تدهور حاد في الأسواق السورية على وقع المعارك.. والأسعار تحلّق

04 ديسمبر 2024
في أحد أسواق دمشق، 24 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت الليرة السورية تدهورًا حادًا مقابل الدولار بعد معارك في الشمال، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بنسبة تجاوزت 15%، بينما يبقى متوسط راتب الموظفين منخفضًا.
- ارتفعت أسعار العملات الأجنبية والمواد الأساسية في خمس محافظات، مع احتكار التجار للقطع الأجنبي. تجاوز سعر صرف الدولار في دمشق 17 ألف ليرة، وارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل ملحوظ.
- ارتفعت أسعار المشتقات النفطية بشكل كبير، مع تردي الخدمات الحكومية مثل الكهرباء والمياه، مما زاد من معاناة السكان في المناطق المتضررة.

بعد أسبوع من المعارك المستمرة في الشمال السوري، تستمر الليرة السورية بالتدهور مقابل الدولار، الأمر الذي يؤثر بالأسعار في الأسواق السورية وخصوصاً السلع الأساسية.

مصادر من محافظات سورية عديدة تقع تحت سيطرة النظام السوري أكدت لـ "العربي الجديد" أن الوضع الاقتصادي في مناطق النظام بدأ بالتدهور بشكل متدرج وسريع منذ اللحظات الأولى لبداية معارك الشمال السوري، لتصل بعد أسبوع من بدايتها إلى درجة لا تُطاق، حيث ارتفعت أسعار السلع في المحافظات بنسبة تجاوزت خمسة عشر بالمئة اليوم الأربعاء، في وقت لا يزال فيه متوسط راتب الموظفين في هذه المناطق لا يتجاوز 300 ألف ليرة سورية.

وفي التفاصيل، فقد رصد "العربي الجديد" في أسواق 5 محافظات سورية (دمشق، درعا، السويداء، اللاذقية وحمص)، ارتفاعاً ملحوظاً في قيمة تصريف العملات الأجنبية، وأسعار جميع المواد الأساسية، ومنها الغذائية، وكذلك التي تتعلق بالحياة اليومية، كالمواد النفطية ووسائل التدفئة. كذلك فإن حركة الصرف في المحافظات المذكورة، بأدنى مستوياتها، مع احتكار كبار التجار للقطع الأجنبي، خوفاً من التصاعد المستمر في الأحداث الحاصلة على الساحة السورية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، ليتجاوز في دمشق حاجز 17 ألف ليرة سورية لكل دولار، فيما يجري احتسابه على البضائع اليوم الأربعاء بقيمة 18 ألف ليرة سورية. أما في السويداء، فتجاوز اليوم عتبة 16500 ليرة سورية، وكذلك في درعا.

ارتفاع الأسعار

أما عن البضائع والسلع، فقد ارتفعت أسعارها في دمشق، وعلى وجه الخصوص المواد الغذائية، بنسبة فاقت 15 بالمئة، ليصل سعر كيلو البرغل إلى 18 ألف ليرة، بعد أن كان قد ارتفع أمس الثلاثاء إلى 17 ألف ليرة، فيما تجاوز سعر كيلو السكر 17 ألف ليرة في أغلب أحياء العاصمة، مع إقبال كبير من المقتدرين على تخزين المواد التموينية. أما الأرز القصير، فقد وصل اليوم إلى 16 ألفاً و700 ليرة سورية، والزيت تجاوز عتبة 31 ألف ليرة. كذلك ارتفعت أسعار الألبان والأجبان بالتوازي مع ذلك ليصل سعر كيلو اللبن الرائب في مدينة دمشق إلى 12 ألف ليرة وسطياً، واللبنة إلى 40 ألف ليرة.

ولا يختلف الوضع كثيراً في محافظة اللاذقية عما هو في دمشق، بخلاف زيادة مقدارها 0.5% في جميع أنواع السلع الأساسية عن دمشق، وهذا الوضع تشابه في باقي المحافظات، مع اختلاف طفيف بينها.

أما بالنسبة إلى المشتقات النفطية، فتحتل السويداء المرتبة الأولى في ارتفاع أسعارها في السوق الموازي عن باقي المحافظات، حيث تجاوز سعر لتر البنزين الحر في بعض بلدات المحافظة وقراها 27 ألف ليرة، فيما تراوح في مدينة السويداء بين 23 ألفاً و26 ألف ليرة سورية. أما المازوت، فقد وصل سعره في قرى الريف الشرقي المعروفة ببرودة أجوائها إلى 24 ألف ليرة سورية، فيما تراوح في المدينة بين 21 ألف ليرة و23 ألفاً. وتخطى سعر كيلو الغاز الحر المعبّأ في الغازات السفرية حاجز 80 ألف ليرة في القرى النائية، وراوح بين 65 ألفاً و70 ألف ليرة سورية في المدن.

من ناحية أخرى، لا تزال الخدمات الحكومية قيد العمل في المحافظات المذكورة مع استمرار تردي الخدمات الرئيسية، كالكهرباء والمياه والهاتف، حيث ازدادت ساعات التقنين، التي بررها النظام بخروج محطة حلب الحرارية عن الخدمة، على الرغم من أنها كانت معطلة قبل المعارك الأخيرة، ولم تكن تغطي سوى حاجة الأجزاء التي كانت تقع تحت سيطرة النظام في الشمال السوري، قبل استيلاء المعارضة عليها في السابع والعشرين من الشهر الماضي.

وبالنسبة إلى خدمة المياه، لا تزال محافظتا الجنوب، السويداء ودرعا، تتصدران قائمة أسوأ الخدمات المائية، التي زاد التقنين الجديد من حدتها خلال الأسبوع الأخير، حيث إن الآبار الحكومية بالكاد تغطي جزءاً بسيطاً جداً من حاجة السكان، فيما اضطر المواطنون خلال السنوات الأخيرة لإصلاح بعضها من خلال مبادرات اجتماعية.

المساهمون