استمع إلى الملخص
- ماركو جورينا يشير إلى أن المتداولين يبيعون أصولهم في أوقات الاقتصاد الغير مستقر لتقليل الخسائر، مع تأثير الظروف الاقتصادية العالمية المتدهورة والقضايا الجيوسياسية على تقلبات السوق.
- السوق المشفرة تواجه تحديات بسبب تحذيرات بشأن قرارات سعر الفائدة والسياسة الاقتصادية العالمية، مع فقدان أكثر من 300 مليار دولار من قيمتها منذ أوائل يونيو، مما يؤثر سلبًا على زخمها الصعودي.
تراجع سعر بيتكوين وأغلب العملات المشفرة خلال تعاملات الثلاثاء، لتسجل كبيرتهن في السعر والقيمة السوقية أدنى مستوياتها في خمسة أسابيع، وسط مخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، وانخفاض السيولة، في فترة تتميز عادة بتباطؤ النشاط في أغلب البورصات، وبالتزامن مع بدء موسم الصيف والعطلات.
وانخفض سعر بيتكوين الثلاثاء بنسبة 3%، وصولاً إلى 64,680 دولارًا للوحدة الواحدة، وفقًا لبيانات منصة Coin Metrics، وانخفض إلى أقل من 65 ألف دولار للمرة الأولى منذ 16 مايو/أيار. وفي وقت سابق من اليوم، لامس سعر بيتكوين مستوى منخفضاً بلغ 64347.91 دولارًا. وتراجعت أيضاً عملة إيثر بنسبة 4%، حيث جرى تداولها عند 3401.37 دولار، كما منيت العملات المشفرة الأخرى بخسائر أكبر، حيث انخفضت عملة ريبل بنسبة 6%، وتراجعت سولانا بنسبة 7%، بينما وصلت الخسارة في دوجكوين إلى نسبة 11% اليوم فقط.
وقال ماركو جورينا، الرئيس التنفيذي لمنصة تداول العملات المشفرة Jumper.Exchange اللامركزية، التي تتيح للمستخدمين تبادل العملات المشفرة وجسرها عبر شبكات بلوكتشين: "في كثير من الأحيان، عندما لا يعجب المتداولون بكيفية أداء الاقتصاد أو الأسواق، فإنهم إما يبيعون بسعر مخفض لتقليل خسائرهم أو يخرجون من المراكز الأكثر خطورة بينما ينتظرون زوال حالة عدم اليقين".
وأضاف جورينا في لقاء مع شبكة "سي أن بي سي" الاقتصادية: "اليوم، من المحتمل أن نشهد حدوث أحد هذين السيناريوهين أو كليهما، فالظروف الاقتصادية في جميع أنحاء العالم تضعف، والقضايا الجيوسياسية بعيدة عن الحل، والأسواق أضعف خلال أشهر الصيف. وبسبب هذه العاصفة الكاملة، فمن المرجح أن تكون التحركات مكافئة في اتجاه أو آخر، على الأقل خلال الأشهر القليلة المقبلة، في حين أن العديد من الناس بعيدون عن مكاتبهم في أيام العطلات، ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية".
وتصارعت بيتكوين مع عتبة 70 ألف دولار، منذ أن وصلت إلى مستواها القياسي في 14 مارس/آذار، والبالغ 73797.68 دولارًا. واختبر هذا المستوى آخر مرة في بداية يونيو/حزيران، إلا أن المحصلة حتى الآن كانت انخفاضاً بنسبة 4% خلال الشهر و9% خلال الربع. ووفقًا لشركة الأبحاث وتحليل البيانات CryptoQuant، قد يكون الجانب السلبي لعملة بيتكوين محدودًا، ولكن هناك القليل من الأدلة على الزخم الصعودي في الوقت الحالي، حيث تشير بيانات الشركة إلى أن المتداولين قاموا بتخفيض مراكزهم مع تجاوز بيتكوين مستوى 70 ألف دولار في أواخر شهر مايو/أيار، ولم تشهد الأسواق ما ينبئ عن عودتهم للشراء بعد ذلك.
وتراجعت أسعار العملات المشفرة بشكل حاد منذ أوائل يونيو/حزيران، ما أدى إلى محو 300 مليار دولار من سوق العملات المشفرة المجمعة، التي كانت تقترب من لحظة تاريخية، تتجاوز فيها مستوى 4 تريليونات دولار، للمرة الأولى في تاريخها. وانهار سعر بيتكوين مرة أخرى من أكثر من 70 ألف دولار في وقت سابق من هذا الشهر، حيث تدافع المتداولون لتخفيض انكشافهم عليها بعد تحذير خطير بشأن قرار سعر الفائدة الذي يحدده بنك الاحتياط الفيدرالي من قبل وزيرة الخزانة جانيت يلين.
وبينما يراهن البعض في الوقت الحالي على خروج اقتصاد الصين، ثاني أكبر اقتصادات العالم، من أزمته في وقت قريب، حذر المحللون في "بلاك روك"، أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، من تكشف سيناريو "غير مسبوق"، قد يؤثر في سعر بيتكوين وسوق العملات المشفرة برمتها. وكتب محللو الشركة في مذكرة اطلع عليها "العربي الجديد": "نرى البنوك المركزية مضطرة إلى إبقاء أسعار الفائدة أعلى مما كانت عليه قبل الوباء لمعالجة الضغوط التضخمية المستمرة".
وأضافت الشركة التي كان لها الدور الأبرز في إقناع الجهات التنظيمية بالسماح بتداول صناديق متخصصة في بيتكوين في البورصات الأميركية مطلع العام الحالي: "يتميز النظام الكلي الجديد بارتفاع معدلات التضخم، وارتفاع معدلات الفائدة، وانخفاض النمو بسبب قيود العرض. ونحن نرى هذا المزيج غير المسبوق من الاقتصاد الكلي مستمرًّا. وتؤدي شيخوخة السكان، وتجديد سلاسل التوريد العالمية، والتحول منخفض الكربون إلى تقييد الإنتاج ودفع رأس المال الاستثماري بعيدًا، بينما تحاول الاقتصادات التكيف".
والأسبوع الماضي، ترك بنك الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير، وأشار إلى أنه سيجري تخفيضًا واحدًا فقط في عام 2024، على أن يشهد العام القادم مزيدًا من الخفض. وفي بداية عام 2024، كانت السوق تترقب ما يصل إلى سبعة تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام. وترفع الفائدة المرتفعة على الدولار من كلفة اقتناء العملات المشفرة، بما فيها بيتكوين.
وتعرض بنك الاحتياط الفيدرالي لضغوط لخفض أسعار الفائدة، بعد رفعها إلى مستوى قياسي في أعقاب الإنفاق التحفيزي الضخم وقت الجائحة، وبالتزامن مع التوسع في طباعة الأموال التي أدت إلى خروج التضخم عن نطاق السيطرة. والأسبوع الماضي، حثّ ثلاثة مشرعين ديمقراطيين، بقيادة السيناتور صاحبة النفوذ من ولاية ماساتشوستس إليزابيث وارن، بنك الاحتياط الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة، والتخلي عن مستوى التضخم المستهدف، والمقدر باثنين بالمائة.
وكتب أعضاء مجلس الشيوخ في رسالة إلى رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي جيروم باول: "نكتب اليوم لحث مجلس الاحتياط الفيدرالي على خفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية من أعلى مستوياته في عقدين من الزمن عند 5.5%. هذه الفترات الممتدة من أسعار الفائدة المرتفعة تؤدي بالفعل إلى تباطؤ الاقتصاد، وتفشل في معالجة المحركات الرئيسية المتبقية للتضخم".