توقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء، أن يصل سعر برميل النفط إلى 100 دولار، مؤكداً استعداد روسيا لتصدير كميات أكبر من الغاز الطبيعي بعدما اتهمتها أوروبا بتقليص الإمدادات ورفع الأسعار إلى مستويات قياسية.
وقال بوتين خلال منتدى للطاقة في موسكو الأربعاء: "هذا (سعر 100 دولار للبرميل) ممكن الوصول إليه... نحن وشركاؤنا في أوبك+ نبذل ما في وسعنا لتحقيق الاستقرار في الأسواق"، مضيفاً: "لن نسمح بتذبذبات حادة في الأسعار، هذا ليس في مصلحتنا... لا نحاول تقييد الإنتاج لتصعد الأسعار لعنان السماء... نحن ندعم تحركات سلسة ومتوازنة (في إنتاج النفط)"، حسبما نقلت عنه "رويترز".
وقاومت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وحلفاء آخرون، وهي المجموعة المعروفة باسم (أوبك+)، دعوات لزيادة الإنتاج بوتيرة أسرع وتمسكت بخطتها السابقة لزيادة الإنتاج 400 ألف برميل يومياً اعتباراً من أول نوفمبر تشرين الثاني.
ودفع ذلك أسعار الخام إلى الارتفاع لأعلى مستوياتها في ثلاث سنوات مما زاد من الضغوط التضخمية في العالم.
وخفضت أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2021 وتتوقع الآن أن يزيد 5.82 ملايين برميل يوميا وقالت الأربعاء إن تعديلها لتوقعاتها بالخفض يرجع بالأساس إلى بيانات التسعة أشهر الأولى من العام.
وقالت مصادر مقربة من أوبك+ لرويترز في وقت سابق إن تمسك المجموعة بخطتها الأصلية يرجع جزئيا إلى مخاوف من تراجع الطلب والأسعار.
وعلى الرغم من دعوات من كبار المستهلكين، مثل الولايات المتحدة والهند، لزيادة الإنتاج قال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي وكبير مفاوضي روسيا لدى "أوبك+" يوم الأربعاء إن المجموعة متمسكة بخططها المعلنة.
وقال نوفاك ردا على سؤال عما إذا كان من المخطط ضخ مزيد من النفط لتهدئة الأسعار "نعمل وفق جدول متفق عليه. الاتفاق كان على إضافة 400 ألف برميل يوميا".
زيادة إمدادات الغاز لأوروبا
وأشار بوتين خلال منتدى للطاقة في موسكو إلى أن روسيا على استعداد للإيفاء بأي طلبات جديدة من المشترين للحصول على كميات أكبر.
وقال بوتين: "إذا طلبوا منا بزيادة (الصادرات)، فنحن على استعداد للقيام بذلك"، مؤكداً أن روسيا ستزيد الإمدادات "بالقدر الذي يطلبه شركاؤنا"، فيما تواجه أوروبا أزمة غاز قبيل فصل الشتاء، مع ارتفاع الأسعار ونضوب الاحتياطيات بسبب برودة الشتاء الماضي، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
ويرتفع الطلب مع انتعاش الاقتصادات بعد انتهاء عمليات الإغلاق جرّاء وباء كوفيد-19 في ظل انخفاض في الإمدادات من مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح.
ويتّهم البعض في أوروبا روسيا بالتسبب في ارتفاع أسعار الغاز قائلين إن موسكو تتعمّد عدم زيادة الإمدادات للضغط على دول القارة، بهدف دفع حكوماتها لإبرام عقود طويلة الأجل والمصادقة على مشروع خط أنابيب "نورد ستريم2" المثير للجدل.
ولفت بوتين إلى وجود "عيوب بنيوية" في سوق الطاقة الأوروبية ونفى الاتهامات قائلاً "يحاول البعض تحميل الآخرين أخطاءهم".
وشدد المسؤولون الروس مراراً في الأسابيع الأخيرة على أن المنتجين يحترمون التزاماتهم المنصوص عليها في عقود أبرمتها روسيا مع مشترين أوروبيين.
وتتجنب موسكو زيادة الإمدادات المتاحة في الأسواق الفورية قصيرة الأجل، وهو ما يفضله الاتحاد الأوروبي، بحجة أن ذلك يفيد التنافسية.
واعتبر وزير الطاقة الروسي في وقت سابق الأربعاء أن ثمة حاجة إلى عقود جديدة لزيادة الشحنات إلى أوروبا.
وقال نيكولاي شولغينوف "إذا كانت هناك طلبات، فسيكون ذلك فقط من خلال تأسيس التزامات تعاقدية جديدة"، واصفاً روسيا بأنها "مورّد موثوق".
وشدد بوتين الأربعاء على أنه "من المهم للغاية.. اقتراح آلية بعيدة الأمد لإعادة الاستقرار لسوق الطاقة" في ظل ما وصفه بأنه "وضع صعب".