توقع المحلل لدى شركة إدارة الأموال "فات بروفيتس" ديفيد لينوكس أن يبلغ الذهب المستوى المرتفع الجديد 2100 دولار للأوقية (الأونصة) هذا العام.
وقال في حوار مع "سي إن بي سي" إن ضعف الدولار والتضخم هما من العوامل التي من المرجح أن تعزز سعر المعدن الثمين.
وأشار إلى أن التوترات الجيوسياسية بين القوى العسكرية الكبرى قد تؤدي أيضاً إلى ارتفاع أسعار الذهب في وقت مبكر عما كان متوقعاً.
وأضاف لينوكس قائلاً: نعتقد أنه على مدار عام 2022، سنشهد اختبار الذهب لأعلى مستوياته على الإطلاق، لكننا لا نعتقد أنه سيتجاوزه بكثير بمجرد وصوله إلى هذا السعر.
وفي أغسطس/ آب 2020، أغلقت أسعار الذهب عند مستوى قياسي 2063 دولاراً، وفقاً لمزودة البيانات "إيكون".
واستقرت أسعار الذهب خلال تعاملات الأربعاء مع متابعة تصريحات المسؤولين حول السياسة النقدية في الولايات المتحدة، وآخر مستجدات جائحة "كورونا"، فيما فقدت اليوم الخميس نحو 20 دولارا.
ويتوقع نيل كاشكاري، رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي " البنك المركزي" في مينيابوليس، أن يرفع البنك المركزي الأميركي معدل الفائدة مرتين خلال العام الجاري، لمواجهة استمرار تسارع التضخم.
وتشير بيانات مجلس الذهب العالمي في لندن، التي نقلتها نشرة "نيكاي آشيا" اليابانية، إلى أن البنوك المركزية رفعت من احتياطات الذهب خلال العقد الماضي بنحو 4500 طن، وبلغ حجم احتياطاتها 36 ألف طن بنهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، بارتفاع 15% مقارنة بما كان عليه حجم الاحتياطات الذهبية العالمية في العقد الأول من القرن الجاري.
وتشير النشرة إلى أن البنوك المركزية باعت الدولار في بعض الفترات واشترت الذهب كأداة تحوط على أمل ارتفاع سعره وتغطية خسائرها بالدولار.
وتتخوف البنوك المركزية من مواصلة مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، ضخ الدولارات في السوق ومن تداعيات رفع حجم الاستدانة الأميركية إلى نحو 31.5 تريليون دولار.
إلى ذلك، يتوقع مصرف "غولدمان ساكس" أن تواصل عملة بيتكوين مزاحمة الذهب واستقطاع حصة من سوقه كجزء من التبني الأوسع نطاقاً للأصول الرقمية، ما يجعل فرضية ارتفاع سعرها إلى 100 ألف دولار أمراً ممكناً.
ويقدر البنك الاستثماري الاميركي أن القيمة السوقية المعدلة حسب التعويم - وهي طريقة لحساب القيمة السوقية - للبيتكوين تقل كثيراً عن 700 مليار دولار، وهو ما يمثل حصة 20% في سوق "مخزن القيمة" الذي يقال إنه يتكون من البيتكوين والذهب، في حين تقدر قيمة الذهب المتاح للاستثمار عند 2.6 تريليون دولار.
وفي حال ارتفعت حصة البيتكوين من سوق "مخزن القيمة" إلى 50% خلال السنوات الخمس المقبلة، فإن سعرها سوف يرتفع إلى ما يزيد قليلاً على 100 ألف دولار، وفقاً لما ذكره الرئيس المشارك لاستراتيجية العملات الأجنبية العالمية والأسواق الناشئة في مذكرة ونقلته وكالة بلومبيرغ.
وتوقع نائب رئيس مجموعة الثروة الخاصة بشركة "بلاكستون" بايرون وين، أول من أمس، أن يحقق الذهب ارتفاعاً بنسبة 20% هذا العام، مع سعي المستثمرين للحماية من التضخم وتقلبات الأسواق.
وقال عبر رسالته السنوية للمستثمرين، إنه يعتقد أن الذهب قد يستعيد مكانته كأصل آمن.
وبحسب وين، فإن المليارديرات الجدد من المرجح أن يستثمروا في الذهب، رغم أن العملات المشفرة مثل بيتكوين أصبح يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها مخزن بديل للقيمة.
وكان الذهب قد تراجع بنحو 4% في عام 2021، رغم ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة لأعلى مستوياته في 39 عاماً.
وأضاف بايرون وين، وهو أيضاً رئيس استراتيجيات الاستثمار في "مورغان ستانلي" سابقاً ولمدة عقدين تقريباً: "رغم النمو القوي في الولايات المتحدة، سيسعى المستثمرون إلى التحوط من التضخم بالذهب وسط تصاعد الأسعار والتقلبات".
الأسعار تفقد أكثر من 20 دولارًا
وفقدت أسعار الذهب أكثر من 20 دولارًا خلال تعاملات اليوم الخميس، بعدما كشف محضر الاحتياطي الفيدرالي أن المسؤولين يناقشون تسريع خطط رفع سعر الفائدة وتقليص الميزانية العمومية في ظل ارتفاع التضخم وقوة الاقتصاد.
ووفق محضر الاجتماع: "لاحظ المشاركون أنه نظرًا لتوقعاتهم للاقتصاد وسوق العمل والتضخم، قد يكون هناك ما يبرر زيادة معدل الفائدة في وقت أقرب أو بوتيرة أسرع مما توقعوه سابقًا".
ومن المقرر صدور بيانات طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة عن الأسبوع الماضي في وقت لاحق الخميس وسط توقعات بأن تسجل 199 ألفًا، فيما من المقرر الكشف عن تقرير الوظائف الشهري عن ديسمبر غدًا.
وعلى صعيد التداولات، تراجعت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير 1.2% أو 22.10 دولار عند 1803 دولارات للأوقية صباح الخميس، بعد هبوطها أدنى 1800 دولار في وقت سابق من التداولات، كما انخفض سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنسبة 0.45% عند 1802.25 دولار للأوقية.
وهبطت العقود الآجلة للفضة تسليم مارس 2.4% مسجلة 22.61 دولار للأوقية. فيما انخفض سعر التسليم الفوري للبلاتين بنسبة 1% عند 976.66 دولار للأوقية، كما هبط سعر البلاديوم الفوري بنحو 2.58% مسجلاً 1853.50 دولار للأوقية.