تتزايد خطوات التطبيع ما بين دبي والاحتلال، إذ أكّد القنصل الإسرائيلي في الإمارة أنّه يأمل في أن يتجاوز اتفاق لشحن نفط الإمارات العراقيل البيئية و"يتحول إلى حقيقة"، مع ازدهار التجارة بين إسرائيل والإمارات بعد مرور عام على تطبيع العلاقات بينهما.
وقال إيلان شتولمان ستاروستا الذي أصبح أول قنصل إسرائيلي في دبي، لوكالة "فرانس برس"، اليوم الأربعاء، إنّ "التجارة بين أكثر اقتصادين تنوّعاً في الشرق الأوسط ستتجاوز بسهولة مليار دولار خلال عام في حال انحسار أزمة وباء كوفيد-19".
ويرمي الاتفاق النفطي الذي أعقب تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العام الماضي إلى نقل الخام بواسطة السفن إلى ميناء إيلات على البحر الأحمر، ثم عبر خط أنابيب عبر الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى ميناء عسقلان على البحر المتوسط، ليتم شحنه بعد ذلك إلى أوروبا.
وكانت وزارة حماية البيئة الإسرائيلية قد أعلنت، الشهر الماضي، إرجاء تنفيذ الاتفاق، ما من شأنه تجميد المشروع الذي أثار غضب جمعيات إسرائيلية مدافعة عن البيئة.
ولجأت جمعيات بيئية إسرائيلية إلى المحاكم للطعن به، مشيرة إلى مخاطر حدوث تسربات نفطية قد تكون آثارها مدمّرة، مع توقّع نقل عشرات ملايين الأطنان من النفط الخام عبر إسرائيل كل عام.
وأكد ستاروستا في مقابلة في القنصلية في دبي، قبل أقل من شهر من الذكرى الأولى لتوقيع اتفاق التطبيع، أنّ القضية "أصبحت حالياً مسألة بيئية تقنية، وتم تجميد المشروع بسبب مخاوف من أنّ خط الأنابيب هذا، وهو قديم للغاية، لم يحفظ بشكل كافٍ ليمرّ النفط من خلاله وهناك مخاطر حدوث تسرّب".
وأضاف "قامت وزارة حماية البيئة بتجميد البرنامج. والآن يتوجهون إلى مشروع لجعل اختصاصيين يتفحصون هذا الخط لتحديد ما يحتاجه ليصبح آمناً".
وأعرب عن أمله في استئناف الاتفاق في نهاية المطاف كونه "اتفاقاً جيداً للغاية لكل من الإمارات وإسرائيل"، ولكنّه أصرّ على أنّ هذا الاتفاق "لن يؤثر على العلاقة" مع الإمارات.
ووقّع الاحتلال، في 15 سبتمبر/ أيلول، في واشنطن، اتّفاق تطبيع العلاقات مع الإمارات برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وحضوره.
والإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية تتوصل إلى اتفاق تطبيع للعلاقات مع الاحتلال، وتلتها البحرين، ثم السودان وأخيراً المغرب، بعد الأردن (1994) ومصر (1979).
وندّد الفلسطينيّون باتّفاقات التطبيع التي يرون أنّها تتعارض مع الإجماع العربي الذي جعل حلّ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطًا أساسياً لإحلال السلام مع الاحتلال.
وزار وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، الشهر الماضي، الإمارات ليدشّن السفارة في أبوظبي والقنصلية في دبي. وافتتحت الإمارات سفارة لها في تل أبيب.
وبلغ حجم التبادل في قطاع الأعمال بين الجانبين، في أغسطس/ آب الماضي، 500 مليون دولار، دون الاستثمارات بسبب اتفاقات حول السياحة والطيران والخدمات المالية. وقال ستاروستا "أعتقد أنّ بإمكاننا مضاعفة حجم التجارة في عام واحد، في حال اختفى كوفيد-19". وأضاف "لأن الإمكانات ضخمة للطرفين (..)، أعتقد أنه يمكننا تحقيق ذلك بسهولة كبيرة".
وزار نحو 200 ألف إسرائيلي الإمارات منذ إقامة العلاقات، بحسب القنصل. وقدّر ستاروستا أن هناك 40 شركة إسرائيلية في مناطق التجارة الحرة في الإمارات.
وبالإضافة إلى ذلك، سيبدأ إماراتيان بالدراسة في جامعتين إسرائيليتين هذا العام. بينما أنجبت زوجة القنصل العام مولودة الشهر الماضي في دبي؛ لتكون أول إسرائيلية تولد في الإمارات.
وقال ستاروتسا "لم تكن هناك حالة مماثلة من قبل، لذا لا نعرف كيف نسجل (الطفلة) بشكل صحيح"، مضيفاً "هناك سلام حقيقي يحدث وليس مجرد توقيع اتفاقات".
(فرانس برس، العربي الجديد)