ترامب يتعهد بفرض رسوم جمركية على الصين.. وبكين ترد "لا أحد سينتصر"

26 نوفمبر 2024
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بنسلفانيا 4 نوفمبر 2024 (شيب سوموديفيلا/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن ترامب عن خطط لفرض رسوم جمركية على المنتجات من المكسيك وكندا والصين للضغط على هذه الدول بشأن تجارة المخدرات والهجرة غير القانونية.
- حذرت الصين من أن الحروب التجارية لا تحقق انتصارًا لأي طرف، مشيرة إلى تحدياتها الاقتصادية وتراجع اليوان الصيني بعد فوز ترامب.
- أكدت كندا على أهمية العلاقات التجارية والأمنية مع الولايات المتحدة، بينما دعت المكسيك إلى تجنب الإجراءات الانتقامية التي قد تضر بالاقتصاد وتخالف اتفاقية التجارة الحرة.

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إنه سيفرض في أول يوم له عند عودته إلى البيت الأبيض رسوماً جمركية بنسبة 25% على جميع المنتجات القادمة من المكسيك وكندا، ورسوماً جمركية إضافية بنسبة 10% على السلع القادمة من الصين. وقالت الصين في أول تعليق على تصريحات ترامب إنه لا يوجد منتصر في الحروب التجارية.

وقال ترامب في منشور على منصة تروث سوشال، في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين: "في العشرين من يناير/ كانون الثاني، وفي إطار أوامري التنفيذية الأولى العديدة، سأوقع على جميع الوثائق اللازمة لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع المنتجات القادمة من المكسيك وكندا إلى الولايات المتحدة". وأضاف ترامب أنّ الرسوم الجمركية ستظل سارية حتى تتخذ الدولتان إجراءات صارمة ضد تجارة المخدرات، وخاصة الفنتانيل، والمهاجرين الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني.

كما اتهم الرئيس المنتخب الصين بعدم اتخاذ إجراءات قوية بما يكفي لوقف تجارة المخدرات غير المشروعة التي تتدفق إلى المكسيك وبالتالي عبر الحدود إلى الولايات المتحدة. وقال ترامب: "حتى يوقفوا ذلك، سنفرض على الصين رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10%، فوق أي رسوم جمركية إضافية، وعلى جميع منتجاتها الكثيرة التي تأتي إلى الولايات المتحدة الأميركية". وكان ترامب قد تعهد في وقت سابق بفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية تتجاوز 60%، وهي نسبة أعلى بكثير من تلك التي فرضت خلال ولايته الأولى.

ويحذّر العديد من الخبراء الاقتصاديين من أنّ زيادة الرسوم الجمركية ستضرّ بالنمو وستزيد معدلات التضخّم، إذ إنّ هذه التكاليف الإضافية سيتحمّلها في البداية مستوردو هذه البضائع الذين غالباً ما سيحملونّها لاحقاً إلى المستهلكين. لكنّ المقربين من الرئيس المنتخب يؤكّدون أنّ الرسوم الجمركية هي ورقة مساومة مفيدة تستخدمها الولايات المتحدة لإرغام شركائها التجاريين على الرضوخ لشروطها.

بكين رداً على ترامب: لا أحد سينتصر في حرب تجارية

من جهتها، حذّرت الصين، فجر اليوم الثلاثاء، من أنّ "لا أحد سينتصر في حرب تجارية". وقال ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، في رسالة عبر البريد الإلكتروني تلقّتها فرانس برس إنّ "الصين تعتقد أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة مفيد للطرفين بطبيعته". ويعاني الاقتصاد الصيني من وضع هش في ظل استمرار التراجع بقطاع العقارات ومخاطر الديون وضعف الطلب المحلي.

أسواق
التحديثات الحية

ويشهد اليوان الصيني تقلبات كبيرة وهبوطاً مقابل الدولار منذ الإعلان عن فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الاميركية التي جرت في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. ويعزى ذلك إلى مجموعة من ردود فعل السوق تجاه سياسات ترامب التجارية المتوقعة ضد البضائع الصينية، والبيانات الاقتصادية من كل من الولايات المتحدة والصين، والقرارات الاستراتيجية التي اتخذها بنك الشعب (البنك المركزي الصيني). وعقب فوز ترامب بدأ تداول اليوان بسعر أقل من السعر الثابت للبنك المركزي الصيني. ويشير هذا إلى أن المستثمرين كانوا يستعدون لضعف اليوان بسبب المخاوف من تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. 

كندا: دورنا أساسي في إمداد الولايات المتحدة بالطاقة

في السياق، ذكّرت كندا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بدورها "الأساسي لإمدادات الطاقة" للولايات المتّحدة، وذلك ردّاً على إعلان الملياردير الجمهوري أنّه سيفرض منذ اليوم الأول لتوليه مهامه رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات بلاده من جارتها الشمالية. وقالت كريستيا فريلاند نائب رئيس الوزراء الكندي ودومينيك لو بلان وزير الأمن العام الكندي في بيان مشترك إن "كندا والولايات المتحدة ترتبطان بواحدة من أقوى وأوثق العلاقات، خاصة في ما يتعلق بالتجارة وأمن الحدود".

وأضاف البيان "كندا تعطي أمن الحدود وتكامل حدودنا المشتركة أولوية قصوى". وشدد المسؤولان الكنديان على العلاقة "المفيدة المتوازنة والمتبادلة" بين الجارتين "كندا حيوية لإمدادات الطاقة المحلية الأميركية. وفي العام الماضي جاء 60% من ورادات أميركا من النفط الخام من كندا". كذلك أشار البيان إلى التعاون بين قوات إنفاذ القانون في كندا والولايات المتحدة "لوقف تدفق مخدر الفينتانيل القادم من الصين ودول أخرى". وقال الوزيران "سنواصل بالطبع مناقشة هذه القضايا مع الإدارة (الأميركية) القادمة"، دون الإشارة بشكل خاص إلى إعلان ترامب الصادر قبل ساعات.

لكنّ ويندي كاتلر المسؤولة التجارية الأميركية السابقة والتي تعمل حالياً باحثة قالت لوكالة فرانس برس إنّ "المكسيك وكندا لا تزالان تعتمدان بشكل كبير على السوق الأميركية، وبالتالي فإنّ قدرتهما على الابتعاد عن تهديدات الرئيس المنتخب ترامب تظلّ محدودة".

وبعدما هدد ترامب بفرض الرسوم الجمركية، أجرى محادثة مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ناقشا خلالها التجارة وأمن الحدود، بحسب مصدر كندي مطلع لوكالة رويترز. وقال المصدر "كان نقاشاً جيداً وسيبقيان على اتصال".

المكسيك: دعوات لتجنب الإجراءات الانتقامية التجارية

دعا رئيس مجلس النواب المكسيكي ريكاردو مونريال، عضو حزب مورينا الحاكم، إلى "استخدام الآليات الثنائية والمؤسسية لمكافحة تهريب البشر والمخدرات والأسلحة". وأضاف في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "تصعيد الإجراءات الانتقامية التجارية سيؤدي فقط للإضرار بأموال المواطنين وهو بعيد عن حل المشاكل الأساسية".

وفي عام 2023، اتجه أكثر من 83% من الصادرات المكسيكية إلى الولايات المتحدة بالإضافة إلى 75% من الصادرات الكندية. وقد تؤدي الرسوم الجمركية أيضاً إلى مشاكل للشركات الأجنبية مثل شركات تصنيع السيارات والإلكترونيات الآسيوية العديدة التي تستخدم المكسيك قاعدة إنتاج منخفض التكلفة وبوابة للسوق الأميركية. ويبدو أن الرسوم الجمركية الجديدة التي هدد بها ترامب تنتهك شروط اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. ودخلت الاتفاقية التي وقعها ترامب حيز التنفيذ في عام 2020، وأدت لاستمرار التجارة المعفاة بشكل كبير من الرسوم الجمركية بين الدول الثلاث.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون