توقع أحد أكبر المصارف الروسية الكبرى تراجع إنتاج النفط في روسيا بمقدار 50 مليون طن (بما يعادل 366 مليون برميل)، ليصل خلال العام المقبل إلى 475 مليون برميل مقابل 525 مليوناً خلال العام الجاري، متأثراً بالحظر النفطي الأوروبي، بينما تعتمد الميزانية الروسية توقعات أكثر تفاؤلاً بأن يبلغ الإنتاج 490 مليون طن.
وقال ميخائيل زادورنوف، رئيس مصرف "أوتكريتيه" (واحد من أكبر عشرة مصارف في روسيا)، في حوار مع صحيفة "إر بي كا" الروسية، نشر الثلاثاء: "ليس من الواضح إلى أين يمكن توجيه هذا النفط، ومن سينقله وسيؤمن عليه، وما إذا كانت ستتسنى إعادة تحويل تدفقات النفط من أوروبا وغيرها من الدول غير الصديقة إلى الأسواق الآسيوية".
وأضاف زادورنوف أن "هذه مسألة رئيسية من وجهة نظر وتيرة نمو الناتج المحلي الإجمالي وميزان المدفوعات في العام المقبل"، مؤكداً أن ذلك سيؤثر بشكل "هام" في الميزانية والاقتصاد الروسيين.
وتعادل كميات النفط المتوقع تراجعها إنتاج 33 يوماً وفق معدل 11.07 مليون برميل الذي سجلته روسيا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحسب البيانات الرسمية.
وفي وقت سابق من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، دخل الحظر الذي فرضته الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على إمدادات النفط الروسي المنقول بحراً حيّز التنفيذ.
واتفقت بلدان الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع (الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان) على فرض سقف لأسعار النفط الروسي المورد إلى الدول غير المشاركة في العقوبات على روسيا عند مستوى 60 دولاراً للبرميل.
وفي عام 2021، بلغت حصة الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع ما بين 68% و70% من مجموع صادرات النفط الروسي ومنتجاته إلى السوق العالمية.
ووجهت إلى هذه الدول نحو 214.7 مليون طن من النفط الروسي (1.57 مليار برميل) بقيمة إجمالية 109.5 مليارات دولار، بينما بلغت حصة النفط الخام ومنتجاته في عوائد الصادرات الروسية 37%، وفق بيانات هيئة الجمارك الفدرالية.
ويهدف تحديد سقف لأسعار النفط الروسي إلى تقليص عائدات روسيا، مع ضمان أن تستمر موسكو بمدّ السوق العالمية بالخام للحفاظ أيضاً على توازن السوق. وروسيا ثاني مصدّر للنفط الخام في العالم، بعد السعودية، إذ تستحوذ على حصة تبلغ نسبتها 11% من السوق الدولية.
وثمة تقارير متخصصة تؤكد تحوّل روسيا إلى أسواق بديلة للحفاظ على مستويات إنتاجها والالتفاف على العقوبات الغربية الواسعة. وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ذكرت وكالة بلومبيرغ، أن وتيرة تحول صادرات روسيا من النفط الخام إلى آسيا تزايدت في الأشهر الأخيرة، إذ يتجه ثلثا النفط الخام المنقول عبر ناقلات في الموانئ الروسية الآن إلى آسيا، بينما كانت النسبة تقلّ عن 50% قبل اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا نهاية فبراير/ شباط الماضي.
كذلك أشارت تقارير متخصصة في تتبع صفقات ناقلات النفط إلى أنّ روسيا أقدمت على تشكيل أسطول من الناقلات الخاص بها لتشغيله، ووفّرت التأمين له أيضاً.