بوتين يقترح على قادة بريكس إنشاء بورصة للحبوب

23 أكتوبر 2024
الرئيسان شي وبوتين يتقدمان وفود قمة بريكس، كازان 23 أكتوبر 2024(اليكسي نيكولاس/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة بريكس إنشاء بورصة حبوب لتعزيز السيطرة على أسعار الحبوب العالمية، مستهدفًا حماية التجارة بين دول بريكس من تقلبات الأسعار المفرطة.
- تهدف المبادرة إلى إنشاء منصة تداول للحبوب ووكالة تسعير، مع خطط لتوسيعها لتشمل سلعًا أخرى مثل النفط والغاز والذهب، مما يعزز سيادة اقتصادات بريكس ضد الأسواق العالمية المهيمنة.
- رغم الطموح، يشكك الخبراء في قدرة بريكس على التحكم في أسعار السلع الأساسية، نظرًا لهيمنة البورصات القائمة، مما يشكل تحديات أمام المبادرات الجديدة.

اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قمة بريكس المنعقدة حالياً في عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، كازان، إنشاء بورصة للحبوب. وتهدف هذه المبادرة إلى إنشاء منصة تداول مخصصة للسلع الزراعية، مع التركيز على الحبوب، وفق تقرير رويترز اليوم الأربعاء. ووفق التقرير، قال بوتين للزعماء في القمة إن "دول البريكس من بين أكبر منتجي الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية في العالم. وفي هذا الصدد، اقترحنا فتح بورصة حبوب بريكس".

وباعتبار روسيا أكبر مصدّر للقمح في العالم، تسعى موسكو إلى تعزيز سيطرتها على أسعار الحبوب العالمية من خلال هذا التبادل. وأخبر بوتين زعماء دول البريكس في القمة التي عقدت أن مثل هذا التبادل سيساعد في حماية التجارة بين دول بريكس وكذلك الدول الأخرى في الجنوب العالمي من التقلبات المفرطة في الأسعار.

ويتضمن الاقتراح، إنشاء منصة لتجارة الحبوب في إطار بورصة الحبوب المقترحة لمجموعة بريكس. ومن شأن هذه المنصة أن تسهل تجارة السلع عبر الحدود بكفاءة وشفافية بين الدول الأعضاء. وإلى جانب منصة التداول، هناك أيضًا توصية بإنشاء وكالة تسعير للحبوب لدول بريكس. وستكون هذه الوكالة مسؤولة عن تطوير منهجيات التسعير وتوفير تحليلات السوق التي يمكن أن تكون بمثابة بديل لآليات التسعير الغربية الحالية. وعلى الرغم من التركيز في البداية على الحبوب، هناك خطط لتوسيع آليات التداول هذه لتشمل سلعًا أخرى مثل النفط والغاز الطبيعي والذهب في التكرارات المستقبلية لهذا التبادل.
ويقول تقرير، إن الهدف الشامل وراء هذه المبادرات هو ضمان آليات تسعير مستقلة تعزز سيادة اقتصادات دول بريكس ضد التقلبات في الأسواق العالمية التي تهيمن عليها البورصات الغربية. بالنظر إلى أن الصين والهند من بين أكبر منتجي القمح والأرز على مستوى العالم، تبرز مصر كمستورد رئيسي، فإن هذا التبادل يمكن أن يؤثر بشكل كبير على ديناميكيات السوق داخل هذه البلدان وخارجها.

وعلى الرغم من هذه المقترحات الطموحة، أعرب خبراء عن شكوكهم بشأن قدرة البريكس على التحكم بشكل فعال في أسعار السلع الأساسية على غرار أوبك +. وتهيمن البورصات القائمة بالفعل على التجارة العالمية في هذه السلع، الأمر الذي قد يشكل تحديات أمام أي مبادرات جديدة تطلقها مجموعة البريكس. وخلال هذا الاجتماع المحوري في كازان، يعكس الاقتراح الذي تقدمت به روسيا بشأن إنشاء بورصة الحبوب لمجموعة البريكس نيتها الاستراتيجية لإعادة تشكيل ديناميكيات التجارة الزراعية العالمية، في حين تعمل على تعزيز مكانتها داخل نظام عالمي متعدد الأقطاب على نحو متزايد.
 

تعد قمة بريكس السنوية السادسة عشرة، التي يستضيفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كازان في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر 2024، حدثًا مهمًا يمثل أول تجمع لمجموعة بريكس الموسعة منذ ضم أعضاء جدد من بينهم مصر، إثيوبيا، إيران، والإمارات العربية المتحدة. وتخدم القمة أغراضًا متعددة، بما في ذلك عرض القوة الاقتصادية الجماعية لدول بريكس، والإشارة إلى الغرب بأن روسيا تحتفظ بتحالفات مهمة، على الرغم من التوترات الجيوسياسية المستمرة.

المساهمون