"تسلا" للسيارات الكهربائية تتحصّن صينياً بحسومات إضافية وتسريح عمال
على ضوء المنافسة المحتدمة على السوق الصينية، لم تجد الأميركية "تسلا" باباً لتحصين موقعها إلا بتسريح مزيد من العمال، والإعلان عن حسومات إضافية على أسعار مركباتها. فما الجديد؟
لقد أعلنت الشركة اليوم الجمعة، حافزاً جديداً لزيادة مبيعات السيارات الكهربائية في الصين، وكشفت في الوقت نفسه عن إبلاغ بعض العمال الذين يصنعون حزم البطاريات في مجمعها بشنغهاي بتسريحهم، وفقاً لإعلان من الشركة وعامل تلقى إشعاراً بفقدان موقعه الوظيفي داخل المصنع.
"تسلا" أعلنت عن عرض الخصم النقدي على السيارات الجديدة، بعد يوم من انضمامها إلى 15 شركة أخرى، بما في ذلك صانعو السيارات الكهربائية الصينية "نيو" Nio، و"لي أوتو" Li Auto، و"شبينغ" Xpeng، في تعهد بتجنب "الأسعار غير الطبيعية"، والتي فسرها البعض بأنها إشارة إلى هدنة في حرب الأسعار التي تهدد الربحية على مستوى الصناعة، حسبما أوردت "رويترز".
وتشير التطورات مجتمعة إلى الضغط الذي تواجهه "تسلا" ومنافسوها في سوق السيارات الكهربائية في الصين، وهي الأكبر في العالم. وجرى تنظيم تعهّد التسعير الموقّع من قبل المديرين التنفيذيين بإشراف الرابطة الصينية لمصنعي السيارات.
ولن يتأثر الإنتاج في مصنع "شنغهاي جيغافاكتوري" Shanghai Gigafactory في "تسلا"، وهو أكبر مركز للشركة وأكثرها إنتاجية، بتسريح العمال، وفقاً لأشخاص على دراية بالعمليات في مجمع المصنع الذي يوظف نحو 20 ألف عامل.
وفي حين أن جولة تخفيضات الأسعار، بقيادة تسلا، عززت المبيعات في وقت سابق من هذا العام، فقد فرضت المنافسة ضغوطاً في جميع المجالات على شركات صناعة السيارات والموردين لاحتواء التكاليف، كما يقول المحللون والمسؤولون التنفيذيون.
"تسلا" أشارت اليوم، إلى أنها ستعرض على المشترين الجدد لسياراتها من الطرازين "واي" Y و"موديل 3" Model 3 خصماً نقدياً قدره 3500 يوان (483 دولاراً) إذا كان بإمكانهم الاستشهاد بإحالة من مالك حالي. (الدولار= 7.2448 يوان).
بشكل منفصل، جرى إبلاغ العمال في مجمع تسلا في شنغهاي لتجميع حزم البطاريات بتسريح العمال، وفقاً لعامل تلقى الإشعار.
وجرى الإبلاغ عن حالات التسريح لأول مرة من خلال بوابة الأخبار الصينية على الإنترنت "ديب أناليسيز" Deep Analysis يوم الخميس، والتي قالت إن أقل من ألف عامل وُظّفوا في خطي إنتاج حزمة البطاريات في المصنع.
وذكرت "بلومبيرغ" تسريح العمال اليوم الجمعة، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر، فيما لم يتضح عدد العمال الذين يمكن تركهم أو إعادة تعيينهم أو السبب المحدد وراء التسريح. ولم ترد تسلا على الفور على طلب للتعليق.
منافسة "غير صحية"
إلى ذلك، أظهرت بيانات صدرت في وقت سابق من هذا الأسبوع أن "تسلا" باعت رقماً قياسياً بلغ 247 ألفاً و217 سيارة صينية الصنع في الربع الثاني. كان هذا هو الأعلى منذ أن بدأ تسليم المركبات من مصنعها في شنغهاي في أوائل عام 2020.
الرئيس التنفيذي للشركة الألمانية "فولكسفاغن" في الصين رالف براندستاتر قال في خطاب ألقاه الشهر الماضي في حدث حضره رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، إن سوق السيارات الكهربائية في الصين تتميز "بخصومات عالية على الأسعار"، و"بيئة تنافسية غير صحية".
بدورها، الشركة الكورية الجنوبية "هيونداي موتور"، ثالث صانع سيارات عالمي في العالم من حيث المبيعات، أعلنت الشهر الماضي، أنها ستغلق مصنعاً في الصين وتتطلع لبيعه مع مصنع أغلق العام الماضي.
وفي السياق، ذكرت شركة الاستشارات "أليكس بارتنرز" Alex Partners هذا الأسبوع، أنه في حين أن سوق السيارات الكهربائية في الصين ستستمر في النمو بسرعة، فإن المنافسة الشديدة والسعة الزائدة ستؤدي أيضاً إلى حدوث هزة.
وتنبأت الشركة بأن 25 إلى 30 شركة فقط من أصل 167 شركة مسجلة لإنتاج المركبات الكهربائية أو الهجينة في الصين ستنجو بحلول عام 2030. كذلك أشارت إلى أن عام 2023 سيكون الأول الذي ستمثل فيه العلامات التجارية الصينية أكثر من 50% من السيارات المباعة في سوقها المحلية للمرة الأولى.
يُشار إلى أنه على مدى العقود الأربعة الماضية، هيمنت على سوق السيارات في الصين علامات تجارية عالمية راسخة، مثل "فولكسفاغن" التي تعمل في مشاريع مشتركة مع شركاء صينيين، علماً أن "تسلا" هي شركة تصنيع السيارات الأجنبية الوحيدة التي تدير مصنعاً بدون شريك محلي.
ومنذ بداية عام 2023، خفضت "تسلا" السعر الأساسي للسيارة من طراز "3 سيدان" في الصين بنسبة 14% وبنسبة 10% للطراز "واي"، وهو أفضل بائع عالمي لها.
واليوم، قالت "تسلا" أيضاً إن المشترين الجدد سيحصلون أيضاً على وصول مجاني إلى نظام مساعدة السائق المحسن "السائق الآلي" لمدة 90 يوماً.
كما أعلنت "تسلا" عن الحوافز الجديدة على حساب "وايبو" Weibo الخاص بها. وهي تواصل عرضاً أعلنت عنه في يونيو/ حزيران بتخفيضات بقيمة 7 آلاف يوان لمشتري سياراتها من طراز "إس" S و"موديل إكس" Model X الأكثر تكلفة.
ونشر عدد من مالكي "تسلا" رموز الإحالة الخاصة بهم عبر الإنترنت، ودعوا الآخرين إلى استخدامها اليوم الجمعة، مما يشير إلى أن الخصم النقدي الجديد قد يكون متاحاً على نطاق واسع للمشترين الجدد.
وشكلت مبيعات "تسلا" من السيارات المنتجة في شنغهاي في الربع الثاني أكثر من نصف عمليات التسليم العالمية.
وصعدت أسهم الشركة بنسبة 70% تقريباً منذ أوائل مايو/أيار الماضي، حيث تفاعل المستثمرون مع المؤشرات على تخفيضات الأسعار العالمية وحوافز الحكومة الأميركية التي تعزز المبيعات، وتراهن على أن صانع السيارات الكهربائية سيكون قادراً على تثبيت هامش ربحه بمرور الوقت.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، خفضت "تسلا" أسعار الطرازين "3" و"واي" بنسبة تتراوح بين 3% و4% في اليابان.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
