واصلت بيتكوين ارتفاعاتها، اليوم الجمعة، متجاوزة سعر 31 ألف دولار للوحدة الواحدة للمرة الأولى منذ يونيو/ حزيران 2022، مستفيدة من تزايد التبني المؤسسي للعملة المشفرة، وطموحات دخول بعض اللاعبين الكبار سوق الصناديق المتخصصة فيها، والتي جرى الإعلان عنها أخيراً.
وارتفعت بيتكوين، اليوم الجمعة، أكثر من 3.5%، مسجلة سعر 31.4 ألف دولار، وفقاً لموقع "كوين ماتريكس" الشهير. وبارتفاعات يوم الجمعة، تكون كبيرة العملات المشفرة من حيث السعر والقيمة السوقية قد ارتفعت بنسبة 17% على أساس أسبوعي.
وقبل يومين، ارتفعت بيتكوين إلى أعلى مستوى لها في أكثر من شهرين، متجاوزة 30600 دولار للوحدة، بعد ارتفاع معنويات المستثمرين بشأن احتمالات إصدار صندوق للعملات المشفرة يمكن التعامل عليه في البورصات "ETF"، في أعقاب محاولات عدة شهدت إصدار العديد من التطبيقات الحديثة، من شركات إدارة الاستثمار، بما في ذلك عملاق الصناعة "بلاك روك"، أكبر مدير أصول في العالم.
وتفاءل المستثمرون بعد تزايد اهتمام بعض أكبر شركات إدارة الأصول في أميركا، ومنها "بلاك روك" التي تدير أصولاً تقترب قيمتها من 10 تريليونات دولار، بالاستثمار في الأصول الرقمية.
وبعد كل الأخبار السيئة التي أحاطت بفضاء التشفير أخيراً، مع استمرار تأثر السوق بفضيحة انهيار منصة "إف تي إكس" والتحقيقات الأخيرة مع مسؤولي منصة "بينانس"، والتداعيات التنظيمية التي واكبت ذلك، بدت العملات المشفرة خلال الربع الثاني من العام وكأنها تحاول أن تنفض عنها كل الغبار، مدعومة بزخم منحها ارتفاعاً تجاوز 80%، مقارنة بمستواها عند بداية العام الحالي.
واستعاد المستثمرون تفاؤلهم اعتباراً من يوم الخميس الماضي، عندما قدمت شركة "بلاك روك" طلباً للسماح لها بتقديم أول صندوق يجري تداوله في سوق بيتكوين الفورية للعملاء في الولايات المتحدة، وهو ما فتح الباب للعديد من المؤسسات الأخرى، بما في ذلك "ويزدوم تري" و"إنفسكو"، و"فالكاير"، وكلها من أكبر شركات إدارة الأصول في العالم، لتقديم طلبات تخص المنتج نفسه، أو تحديث طلبات سابقة تقدموا بها.
وقال رايان راسموسن، المحلل في شركة "بيتوايز أسيت مانجمنت"، في لقاء مع قناة "سي إن بي سي" الاقتصادية، اليوم الجمعة، إنّ "الاهتمام طويل المدى لهذه الشركات المالية العملاقة، والتي تشمل بعضاً من أكثر الأسماء الموثوقة في إدارة الأصول واستثمار التجزئة، عززت المعنويات وثقة المستثمرين، في وقت كان كلاهما منخفضاً نسبياً"، مشيراً إلى أنها علامة على أنّ "الأيام معدودة للاعبين السيئين مثل (بينانس) و(إف تي إكس)، وأن مناخ التعامل في العملات المشفرة آخذ في النضج". وأضاف "هذا حافز قوي لهذه الصناعة، التي ابتليت في أوقات مختلفة بمجموعة من المحتالين".