قال مسؤولون لوكالة "رويترز" اليوم الأربعاء، إن تكتل أوبك+ سيلتزم على الأرجح بزيادات إنتاج النفط المتواضعة عندما يعقد اجتماعه الشهري اليوم، مع التزام السعودية والإمارات، وهما من كبار أعضاء منظمة أوبك بالاتفاق المبرم مع روسيا رغم توسيع نطاق العقوبات السارية على موسكو وارتفاع أسعار النفط لأعلى مستوى في ثماني سنوات.
وتجاوز سعر النفط 110 دولارات هذا الأسبوع، إذ أدى فرض عقوبات غربية على موسكو بسبب غزو أوكرانيا إلى اضطراب الإمدادات من روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم وإلى مشاكل في الصادرات من كازاخستان المجاورة.
وقالت أربعة مصادر في أوبك+ لـ"رويترز" أمس الثلاثاء إن التكتل سيوافق على الأرجح على زيادة الإنتاج 400 ألف برميل يوميا أخرى في أبريل/ نيسان المقبل.
وقالت المصادر إن غزو أوكرانيا الذي وصفته روسيا بأنه "عملية خاصة" ليس له أي أثر حتى الآن على سريان اتفاق الإمدادات.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن مجلس الوزراء أكد يوم الثلاثاء التزامه باتفاق أوبك+، كما أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا مع الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي يوم الثلاثاء.
كبح الزيادات
من جانبه، قال فؤاد رزاق زادة المحلل لدى "ثينكماركتس" لوكالة "فرانس برس" اليوم الأربعاء، إن "أوبك+ ستقول بلا شك إن الوضع الحالي لا يؤثر على اتفاق أوبك، ومن خلال موقفها القائم على الانتظار والترقب فإن الأمور تزداد سوءا".
وأشارت إيبيك أوزكارديسكايا المحللة لدى بنك "سويس كوت"، إلى أنه "نظريا، يمكن أن تساعد أوبك+ في إبطاء ارتفاع الأسعار من خلال تسريع وتيرة زيادة الإنتاج، لكنها ستختار على الأرجح عدم القيام بذلك".
OPEC+ ministers gather on Wednesday in the unusual position of being oil-market observers https://t.co/hevc1EGcX7
— Bloomberg (@business) March 2, 2022
وأكد بيارن شيلدروب المحلل في "سيب" للوكالة ذاتها، أن "الحرب في أوكرانيا تتفاقم والأعمال العدائية تتصاعد بين الغرب وروسيا" ما يؤدي إلى "خطر كبير" باضطراب إمدادات النفط الخام والغاز الطبيعي.
وبحسب لويز ديكسون من "ريستاد إنيرجي" فإنه "على أي حال، حتى لو رفعت أوبك+ الإنتاج أكثر، سيكون ذلك مجرد وعد على الورق، لأن التحالف غير قادر على التزام حصصه الإنتاجية، ما يساهم في نقص في العرض ويعزز ارتفاع الأسعار".
موقف السعودية والإمارات
وعمدت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها وعلى رأسهم روسيا إلى زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل كل شهر منذ أغسطس/ آب الماضي في إطار الرجوع عن تخفيضات الإنتاج التي قرروها بسبب انخفاض الطلب على النفط بفعل جائحة كوفيد-19.
وفي الاجتماع السابق في الثاني من فبراير/ شباط اتفقت دول أوبك+ على زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا في مارس/ آذار لتصبح التخفيضات السارية المتبقية بسبب الجائحة 2.6 مليون برميل يوميا يسترجعها التكتل بذلك بحلول نهاية سبتمبر/ أيلول المقبل.
وقد دعت الولايات المتحدة مرارا إلى زيادة إنتاج التكتل، ومع ذلك لا تملك سوى قلة قليلة من الدول قدرات إضافية لزيادة الإنتاج ومن هذه الدول السعودية والإمارات.
وحتى الآن قاومت الرياض المطالب الأميركية بزيادة الإنتاج بوتيرة أسرع مما تم الاتفاق عليه بين أعضاء أوبك+.
(العربي الجديد، وكالات)