ترقب اتفاق زراعي ضخم بين الجزائر وإيطاليا

04 يوليو 2024
الجزائر تسعى إلى زيادة إنتاج العديد من المحاصيل (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الجزائر وإيطاليا تستعدان لتوقيع اتفاقية زراعية ضخمة ضمن "خطة ماتاي" لزراعة القمح والبقوليات على 36 ألف هكتار في الصحراء الجزائرية، بحضور مسؤولين بارزين من البلدين.
- "خطة ماتاي" الإيطالية تهدف لتعزيز التعاون مع أفريقيا بميزانية 5.5 مليارات يورو، تركز الجزائر ضمنها على الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة، مع التزام بتعزيز التعاون الثنائي.
- المشروع الزراعي يهدف لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح بتقنيات متقدمة، مع شراكة تمنح الشركة الإيطالية 51% والجزائر 49%، مما يعكس نموذجًا للتعاون الدولي في الأمن الغذائي.

 

توقّع الجزائر وإيطاليا، السبت المقبل، على اتفاق ضخم للزراعة المستدامة، هو ثاني أكبر عقد بشراكة أجنبية في تاريخ البلاد، لإنتاج القمح والبذور والبقوليات في الصحراء على مساحة أولية 36 ألف هكتار، في إطار "خطة ماتاي" لحكومة روما والموجهة للقارة الأفريقية.
وأفادت مصادر، رفضت ذكر اسمها، لـ"العربي الجديد"، بأن مراسم التوقيع من المنتظر أن "عبد اللطيف رحال"، غربي الجزائر العاصمة، بحضور أعضاء من الطاقم الحكومي الجزائري، على غرار وزير الفلاحة والتنمية الريفية يوسف شرفة، والصناعة علي هون، والمالية لعزيز الفايد، ومسؤولين في القطاع الزراعي الجزائري.
كما سيحل في الجزائر أيضا، وفق المصادر ذاتها، وزير الزراعة والأمن الغذائي والغابات الإيطالي، فرانشيسكو لولوبريجيدا، وفابريزيو ساجيو المستشار الدبلوماسي لرئيسة مجلس الوزراء الإيطالي جورجيا ميلوني، المكلف بخطة ماتاي الموجهة للقارة الأفريقية.
ويعد هذا الاتفاق الثاني من نوعه للجزائر في ظرف ثلاثة أشهر، بعد ذلك الموقّع مع مجموعة "بلدنا" القطرية، لإنتاج الحليب المجفف واللحوم والأجبان ومشتقات الألبان، على مساحة 117 ألف هكتار في الصحراء الجزائرية، باستثمار بلغ 3.5 مليارات دولار.

و"خطة ماتاي" الاقتصادية للحكومة الإيطالية الموجهة إلى أفريقيا، عبارة عن جملة مشاريع للدبلوماسية والتعاون الإنمائي والاستثمار، لتعزيز وتجديد علاقات روما في القارة السمراء.
ورصدت حكومة ميلوني اليمينية، في إطار هذه الخطة، 5.5 مليارات يورو، لإطلاق مشاريع في قطاعات مختلفة بعدة بلدان أفريقية، منها الجزائر ومصر وتونس والمغرب وليبيا، وتهدف إلى خلق قيمة مضافة بإشراك السكان المحليين وتثبيتها في أوطانها والحد من الفقر والهجرة غير النظامية.

 

الجزائر معنية بأربعة قطاعات


وترتكز خطة ميلوني على ستة محاور رئيسية هي الصحة والتعليم والتدريب والزراعة والمياه والطاقة والبنى التحتية.
وستكون الجزائر معنية بأربع قطاعات ضمن هذه الخطوة، هي الطاقة والطاقات المتجددة والنظيفة، والزراعة المستدامة، والصحة، والجامعات والبحث العلمي.
يرتكز المشروع، وفق مصادر "العربي الجديد"، على إنتاج القمح الصلب واللين على مساحات واسعة، من طرف شركة بونيفيكي فيراريزي، وهي إحدى أكبر الشركات الزراعية في إيطاليا، ومدرجة منذ سنوات في بورصة ميلانو.
كما سينتج المشروع بذور الحبوب (قمح لين وصلب وشعير)، إضافة إلى البقوليات الجافة (الفاصوليا والحمص والعدس وغيرها)، وفق تكنولوجيات حديثة للشركة الإيطالية.
سيقام المشروع عبر ولايات تقرت (الجنوب الشرقي) وأدرار وتيميمون (الجنوب الغربي)، مع إمكانية توسيعه ليشمل مساحات وولايات صحراوية أخرى، غنية بالمياه الجوفية.
الشركة الإيطالية بونيفيكي فيراريزي ستحوز 51% من المشروع، بينما سيكون للشركاء الجزائريين في المشروع حصة 49%، حسب مصادر "العربي الجديد".
ووفق تقديرات حديثة لوزارة الري الجزائرية، فإن المياه الجوفية المشتركة بين الجزائر وتونس وليبيا تمتد على ما يزيد عن مليون كلم مربع، يوجد أغلبها في الجزائر.

سيقام المشروع عبر ولايات تقرت (الجنوب الشرقي) وأدرار وتيميمون (الجنوب الغربي)، مع إمكانية توسيعه ليشمل مساحات وولايات صحراوية أخرى، غنية بالمياه الجوفية


وتستورد الجزائر سنويا ما يفوق 7 ملايين طن من القمح الصلب واللين من الخارج، وتصل أحيانا إلى 9 ملايين طن، لسد احتياجات السكان، في ظل عدم قدرة الإنتاج المحلي على تلبية الطلب.
وتتوقع السلطات جني قرابة 7 ملايين طن من الحبوب هذا العام، وهي الحصيلة الأعلى منذ 2018، في ظل جفاف ضرب ولا يزال يضرب عديد المناطق الشمالية، خصوصا الغربية منها.
وفي بيان مجلس الوزراء الجزائري، يوم 23 يونيو/حزيران، ورد أن الاكتفاء الذاتي التام من القمح الصلب بلغ 80%، في حين وفر محصول هذه السنة من الحبوب 1.2 مليار دولار لفائدة خزينة الدولة، كانت ستوجه للاستيراد، عقب الإنتاج الوفير المحقق هذا الموسم.
وينتشر استهلاك القمح اللين بشكل كبير في الجزائر، إذ يستعمل الطحين في إنتاج رغيف الخبز في جل مخابز البلاد، بينما يستخدم طحين القمح الصلب (السميد) لدى العائلات في صناعة رغيف الخبز التقليدي خصوصا.

المساهمون