تسارع نمو الاقتصاد الأميركي 6.4% في الربع الأول من العام 2021... وانخفاض طلبات البطالة
مسار أكثر تفاؤلا يسلكه الاقتصاد الأميركي مع تسارع نموه خلال الربع الأول من 2021 بفضل خطتي التحفيز الاقتصادي، حيث سجل الناتج المحلي الإجمالي زيادة نسبتها 6.4% بمعدل سنوي، وفقاً لوزارة التجارة اليوم الخميس، فيما برز تراجع عدد المتقدمين بطلبات إعانات البطالة.
ويتجاوز هذا المعدل النسبة التي سجلت في الربع الأخير من عام 2020 وبلغت 4.3%، وهي تتماشى مع توقعات الخبراء. وباستثناء القفزة الاستثنائية بنسبة 33.4% خلال الربع الثاني لعام 2020، فإن هذا أعلى معدل نمو فصلي منذ يوليو/تموز 2003، حسب ما نقلته "فرانس برس" عن وزارة التجارة.
وقالت الوزارة في بيان إن "نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول يعكس استمرار الانتعاش الاقتصادي وإعادة فتح المؤسسات واستجابة الحكومة لوباء كوفيد-19"، علما أنه بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار، تلقت الأسر والشركات الأميركية مساعدات مالية في إطار خطتي تعافٍ أقرت الأولى نهاية ديسمبر/كانون الأول والثانية بداية مارس/آذار.
كذلك ارتفعت الأسعار مع تزايد التضخم الذي بلغ 3.5% بمعدل سنوي، مقابل 1.5% في الربع الأخير من عام 2020، وفق مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء الغذاء والطاقة. وسمحت عمليات ضخ النقد الضخمة بفضل خطتي التحفيز الفدراليتين بزيادة الإنفاق، رغم العدد الكبير لإصابات كورونا هذا الشتاء الذي أدى مجددا إلى تقييد النشاط الاقتصادي.
وتفضل الولايات المتحدة اعتماد نمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي، إذ تقارن النمو بالربع السابق ثم تتوقع التطور على مدار العام بأكمله بهذا المعدل. ويسمح ذلك بتوقع النمو السنوي إذا تم الحفاظ على نفس الوتيرة. لكن اقتصادات متقدمة أخرى مثل فرنسا، تستخدم المقارنة الفصليّة. وباستخدام طريقة الحساب هذه، تكون الزيادة في الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة 1.6%.
تراجع طلبات إعانات البطالة
في مؤشر إيجابي آخر، تراجع عدد الأميركيين الذين يقدمون طلبات إعانات البطالة بنحو 13 ألفا الأسبوع الماضي ليصل إلى 553 ألفا، وهو أدنى مستوى منذ أن بدأت جائحة كورونا في مارس/آذار العام الماضي، وفقا لما أوردته "أسوشييتد برس".
وسجلت وزارة العمل اليوم الخميس، انخفاض طلبات العاطلين من 566 ألفا الأسبوع الماضي، والتي تراجعت بشكل كبير عن العام الماضي لكنها ظلت أعلى من 230 ألفا أسبوعيا كما كان الحال قبل أن تضرب الجائحة الاقتصاد، علما أن المتوسط المتغير على مدار 4 أسابيع تراجع بنحو 44 ألف طلب، ووصل إلى 611750.
وتلقى نحو 3.7 ملايين شخص إعانات البطالة التقليدية من الولايات خلال الأسبوع المنتهي في 17 إبريل/نيسان. وبحساب البرنامج الفيدرالي المخصص لتخفيف العبء الاقتصادي بسبب الأزمة الصحية، تلقى 16.6 مليون شخص نوعا من إعانات البطالة خلال الأسبوع المنتهي في 10 إبريل/نيسان.
كبيرة خبراء الاقتصاد الأميركي في "مؤسسة فريكونسي للاقتصاد"، روبيلا فاروقي، قال: "زادت معدلات التسريح من العمل لكنها تتراجع بالتدريج وهو ما يتفق مع اقتصاد يعيد فتح أبوابه. نتوقع مزيدا من التراجع في الطلبات فيما تقترب الأعمال من العودة إلى قدراتها الطبيعية، ما يعزز نمو الوظائف خلال الشهور المقبلة".
انتعاش "وول ستريت"
في "وول ستريت"، فتح المؤشران "ستاندرد أند بورز 500" و"ناسداك" المجمع على ذرى قياسية اليوم الخميس، بفضل صعود أسهم قطاع التكنولوجيا، بينما يعكف المستثمرون على وابل من تقارير النتائج الفصلية وأحدث البيانات الاقتصادية.
وصعد المؤشر "داو جونز" الصناعي 0.1% مسجلا 33855.64 نقطة، وفتح "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 0.55% إلى 4206.14 نقاط، وتقدم "ناسداك" 1.09% إلى 14204.515 نقاط.