أعلنت وزارة السياحة التابعة للنظام السوري ازديادا ملحوظا في أعداد السياح العرب والأجانب الذين زاروا سورية في عام 2023، وصولاً إلى أكثر من مليوني سائح، جاء أغلبهم بهدف السياحة الدينية، وسط تشكيك في صحة هذه الأرقام.
وقال وزير السياحة في حكومة النظام محمد رامي مرتيني، اليوم الخميس، في حديث لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام، إن السياح الذين دخلوا إلى سورية منذ بداية العام الحالي، كان منهم نحو 1.750 مليون عربي، أغلبهم من الجنسيات اللبنانية، العراقية، الأردنية، البحرينية والكويتية، و250 ألفاً من الأجانب، معظمهم من الجنسيات الروسية، والباكستانية، والإيرانية، والهندية، وكان منهم 213 ألف زائر للمواقع المقدسة، بعدد ليالي 1.230 مليون ليلة فندقية.
وأوضح مرتيني أن الإحصائيات أظهرت إجمالي الرّبح المقدر للفنادق بنحو 28 مليار ليرة، مقارنة مع 11 مليار ليرة خلال العام الماضي 2022، وبنسبة ارتفاع 145%.
وأضاف وزير السياحة في حكومة النظام: "نحن راضون عن أرقام القدوم السياحي وإشغالات الفنادق والأرقام المحققة، وبما جرى بالقياس إلى جميع الصعوبات، ولا سيما كارثة الزلزال، والاعتداءات الإسرائيلية، وتأثر المطارات السورية بها". وأضاف: "رغم ذلك، تجاوزنا المليوني قادم، بزيادة 20% عن العام الماضي، ما يعتبر رقماً جيداً".
والشهر الفائت، كشف القائم بأعمال سفارة العراق في دمشق ياسين شريف الحجيمي عن زيادة في عدد القادمين إلى سورية بهدف "السياحة الدينية".
وحول دلالة هذه الأرقام، شكك الخبير الاقتصادي السوري يونس الكريم، في حديث لـ"العربي الجديد"، في أن يصل عدد السياح في مناطق النظام في مثل هذه الظروف إلى مليونين، مضيفا أنه "من الخاطئ تصنيف العدد الأكبر من الزائرين إلى سورية أنهم سياح، لأن العدد الأكبر منهم بالأصل مغتربون سوريون، والنظام يصنفهم سياحاً رغم أنهم أبناء البلد، وهذا حسب المجموعة الإحصائية لعام 2022، والتي تشير إلى أن 78% سوريون".
وأضاف الكريم أن "النظام، ومنذ بداية الثورة، كان يروج دائما أن السياحة بخير، وأن الزائرين العرب لا زالوا يتوافدون، في محاولة لإيصال رسالة بأن نظام الأسد متمسك بالعلاقات العربية، وأن الحاضنة العربية ترى بعدالة حربه على المعارضة، التي يصفها بالإرهاب، وأن الظروف باتت جيدة لاستقبال السوريين اللاجئين بالدول العربية في محاولة لابتزازهم". ولفت أيضاً إلى أن "الواقع يشير إلى عكس هذه الأرقام، من ناحية انسحاب كبرى الشركات العالمية التي تدير الفنادق والضيافة، باستثناء "الفور سيزن"".
ولفت الكريم إلى أن حجم الإيرادات المعلنة، والتي تقارب 125 مليار ليرة سورية، تبين أن معدل إنفاق كل زائر إذا ما قورن بعدد ليالي الإشغال الفندقية لا يتجاوز 7 دولارات في اليوم الواحد، مضيفاً: "ولو أخذنا هذه الأرقام بنوايا حسنة، فإن هذا الرقم ضئيل جدا، وهو لا يغطي تكاليف وجبة يومية لسكان دمشق".
أشار الخبير ذاته إلى أن "معدل قضاء السياح في سورية يبلغ وفق الأرقام المعلنة 4.7 أيام فقط، وهذا الرقم غير مجد لتحريك الاقتصاد"، كما أكد أن "العدد الأكبر من السياح العرب قدموا من دول مجاورة لسورية بهدف التبضع وشراء السلع بأسعار أرخص، والاستفادة من فرق السعر، أي لا يوجد قطع أجنبي كبير يمكن التعويل عليه، خاصة مع القوانيين التي تجرم التعامل بالدولار". وقال إن "هؤلاء السياح يعدون منافسين للسوريين بالحصول على السلع والخدمات القليلة، أي أنهم يزيدون من معاناة السوريين".
وأضاف الكريم أن "النظام لم يحسن بعد واقع النقل داخل المدن وخارجها، أو حتى الأماكن السياحية، ما يجعل أي محاولة لزيادة السياحة تكون على حساب السلع والخدمات للسوريين أنفسهم".
يذكر أن سورية استقطبت قبل الثورة نحو 8.5 ملايين سائح عام 2010، بحسب تصريح سابق لوزير السياحة وقتذاك سعد الله آغا القلعة، بلغ العرب منهم 4.6 ملايين، مقابل 2.3 مليون سائح أجنبي، ونحو 1.5 مليون سوري مغترب.