بعد تطبيع العلاقات بين الجانبين رسميا العام الفائت، يكثف رجال الأعمال المغاربة والإسرائيليين لقاءاتهم الرامية إلى الإحاطة بالقطاعات التي يمكن أن تحفز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع قرب توقيع اتفاق تجاري بين الحكومتين خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما سيكون محور زيارة مرتقبة لوزيرة الاقتصاد الإسرائيلية، أورنا باربيفاي، إلى الرباط.
وكان وزير الصناعة والتجارة السابق، مولاي حفيظ العلمي، اتفق مع نظيره الإسرائيلي على تشكيل مجموعات عمل بهدف إبرام اتفاقات في الزراعة والاستثمار والمياه والبيئة والسياحة والعلوم والابتكار والطاقة، وإعداد مسودة تضع تصورا حول اتفاق للتبادل الحر.
وتواصلت اللقاءات في الفترة الأخيرة بين رجال الأعمال المغاربة والإسرائيليين. ففي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عُقد لقاء بين "الاتحاد العام لمقاولات المغرب" و"جمعية الصناعيين الإسرائيليين" و"فيدرالية غرف التجارة الإسرائيلية" و"المؤسسة الإسرائيلية للتصدير والتعاون الدولي".
كما عُقد يوم الخميس الفائت، لقاء آخر مع ممثلي مصالح رجال الأعمال و"المؤسسة الإسرائيلية للمشغلين وأرباب العمل"، حيث انصب البحث على فرص الأعمال والاستثمار داخل المملكة.
وكانت بوا أرتشوك، المسؤولة عن الأسواق وتمويلات التنمية لدى وزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية، أكدت خلال لقاء بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب والمنظمة الإسرائيلية للمشغلين ورجال الأعمال، أن توقيع الاتفاق المرتقب في الأسابيع المقبلة، سيكشف مرحلة أساسية بهدف دعم وتوسيع التعاون بين البلدين وتشجيع الابتكار وتنويع العلاقات التجارية.
ويُتوقع أن ينصب الاتفاق على دعم التعاون في قطاعات اقتصادية وصناعية، مثل الصناعات الكيماوية والأدوية والكهرباء والميكانيكا والطاقات المتجددة وتكنولوجيات الري والزراعية والسياحة والنسيج.
ولا ينفك رئيس مجلس الأعمال المغربي الإسرائيلي، ستيف أوحينا، كما في لقاء الخميس، يؤكد الميزات التي يتمتع بها المغرب، أكان على مستوى الاستقرار السياسي، أو مركزه المالي والإمكانات التجارية التي يتيحها أكثر من خمسين اتفاقا للتبادل الحر، مع إبراز موقعه الجغرافي الذي يجعل منه معبرا إلى أوروبا وأفريقيا.
وكان مجلس الأعمال المغربي- الإسرائيلي الذي شكل في مارس/ آذار الماضي، بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب ومنظمة الصناعيين ورجال الأعمال الإسرائيليين، قد أُريد منه أن يكون منتدى لنسج روابط التقارب بين شركات البلدين.
وأوضح نائب رئيس المجلس، يان أسور، أن المجلس يدعم الشركات بما يتيح لها من بيانات ومساعدة فنية، كما يسمح بالتعامل مع شبكة تضم آلاف الشركات، مشيرا إلى أنه ساهم في شراكات تجارية عديدة بين الشركات. وقد حرص كريم عمور، رئيس الجهة الثالثة عشرة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، التي تُعنى بالمغاربة من رجال الأعمال والكفاءات في العالم، على تأكيد مقومات الاقتصاد المغربي في لقاء الخميس.
وأكد أن الاتفاقيات التجارية التي أبرمها المغرب وموقعه الجغرافي يمنحان فرصة الولوج إلى أسواق تضم مليار مستهلك، فيما أكد يوسف الباري، مدير الهيئة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، على استحداث نوع من التوازن بين الإمكانات الصناعية المغربية، ودعمها بالتجربة التي تتوفر عليها دولة الاحتلال الإسرائيلي في مجال البحث والابتكار.
وكانت الحكومة الجديدة، التي يرأسها عزيز أخنوش، صادقت في ثانية جلساتها الوزارية، على بحث بروتوكول اتفاق حول الخدمات الجوية مع دولة الاحتلال، تزامنا مع توقيع "الخطوط الملكية المغربية" بروتوكول تعاون مع شركة الطيران الإسرائيلية "العال"، يتعلق بتطوير العلاقات بين الشركتين عبر العمل معا على تقديم أحسن الخدمات.