دشّن سلطان عُمان، هيثم بن طارق، وأمير الكويت، مشعل الأحمد الجابر الصباح، الأربعاء، مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية بولاية الدقم في سلطنة عمان، المشروع المشترك بين أوكيو العمانية ومؤسسة البترول الكويتية.
وبذلك انطلق التشغيل التجاري الرسمي للمصفاة التي تعدّ واحدة من أكبر الاستثمارات الخليجية المشتركة، حسبما صرح الرئيس التنفيذي لشركة البترول الكويتية العالمية، شافي العجمي، مؤكدا أن وحدات مصفاة الدقم العمانية تعمل حاليا بنسبة 100%، وفقا لما أوردته وكالة "رويترز".
وذكر العجمي أن المصفاة صدرت حتى الآن 70 شحنة من المنتجات البترولية لمختلف دول العالم، مشيرا إلى أن الطاقة التكريرية للمصفاة تبلغ 230 ألف برميل يوميا، و"بعد التشغيل التجاري واستيفاء متطلبات المقرضين يمكن رفع هذه الطاقة إلى أكثر من 270 ألف برميل يوميا بدون استثمار جديد وإلى 300 ألف مع وجود استثمار".
ووصف العجمي توقيت افتتاح المشروع الأربعاء بأنه "مناسب" لأن "الأسواق متعطشة والطلب العالمي كبير على المنتجات النفطية"، مضيفا: "هناك طلب عالمي أكبر وهامش لربح التكرير أكبر مقارنة بسنوات سابقة".
ومن جانبه، قال رئيس جهاز الاستثمار العماني، عبدالسلام المرشدي، إن تدشين مصفاة الدقم يأتي "في إطار الإرث المشترك (مع الكويت)، وتعزيزًا لأواصر الصداقة المتجذرة بين الكويت وسلطنة عمان؛ فقد تكاتفت جهود الجانبين للعمل على مشروع المصفاة، وهو أكبر مشروعٍ استثماري بين دولتين خليجيتين في قطاع المصافي والبتروكيماويات، بتكلفة تجاوزت 3.5 مليارات ريال عماني (9 مليارات دولار أميركي)".
وأضاف: "تعد المصفاة أول مصفاة خليجية تعتمد على النفط الخام المستورد في عملياتها، ويُتوقع أن تسهم برفع إجمالي الطاقة التكريرية في سلطنة عمان إلى 500 ألف برميل يوميًا، بزيادة تبلغ 230 ألف برميل يوميًا"، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا).
وأشار رئيس جهاز الاستثمار العماني إلى إتمام مشروع مرافق للمصفاة، يدعم تزويدها بالطاقة والمياه، باستثمار بلغ 196 مليون ريال عماني (509.6 ملايين دولار).
وفي السياق، قال نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي، ووزير النفط ورئيس مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية، عماد العتيقي، إن افتتاح مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية يعكس الدور الريادي الذي تلعبه منطقة الخليج العربي في قيادة صناعة النفط والغاز عالميا و"قصة نجاح" للعمل المشترك بين دولة الكويت وسلطنة عمان، حسبما نقلت "كونا".
فيما لفت نائب الرئيس التنفيذي للتصنيع في شركة البترول الكويتية العالمية، عماد الهدلق، إلى أن "التكنولوجيا المستخدمة في مشروع مصفاة الدقم تعد الأحدث عالميا"، مشيرا إلى أن منتجات المصفاة ذات جودة عالية تتوافق مع المواصفات والمعايير الدولية البيئية، حسبما أوردت الوكالة الكويتية.
وأشار إلى نجاح تشغيل المصفاة الأولي في خفض نسبة انبعاثات الغازات الدفيئة حتى الوصول إلى بنسبة 40% بالتزامن مع إطلاق التشغيل الكامل للمصفاة في وقت قياسي، الأربعاء.
وعزا الهدلق ذلك إلى الدور الذي لعبه فريق "ضمان جاهزية التشغيل" الذي أمن انتقالا سلسا من مرحلة التشييد والبناء إلى مرحلة التشغيل عبر وضع خطط لـ14 مسار عمل، منها: الصيانة والعمليات والتوريد والموارد البشرية والأمن والسلامة.
وتقع مصفاة الدقم في محافظة الوسطى العمانية بمساحة تصل إلى 900 هكتار (ما يعادل أكثر من 2000 فدان)، وتبلغ قيمتها الاستثمارية 9 مليارات دولار أميركي، وتديرها شركة مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية (أوكيو 8)، حسبما أورد الموقع الإلكتروني لشركة "أوكيو" العمانية.
وتُعدّ المصفاة الأولى خليجيا في الاعتماد على النفط الخام المستورد في عملياتها التشغيلية، وتهدف إلى تحفيز مشروعات النفط في منطقة الخليج العربي، وتعزيز المكانة السوقية في قطاع التكرير والبتروكيماويات، إضافة إلى إيجاد فرص الأعمال ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال برنامج القيمة المحلية المضافة، حسبما أوردت منصة "الطاقة".
وتنتج المصفاة منتجات مثل الديزل، الذي يشكل ما بين 50 إلى 60% من منتجاتها، بالإضافة إلى الغاز البترولي المسال والنافثا ووقود الطائرات والفحم البترولي والكبريت.
يذكر أن استراتيجية الكويت النفطية تتضمن تكرير 425 ألف برميل يوميا من النفط الكويتي خارج البلاد بحلول 2025.
وكانت مجموعة أوكيو للطاقة في سلطنة عُمان قد وقعت اتفاقية تطوير مجمع البتروكيماويات في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم مع شركة البترول الكويتية العالمية والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) في ديسمبر/كانون الأول 2022.