قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، إن بلاده سوف تتجاوز العقوبات الغربية التي وصفها بأنها "طائشة ومجنونة".
استهل بوتين خطابه في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي بإدانة مطولة للدول التي أكد أنها ترغب في إضعاف روسيا، بما فيها الولايات المتحدة.
وأضاف أن الولايات المتحدة "أعلنت النصر في الحرب الباردة، وفي وقت لاحق جاءوا ليعتقدوا أنهم رسل الله إلى كوكب الأرض".
وفي أعقاب إرسالها قوات إلى أوكرانيا في فبراير/ شباط، واجهت روسيا مجموعة واسعة من العقوبات، وعلقت مئات الشركات الأجنبية عملياتها في روسيا أو انسحبت من البلاد بالكامل.
وقال بوتين "إنها (العقوبات) لم تفلح، الشركات الروسية والسلطات الحكومية تعمل بطريقة هادئة ومهنية".
وأضاف الرئيس الروسي "نحن نعمل على تطبيع الوضع الاقتصادي. حققنا الاستقرار في الأسواق المالية والنظام المصرفي والنظام التجاري". كما أشار إلى أن معدل التضخم المتوقع في روسيا تراجع بشكل طفيف، لكن التوقعات الحالية البالغة 16.7 في المائة سنويا ما زالت مرتفعة للغاية.
بوتين: حرب أوكرانيا ليست سبب التضخم
وأكد الرئيس الروسي أن الهجوم الذي تشنّه بلاده في أوكرانيا "ليس له أي علاقة بالصعوبات الاقتصادية العالمية"، ولا سيما تضخم أسعار الطاقة، محملاً مسؤوليتها للغرب و"سياسته الاقتصادية الخاطئة". وقال: "نسمع جميعاً عن "تضخم بوتين" المزعوم... خطواتنا لتحرير دونباس لا علاقة لها بذلك"، بحسب تعبيره.
وتابع الرئيس الروسي منتقداً "الأخطاء المنهجية للإدارة الأميركية والبيروقراطية الأوروبية... عمليتنا تمثل لهم طوق نجاة لتعليق كل شيء على ظهورنا"، كما وجه سهام انتقاده "للسياسة الاقتصادية الخاطئة" التي تتبعها الدول الغربية.
وأضاف: "لقد طبعوا ووزعوا النقود واشتروا كل البضائع من أسواق الدول الأخرى باستعمال تلك الأموال".
تواجه الولايات المتحدة والدول الأوروبية تضخماً متسارعاً وصل إلى 11 بالمئة في المملكة المتحدة، وهو مدفوع خصوصاً بارتفاع أسعار الوقود. وروسيا ليست استثناء، إذ سجلت زيادة في الأسعار بنسبة 16,7 بالمئة خلال عام واحد.
استمرت أسعار الغاز في الارتفاع الجمعة مدفوعة بمواصلة شركة غازبروم الروسية العملاقة خفض إمداداتها إلى أوروبا في سياق الهجوم الروسي على أوكرانيا والعقوبات الغربية ضد موسكو.
كما أكد الرئيس الروسي مجددًا أن بلاده لم تمنع أوكرانيا من تصدير حبوبها إلى الخارج، معتبراً أن كييف لديها خيارات عديدة و"لسنا نحن من قام بتلغيم موانئ البحر الأسود".
وزرعت أوكرانيا ألغاماً قبالة سواحلها لحماية نفسها من إنزال عسكري من قبل روسيا التي هاجمتها في 24 فبراير/شباط.
وأكد الرئيس الروسي أن شركات أخرى ستحل محل الشركات التي تنسحب من روسيا.
وانسحبت مئات الشركات الغربية من روسيا في الأشهر الأربعة الماضية، من بينها شركات نفط وطاقة كبيرة.
وتكبدت شركات مثل ماكدونالدز ورينو وإنيل خسائر بلغت مئات الملايين من الدولارات بعد بيعها أصولاً بأسعار مخفضة.
في شأن آخر، قال بوتين أمام المنتدى إن علاقات روسيا القوية مع الصين لا ترتبط بالأحداث الجيوسياسية.
وأضاف بوتين، الذي أدلى بتصريحاته بعد قليل من إلقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ خطاباً مسجلاً بالفيديو أمام المنتدى، إن تعاون روسيا مع بكين تحركه إمكانيات الصين لا "الأحداث الجيوسياسية الأخيرة".
(العربي الجديد، وكالات)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
