد لحياتنا: حياة آمنة وحديثة ومريحة وخالية من العوائق".
وكان المؤتمر مقررا قبل الغزو الروسي لأوكرانيا بكثير وكان سيناقش أساسا الإصلاحات في هذا البلد ولا سيما مكافحة الفساد المستشري، لكن أعيد تركيزه على الإعمار.
خريطة طريق
واجتماع لوغانو ليس مؤتمر مانحين بل سيسعى إلى وضع المبادئ والأولويات لعملية إعادة البناء.
وطرحت مسألة جدوى مناقشة إعادة البناء في غياب أفق نهاية للحرب فيما التقديرات تراوح بين عشرات ومئات المليارات من الدولار.
ورأى روبير مارديني المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر في مقابلة مع محطة "أر تي أس" التلفزيونية السويسرية، أن عملية إعادة البناء بحد ذاتها يجب أن تنتظر نهاية القتال لكن من الحيوي توفير "أفق إيجابي للمدنيين".
وقدرت كلية الاقتصاد في كييف " Kyiv School of Economics " الأضرار اللاحقة حتى الآن بالأبنية والبنى التحتية بحوالى 104 مليارات دولار. وخسر الاقتصاد الأوكراني حوالى 600 مليار دولار وفق بعض التقديرات.
وقدّر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في مايو/أيار الماضي، كلفة إعادة الإعمار لدمار الحرب في أوكرانيا، بنحو 1.1 تريليون دولار.
وقالت اللجنة الأولمبية الدولية، من جهتها، إنها ستزيد مساعداتها المالية المباشرة للرياضيين الأوكرانيين ثلاث مرات لكي يتمكنوا من أن "يرفعوا عاليا" علم بلادهم خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس في 2024 والشتوية في 2026، بحسب ما أعلنه رئيسها توماس باخ.
وقال باخ خلال زيارة لكييف واقفا إلى جانب الرئيس فولوديمير زيلينسكي: "الوقت لم يحن" لتغيير موقف اللجنة الأولمبية الدولية، التي أوصت باستبعاد الرياضيين الروس والبيلاروس من كل المناسبات الرياضية الدولية.
مقترح بـ100 مليار يورو
ورأى سيمون بيدو السفير السويسري المكلف تنظيم المؤتمر أنه من المبكر محاولة تقدير كل الحاجات، مشددا على أن اجتماعات لوغانو ستوفر "بوصلة" للعمل المستقبلي.
وأوضح "أظن ان الجهد سيستمر لسنوات بل لعقود".
ويتوقع ان يقترح بنك الاستثمار الأوروبي إنشاء صندوق جديد لأوكرانيا قد تصل قيمته إلى مئة مليار يورو وفق وثيقة نشرتها وكالة "رويترز".
وسيسعى صندوق (جيت واي تراست) بين الاتحاد وأوكرانيا إلى جمع 20 مليار يورو بشكل مبدئي من دول الاتحاد الأوروبي ومن موازنة الاتحاد، في صورة منح وقروض وضمانات.
وأظهرت الوثيقة أن الضمانات بشكل خاص سيكون لها تأثير مضاعف، حيث ستقود مشاريع في البنية التحتية تقدر بنحو 100 مليار يورو، تعادل نحو نصف احتياجات أوكرانيا الأكثر إلحاحا.
ويقترح البنك صندوقا يعمل بالآلية ذاتها التي تم العمل بها خلال جائحة كورونا، لضمان التمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة.
وقد يسهم الصندوق الخاص بأوكرانيا في إعادة بناء الجسور وترميم خدمات المياه والصرف، خاصة في المدن التي ارتفع عدد سكانها بسبب النزوح من مناطق أخرى داخل أوكرانيا بعد بدء الغزو الروسي للبلاد في 24 فبراير/ شباط.
ومن الممكن أيضا أن تركز المشروعات على تسهيل الصادرات الأوكرانية أو إعادة تأهيل البنية التحتية الرقمية أو تلك الخاصة بالطاقة.
ويهدف التمويل إلى تشجيع الأعمال الخاصة، التي ستعتبر على الأرجح تمويل الاستثمارات في أوكرانيا أمرا محفوفا بالمخاطر.
ويعني استخدام آلية تم استخدامها من قبل أنه من الممكن وضعها موضع التنفيذ بصورة أسرع، وبالتالي فقد تتم الموافقة على الاستثمارات الأولية بحلول نهاية العام. ومن شأن هذا أن يتيح لآخرين تقديم مساهمات، كما يمكن توسيع نطاقها بسهولة.
ويتعين أن تعطي المفوضية الأوروبية موافقتها أولا، على أن يوافق أغلبية أعضاء الاتحاد على الخطة بعد ذلك. وستقرر دول الاتحاد الأوروبي لاحقا ما إذا كانت ستساهم في الصندوق.
دعم بريطاني
كما ستدعم المملكة المتحدة أحد أكبر حلفاء أوكرانيا، خصوصا إعادة بناء مدينة كييف ومنطقتها بطلب من الرئيس زيلينسكي على ما قالت وزارة الخارجية البريطانية الأحد.
وستعرض وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الإثنين، في لوغانو خطة بريطانية واسعة لإعادة البناء في أوكرانيا.
وقالت الوزيرة قبل المؤتمر، إن "إنعاش أوكرانيا بعد حرب العدوان الروسية سيشكل رمزا لتفوق الديمقراطية على التسلط. وسيظهر ذلك لبوتين أن محاولته تدمير أوكرانيا جعلت منها أمة أرقى وأكثر ازدهارا ووحدة".
وتنوي لندن كذلك العمل مع كييف وحلفائها لاستضافة مؤتمر يتمحور على إنعاش أوكرانيا في 2023 وستقيم مكتبا في العاصمة البريطانية لمساعدة جهود الإعمار وتنسيقها.